خبير قانوني:اسرائيل استخدمت12 مادة نووية سامة بحرب غزة..وسنقدم 10 من مجرمي الحرب الإسرائيليين للقضاء
أكد الخبير في القانون الدولي الدكتور هيثم مناع, الذي حضر إلى غزة ضمن بعثة نرويجية تعمل على البحث والتحقيق لتقديم دعاوى ضد متورطون بجرائم الحرب الأخيرة على قطاع غزة,على ان اسرائيل استخدمت خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة أكثر من 12 نوعاً من المواد النووية السامة خلال أيام الحرب.
وأضاف منسق التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب مناع خلال ندوة قانونية تحت عنوان "غزة في ميزان العدالة الدولية", نظمها مركز فلسطين للدراسات والبحوث اليوم في غزة " أنهم قدموا بعض المواد المستخرجة من فلترات سيارات الإسعاف التي كانت تعمل في أماكن الحدث أثناء الحرب إلى مختبرات متخصصة في فرنسا, فرفضوا أن الإفصاح عن النتيجة لأي من العينتان المقدمتان, في إشارة منهم إلى أن العينات تحوي مواد يورانيوم سامة ولا بد من الحصول على إذن من الحكومة الفرنسية".
وأوضح مناع الترابط الوثيق بين هذه النتائج وشهادات الأطباء التي كانت تفيد بوجود حالات غريبة تصلهم يلحظون فيها تفتت في خلايا الجسم غير مسبوق على مدى تجربتهم الطبية"..مشيراً إلى أنهم الآن كحقوقيون يرون الحقيقة بأم أعينهم يسعون لإيجاد مؤسسات جنائية وقضائية تلاحق مجرمي الحرب بجدارة, مشيراً إلى العديد من الأمثلة والصور وأشكال الالتفافات في القانون الدولي, والوجوه المزيفة لبعض حالاته في التطبيق بما يخص الشأن العربي الفلسطيني بوجه خاص, مشبهاً النظام الأمريكي بمن لا يحترم القضاء الذي يريد أن يحسم بشكل خالص في ذات اللحظة".
وأضاف " إسرائيل الآن تهدد بما هو أكبر من عملية الرصاص المصبوب, وتعتبر أن العالم سيتأقلم مع هذا الواقع من مشاهد الدم والقتل, وقريباً سيتأقلم العالم الغربي معها كما تأقلم العالم العربي, حيث أصبحت المشاهد لديهم اعتيادية وتمثل شيء من الواقع الروتيني, وما لم يمارس الحقوقيون ضغوطاً على الحكومات الغربية فنحن سنجد أنفسنا أمام ما هو أكثر دموية وشراسة وإجرام منها".
وتابع"أن إسرائيل في تراجع منذ عام 67 حيث لم تعد منذ ذاك الوقت تنتصر, وأن الانتصار الأخير لها كان يوم أن احتلت القدس, مشيراً إلى أنه تبعاً لعدم انتصارها في أي حرب متوازنة منذ ذاك الحين, ستوجه ضرباتها بطبيعة الحال للمدنيين طالما لم تواجه أي ادانات من العالم أو القانون الدولي".
كما وذكر مناع بداية وجود المحاكمة الدولية قائلاً " نهاية الحرب الباردة حملت معها العديد من القيم الديمقراطية والعدالة, وحاول المجتمع المدني في الدول الغربية استنهاض فكرة المحاسبة الدولية, فطرحت مسألة المحاكم الجنائية وهذه المحاكم شكلت لنا الطريق الأساس, ولكن أوروبا تناقش تطبيق ذلك في كافة العالم وتحاول أن تحاسب إسرائيل بشكل عادل لكي لا يتكرر المشهد في أوروبا, ونحن بدأنا جهودنا من أجل الوصول لمحاكم دولية جنائية خالصة وجديرة".
وشدد على أنهم يعملون الآن على بناء "ترسانة قانونية" لمواجهة وتهميش ادعاءات الحركة "الصهيونية" الباطلة.
أما بالنسبة للعمل الآن في غزة قال" نحن نعمل على التوثيق أولاً لأن الذي يمكن ألا نستخدمه لجلب حقوقنا اليوم قد نستطيع أن نستعمله في وقت آخر, لذلك فالتوثيق والإثباتات القانونية ضرورية, والمفروض أن يوجد في كل مكان اختصاص جنائي يُكلف بأن يكوّن ملف جنائي لديه ليستطيع التحرك به والعمل بقوته".
