[size=12]يا حاديَ العيسِ ماذا جئتَ تنبينا عن الشـآم ؟ أما زالت بساتينا؟
نسيمها من جنان الخلد ترسله رَوْحًا يداوي جراحـات المحبينا
وغيدها الحور بالألحاظ جارحة لولا فؤادٌ غشاه الهمُّ عاصــينا
[size=18]
وتُرْبُها التِّبُر بالأطيابِ ضمَّخَه نزفُ النجيع الذي يسقي روابينا
فمن نسائمها صُغنا قصائدنا ومن رُؤاها هوىً بالقلب شاجينا
على الشآم سلام الله من وطنٍ أبرِّ من أُمنا إن جار راعينا
وبالشآم هيامٌ من ضراوته نذوبُ وجدًا وقد شابت نواصينا
وبالشآم ربوع لو نفارقها نهفو إليها وإن شـتت نوادينا
يا حادي العيس لا تبرح منازلنا حتى تخبرنا عن حـال أهلينا
أطلْ حديثك إنَّا ما يزال بنا شوق لكـل أثيرٍ من مغَََََانينا
لم يبقِ من أمسنا إلا معللةٌُ بالصدر نامت على ذكرى تبادينا
أجئتنا بعد أن يممت غزَّتَنا وطفتَ بالقدسِ والأطلالُ تبكينا؟
أمِنْ حديثٍ عن الأمجاد تحمله تروي به ظماً بالنفس صادينا
عن غادةٍ من ضمير الغيب مبعثُها هلت لتحيي على اللقيا أمانينا ؟
سمراءُ حوراءُ من مسِّ النسيم لها في الحسن من يعرب الأعلى أفانينا
شمَّاءُ فرعاءُ في العلياء من مُضرٍ لهـا من الرئمِ أشـباهٌ يغارونا
أَمِنْ رفـيفِ الذرا بالشأم مقدمُها صوبَ العراق تداوي جُرحَ باكينا ؟
أمْ هاجَ أهلَ ضفافِ النيل ما سمعوا بالرافـدين ومـا يرويه راوينا
أمْ طاف من شَممِ الأُوراسِ مأثرةٌ تـُجددُ العهد والذكرى لثاوينا
أم يممتْ قلعةً للجــودِ ما فتئت تبني على رُبا نجدِ للعليا براهينا
قامت مع الليل تدعو كلَّ مَنْ سلفوا من الجدود إذ الأحياءُ ناسينا
لما دعاها نداءُ الشوق من عدنٍ جرحٌ شجاها فنادت في اليمانينا
:قوموا لأختِكُم مأْسورةٌ رُزِئتْ ألستمُ إرثَ من كانوا السلاطينا؟
قحطانُ لبَّّى النِّدا وانداح في سبأ وطاف فوق الذُّرا يدعو الميامينا
وعـاد لما رأى الأجناد غافلةً فقــام يندبُ أحياءً لفـانينا
:ياغادةَ العُرب هل أبكتكِ عاديةٌ من العوادي ؟ فما أبكاك يبكينا؟
أغضتْ حياءً وزادت في تَصبُرِها وأعلنتْ ما وعتهُ منْ مراثينا
:ناديتُ فيكم دماءَ العُرْبِ صارخةًً غابَ المُنَادَى ولم ألقَ الملبينا
ذابتْ حُشاشةُ قلبي مِنْ تفرُّقِكم في وَهْدَةِ اليأس لم ألفَ المواسينا
:ياغادةَ العُربِ ما فينا إذا نزلت بنا النـوازل إلا الآهُ تكـوينا
إذا دعا الشوقُ للأمجادِ أقعدَنا مِنْ حاضرٍ نكدٍ ما بات يضنينا
فكان أجدرَ لو ناديتِ مستمعًا لكنَّ من ترتجي أطيافُ لاهينا
يُقرِّبونَ غريبًا جاءَهم طمعًا وينبذونَ أخـاهم لو دنا حـينا
أضحوا شراذمَ لا تُغني بمسغبةٍ وليس يغنون في الرمضاء صادينا
صاروا غُثاءً وقد خارت عزائمُهم ماذا دهاهم يطيعون الشياطينا؟
تاهوا ببيداء لا يُرجى لهم فرجُ وليس مَنْ ضيعوا القربى بناجينا
يرددون حديثأ زائفًا كذِبًا من مـكــــر صهيون أو عشَّاقِ صهيونا