عودة يدفع بكرسيه الكهربائي للأمام ليتحدى الظروف والقدر
ترتبط حياة أحمد بكرسيه المتحرك الكهربائي لينقله بكبسة زر من حياته المتقوقعة إلى عالمه الأكاديمي، ولتدفعه إرادته نحو إثبات كيانه ووجوده كعنصر فعال في ظل المجتمع الفلسطيني.
أحمد عودة 23 عاماً من طولكرم نهض مجدداً بعد غيبوبة امتدت ثلاثة أشهر، ليدرك أن رصاصة الاحتلال أصابته بشلل رباعي، ليتحدى القدر، ويثبت أن المرء بإرادته يستطيع تحقيق أهدافه في جوانب الحياة كافة لا سيما في مجال التعليم.
رفض عودة فكرة أن تتبدد إرادته أو أن يستكين، خوفاً من أن يحقق للوجه الإجرامي فرصته في القضاء على شباب فلسطين، مقتنعاً بأن مجتمعنا ومؤسساته الأكاديمية تفتح أبوابها لتحتضن ذوي الاحتياجات الخاصة، عازماً حينها على الانتساب لجامعة القدس المفتوحة، والتي تتبنى سياسة التعلم عن بعد، لتقدم الفرصة الكاملة لكل فرد من أجل اكتساب المعرفة والحصول على شهادة أكاديمية تساهم في محاربة الاحتلال ثقافياً، ولتدفع عجلة الزمن نحو التطور والتقدم.
عودة سنة ثالثة في جامعة القدس المفتوحة/ تخصص خدمة اجتماعية،قال بعيون جريئة وتحدّ عال ظهر على تعابير وجهه: "إن الجامعة ساهمت في التخفيف وبشكل ملحوظ من الآثار السلبية للهجمة الشرسة التي يقودها الاحتلال ضد البشر، وذلك عبر إيصالها خدمة العلم والمعرفة (التعلم) لجميع أبناء الشعب في أماكن سكناهم، لاتباعها سياسة التعلم عن بعد، وامتدادها إلى أرجاء الوطن كافة، مؤكداً أن نظام الجامعة وفلسفتها ساهمت في تشجيعه والالتحاق بها ليندرج اسمه ضمن قائمة المتفوقين.
عودة لم تعزله إعاقته عن تقديم العون والمساعدة للمحيط من حوله، ولم يتأثر بحالته، وقد انعكس مظهره الأنيق، وشخصيته البروتوكولية على أصدقائه ليعزز من إرادتهم، ويقدم لهم القوة، مؤكداً أن الإصرار والتحدي هو أقوى من القوة البدنية.
يعتمد عودة على نفسه في التنقل والتحرك حسب رغبته دون أي معيق، شاكراً الدعم والمساندة التي قدمتها الجامعة له من خلال توفير أماكن متخصصة تسهل نقله حركياً عبر الأبنية.
ازدادت قناعة عودة بالاعتماد على نفسه في تلبية احتياجاته دافعاً بكرسيه نحو الأمام، متحدياً الظروف ليكمل تعليمه وليصبح فردا فعالا في مجتمعه الفلسطيني.