ثوابت الثوابتة في إعلام حماس

ثوابت الثوابتة في إعلام حماس نزار الغول

في كل مرة انتقد فيها سياسة حماس وممارساتها في قطاع غزة .. يجابهني البعض ممن يشعرون بالغيرة العمياء على حماس بالقول " أنت صحفي يجب أن تكون محايدا".. فأرد دائما .. الحياد لا يعني حيادا حيال الخطأ والقتل..والحياد يجب ألا يمنعنا من توجيه النقد حيال حماس حين تخطيء كما أنه لا يمنعنا أن نوجه النقد حيال السلطة الوطنية حين تخطيء.. فإن كان الإعلامي حياديا حيال الجريمة .. فهذا ينافي هدف الإعلام السامي..والحياد حيال الجريمة يعني السكوت عليها ..والسكوت عليها يعني المشاركة فيها .. فحين تشهد على جريمة ولا تتحدث عنها فإنك بمعنى آخر تسمح بتكرارها. الغريب في الموضوع .. أنني حين أنتقد حماس تقوم دنيا " الحياديين " ولا تقعد ...ويصفونني بالمتهجم غير الموضوعي وغير الحيادي.. اما حين يكتب احد إعلاميي حماس مقالا يتهم فيه غيره بالخيانة والكفر فهذا يندرج تحت عنوان حرية الرأي!!! وحدث مرة ان أبديت إحتجاجي في منتدى إلكتروني على مقال يتهمني فيه صحافي حمساوي شخصيا بالكفر والخيانة لأنني ناديت بدعم منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد ... فقال القائمون على المنتدى إنني لا أتقبل وجهة النظر الأخرى!!! وحتى الآن لم أسمع أي مناد ينادي بضرورة أن يخفف إعلام حماس من شدة لهجته التكفيرية تجاه التيار الوطني ..ولم أسمع مناد ينادي بضرورة أن تعود حماس عن سياسة قمع الصحافيين في غزة..ولم أسمع أحداً يتحدث فيه عن أسلوب الإعلامي المتنفذ في حماس اسماعيل الثوابتة... اسماعيل الثوابتة اعلامي في سن المراهقة في حماس ويحمل صفة رسمية في هذه الحركة ..وصفته الرسمية هي "مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى" ... فبحثت في أكثر من محرك بحث على الإنترنت ( تحديداً على جوجل ) لأنهل من مقالاته ... فلم أجد مقالا واحدا كتبه الثوابتة عن الأسرى ... اللهم سوى مقال يتيم جاء بناء على طلب إحدى المؤسسات الاعلامية التابعة لحماس بمناسبة ذكرى يوم الأسير ..وحتى في هذا المقال لم يتجنب الثوابتة الاشارة إلى التيار الوطني بالهمز واللمز .. وركز كثيرا من حديثه عن وزراء حماس ورؤساء بلدياتها المعتقلين في إسرائيل، وكأن الحركة الاسيرة بدأت فقط منذ دخل اول حماسوي سجون الاحتلال ... وهذا تاريخ حديث ومتأخر على تاريخ الحركة الأسيرة..وتناسى الثوابتة أن يوم الأسير 17/4 هو اليوم الذي أطلق فيه سراح محمود بكر حجازي في أول عملية تبادل للأسرى عام أربعة وسبعين أي قبل أربعة عشر عاما على ظهور حماس.. فيما بكر حجازي هو اول أسير فلسطيني وتم أسره في أول عملية قامت بها حركة فتح أي قبل ظهور حماس بأربعة وعشرين عاما.. إلا أن الثوابتة أظهر يوم الأسير وكأنه إبداع حمساوي. هذا مقال واحد وحيد يتيم للثوابتة الذي يتحدث فيه ضمن تخصصه " الأسرى " ... ولكن كانت المفاجئة حين بحثت في كافة مقالات مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى التابع لحماس فوجدت بدايات هذه المقالات كالآتي : "كلنا مقاومة ولتخرس أصوات النشاز."... "نرفض الإعمار المسيس والحكومات المتواطئة!!".... "أعلن رئيس السلطة المنتهية ولايته ورئيس حركة فتح محمود عباس بأنه يتوجب على الحكومة الفلسطينية المقبلة ..." ..." الجميع في وجه الحكومة ... مؤامرة يندى لها جبين الشرفاء...."..." لن تعود على ظهر دبابة يا عباس...."..." المتواطئ ياسر عبد ربه يكمل رسالة الاحتلال إلى غزة...."..." وسائل إعلام فتح تتسم بالانهزامية والتواطؤ....".." اللجنة التنفيذية كومة من أحجار الشطرنج..."...." غداة كل مجزرة صهيونية لقاء بين عباس وقادة العدو..." ... "انبرى المدعو بسام زكارنة ومعه جميل شحادة وأسامة النجار منذ بدء الإضرابات السياسية ..".." أنا أعتقد أن الانتخابات باطلة جملة وتفصيلا لأنها مصادرة واضحة لإرادة الشعب الفلسطيني الذي اختار حركة حماس . .."..." مفهوم الحب والتعاون وأثرهما على رواد المسجد "....." اللجنة التنفيذية لم تفق من سكرها بعد....".." أحمد الله تعالى في اليوم والليلة مائة مرة أن منحني عقلا سليما أستطيع من خلاله التفريق بين الحق والباطل، وأحمده تعالى أن لم .."..." مصالحة سلطوية و ليست مصالحة وطنية..."..." لم يعد لسفراء الشيطان من كلمة تخرج من أفواههم ولا من عبارة يتقيئونها ولا من همز ولا ..."..." عملية القدس..صفعة لجهود التنسيق الأمني..."..." في التاسع من يناير المقبل تنتهي شرعية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفقا للقانون الأساسي الفلسطيني...".." تطورات دراماتيكية في القطاع وفريق عباس يعلن عمالته وانسلاخه تماما من المروءة"... " منظمة التحرير كالحمار ..." هذا كل ما وجدته في مقالات أمير الصحافة الحمساوية اسماعيل الثوابتة.. لا كتابات تتعلق بالأسرى ولا كتابات تتعلق بالإحتلال ... حبر سيال في مهاجمة السلطة الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني ودفاع مستشرس عن حماس وحكومتها .. وإن عبّر هذا فإنما يعبّر عن أمرين أساسيين الأول أن لا رجل في حماس في مكانه المناسب .. إذ كان من الأجدى بحماس أن تُعين هذا الشخص ناطقا باسمها بدل تعيينه في مؤسسة مدافعة عن الاسرى، وكم هو واضح ان الاسرى وقضيتهم لا تحتل لحيزا في جهده الاعلامي...والأمر الثاني .. أن إعلام حماس إعلام مراهق أهوج .. يذكرني بوزير اعلام حكومة حماس الذي شبّه ذات يوم خطاب استاذه المجاهد اسماعيل هنية بإجتياز خط برليف... فأي حكومة هذه .. واية ثقافة تلك ...وأي إعلام محايد هذا؟؟!!!

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/