كما ولفت النظر إلى أنهم الآن يعملون على محاولة إلغاء القوائم السوداء في المجتمع السياسي الفلسطيني, مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني دفع ثمن الانقسام الداخلي, حيث انتصر "اللوبي الصهيوني" بفضل هذه الانقسامات والخلافات في دعم ادعاءاته الباطلة وكسب الرأي العام على مستوى القانون الدولي.
وأضاف قائلاً "المسيرات والاحتجاجات الفلسطيني كانت تثمر وتؤثر على الرأي العام الغربي دون أن يظهر الإسرائيليون كضحايا بفعل الصواريخ الواقعة على سديروت, والصواريخ الفلسطينية كالقنبلة العمياء عندما تسقط لا تستطيع أن تقرر أين تلقيها أو أين تسقط, ولذلك فخطأها وارد والشعب الفلسطيني منذ أعوام يخسر الرأي العام على صعيد أوروبا, لكن الآن وبعد حرب غزة فالرأي العام الغربي تجاوب وتعاطف مع غزة ولا يوجد هناك رجل قانون واحد في العالم يستطيع أن ينكر وجود جرائم حرب في غزة, إذاً الدم الفلسطيني يثمر وهذا الدعم والتأييد للفلسطينيين, الدم الفلسطيني هو ما أثمره, لذلك يجب استغلال الوقت ويجب أن يكون هناك تعبئة".
وبشر مناع الحضور مؤكداً أن هناك مفاجآت أكثر تقدماً للقانون الدولي على صعيد الملف الفلسطيني, مشيراً إلى أن المسألة ليست غزة وليست فلسطين فقط, التي هي الرمز الأول لانتصار قضية صاحبها ليس الطرف الأقوى.
وأشاد بدور الرئيس أبو مازن وأبو العبد هنية اللذان وقعا موافقتهما على عملهم بكل ترحاب وكل دعم, مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني كله يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب, وأنهم سينقلون بكل شرف القانون الدولي من القرون الوسطى ومن العدالة الدولية إلى عدالة دولية إنسانية جديرة, ومنصفة عادلة.
كما وتمنى حضور أي مدعي عام دولة أوروبي إلى غزة, لأن حضوره كما يرى يكفي لأن يقول للمجرم قف.
بينما قال أعضاء البعثة الذين كانوا متواجدون في الندوة وتم تقديمهم بعد انتهاء السيد مناع من تقديم ندوته:" العدالة هي الرد على العدوان, ونحن قدمنا دعوى قضائية في النرويج ضد 10 من مجرمي الحرب الإسرائيليين, وسنقوم بكل ما لدينا من جهد لإصدار أحكام ضد هؤلاء المجرمين والوصول إلى محاكمتهم".
مشيرين إلى أنهم في البداية عملوا على جمع عدد كبير من الأدلة, لكن بعد تواجدهم في غزة اكتشفوا العديد أيضاً من الأدلة التي تدلل على وجود جرائم لا يمكن إنكارها أو تجاهلها بأي صورة أو أي شكل".
وأضاف الوفد:" في البداية كنا نعمل على جمع المعلومات للقيام بعملنا كما يجب, وعند حضورنا شعرنا بحزن وأسى وألم كبير عند مشاهدة من سوف نمثلهم بالقانون, ونحن الآن نحمل شحنة كبيرة من أجل الدفاع عن كل الضحايا هنا, ومثلما هناك جريمة ضد الإنسانية حصلت في الحرب, فجريمة إنسانية أخرى ألا نلاحق المجرمين ضد الإنسانية".
كما وأشار إلى أنهم يمتلكون في النرويج قضاء يسمح بالتدخل في الجرائم التي وقعت, حتى وان لم تكن قد وقعت على الأراضي النرويجية, وأنهم سيقدمون الدعوى وينظرون الرد عليها, مضيفا:" لو لم يكن لدينا القناعة أن العمل سيعطي نتيجة لما بدأنا هذا العمل, لا يهم الزمن والإجراءات, لكن الشيء المؤكد أننا سنستمر حتى نحصل على تلك النتائج, ومنذ بداية اليوم الأول ونحن نتحدث مع الأطفال ونصر على المترجمين بأن يترجموا لنا كل ما يتحدثون به, فاكتشفنا أن الطفولة هنا لها وضع خاص ليس كما نعرف, ورسالتنا بالإضافة للعمل القضائي ستكون أن نرى ما يمكن أن نفعله للأطفال هنا ليعيشوا حياة مختلفة عما رؤوا".
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/