وكالات):
لم أسمع أي موسيقى، هل أخطات في عنوان بيت العروسة؟ هذا ما قاله العريس
مجدي (34 عاما)، حين جاء مبتسما وفرحا لاصطحاب عروسه من بيت اهلها جنوب
مدينة غزة، تاركا خلفه هموم العمل واوجاع مرضاه في عيادة اقفل ابوابها إلى
حين انتهاء 'أسبوعي العسل'.
يتنقل
الشاب الفلسطيني احمد عثمان وهو في الثلاثينيات من عمره، من جمعية إلى
اخرى في مدينة غزة بهدف الحصول على قرض مالي يساعده في اتمام زواجه، بعد
ان دفع كل مدخراته مهرا لعروسه، وعجز عن شراء الأثاث المنزلي.
وارتفعت
قيمة المهور في قطاع غزة المحاصر، مع ارتفاع اسعار الذهب والملابس ولوازم
العرائس، إذ بات مهر العروس يتراوح بين 3500 - 5000 دينار اردني، حسب ما
تتمتع به العروس من مؤهلات علمية وجمالية.
ولم
يهتم العريس عثمان، بالعادات المتبعة في الافراح، خصوصا أنه لا ينوي اقامة
حفلة شبابية، ودعوة اقربائه واصدقائه إلى تناول طعام الغذاء يوم فرحه، حتى
لا تتراكم عليه الديون ويتكبّد عناء تسديدها.
ويقول
عثمان الذي صادفته 'الجريدة' على ابواب جمعية تهتم بمساعدة الازواج الشباب
وهو يتصبّب عرقا، 'لم اترك باب جمعية تهتم بالزواج إلّا وطرقته، لأتمكن من
الحصول على قرض اشتري به العفش'، مضيفا 'دفعت كل مدخراتي مهرا لخطيبتي،
لاصرار والدها على 5 آلاف دينار لانها متعلمة وموظفة وجميلة'، حسب وصفه.
ويتساءل
العريس الذي حدد منتصف يوليو القادم موعدا لزفافه، 'كيف يمكن ان يعتمد
الشباب في غزة على انفسهم من دون مساعدة احد، وطقم النوم المصنوع من خشب
صناديق البندورة ثمنه اكثر من 2300 دينار؟'.
ومع
تفاقم ازمة الاخشاب لحظر اسرائيل توريدها الى مصانع غزة منذ اكثر من
عامين، اتجه اصحاب ورش النجارة الى شراء خشب 'المشاطيح' التي تحمل البضائع
التجارية ويسمح الاحتلال بإدخالها من حين إلى آخر، لاستخدامها في صناعة
الموبيليات والاثاث المنزلي.
وفي
وقت اتفق فيه ماهر العمصي (28 عاما)، مع خطيبته على تاجيل موعد الزواج إلى
حين انخفاض الاسعار نوعا ما، استدان الشاب عبدالله، من اقربائه 5 آلاف
دينار لاتمام زواجه هذا الصيف، على ان يبدأ بسداد ديونه بالتقسيط من معاشه
الشهري بعد زفافه. وتقول العروس منال (23 عاما) التي تزوجت قبل اشهر
لـ'الجريدة'، 'لم اشعر بسعادة يوم فرحي لأنه جاء بعد الحرب باسبوعين، وقت
انشغال الناس بهمومهم'، مضيفة ' لم أستطِع شراء كل لوازمي من مهري بسبب
ارتفاع الاسعار، واستعرت ذهب شقيقتي لأتزين به امام صديقاتي، وفوق هذا كله
علينا ديون يجب ان نسددها'.
ودفعت
الاوضاع المعيشية الصعبة، والصراع الحزبي الدائر بين الاقطاب، وما تقوم به
اسرائيل من تصعيد عسكري، شبان وصبايا غزة، إلى الزواج بشكل هادئ، واقامة
افراح خرساء، خالية من مظاهر وطقوس الفرح التي اعتادها الشارع الفلسطيني.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/