وصل مساء السبت رئيس وزراء السلطة الدكتور سلام فياض ووفد موسع معه الى شرم الشيخ جنوب سيناء للمشاركة في المؤنمر الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني واعادة اعمار قطاع غزة، ويرافق رئيس الوزراء، د. سعدي الكرنز أمين عام مجلس الوزراء، ود. سمير عبد الله وزير التخطيط والعمل، ومستشاريه: جمال زقوت، ود. حسن أبو لبدة وكريم النشاشيبي.
واليوم الاحد يصل الرئيس محمود عباس الى شرم الشخ بحضور الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وحضور خافيير سولانا من الاتحاد الاوروبي وهيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية وساركوزي الفرنسي ومدفيدف الروسي وبان كي مون أمين عام الامم المتحدة وقائمة طويلة من زعماء ومشاهير ووزراء دول العالم بينهم 40 وزير خارجية.
وقد علمت وكالة "معا" أن السلطة الفلسطينية قد جهّزت خطة تتكون من ثلاثة محاور لاعادة اعمار غزة، وهي محور الدعم الطارئ ومحور الاقتصاد الفلسطيني ومحور اعادة الاعمار.
وفي مضمون الخطة- التي لم تنشر بعد- أن السلطة ترفض سياسة اسرائيل حصار غزة وتطلب من العالم رفع الحصار فوراً عن القطاع لاعادة إعماره دون شروط مسبقة ودون تحديد قوائم بضائع ومواد تسمح بها اسرائيل دون غيرها.
وحتى لا يقال ان التفاؤل مجرد جزع شخصي، أبقى الصحافيون والمراسلون عيناً على حوار القاهرة الذي تلعب به رياح الشك والظنون، وعيناً على مؤتمر اعمار غزة الذي تلعب اسرائيل بمفاتيحه عن طريق الحصار.
وردا على سؤال لوكالة "معا" قال الصحافي المقدسي عبد الرؤوف ارنؤوط (انا اتوقع ان حكومة الدكتور سلام فياض قد نجحت فعلا في جمع مليارين و700 مليون دولار، منها مليار من السعودية و900 مليون من امريكا، وان المؤتمر سينجح في النهاية بجمع اموال دعم الاقتصاد الفلسطيني واعادة اعمار غزة).
واكد الرئيس محمود عباس ان الدعم الذي سيأتي عبر مؤتمر شرم الشيخ للدول المانحة يجب ان يمر عبر السلطة الفلسطينية وينفذ عن طريق المنظمات الدولية.
وأضاف نتوقع دعما دوليا سريعا يأتي من كل الأطراف الدولية من اجل اعادة بناء الوضع في غزة، ونتوقع ان تكون هناك ميكانيكية واحدة لهذه المساعدات وهي عبر السلطة الفلسطينية وبمساعدة المجتمع الدولي.
ومن جانبه، قال سولانا لقد بدأت زيارتي منذ يوم الثلاثاء وذلك استعدادا لمؤتمر شرم الشيخ وتمهيداً له، وآمل ان يكون المؤتمر ناجحاً ونتائجه جيدة، واتفقنا على تحويل الأموال عبر السلطة الفلسطينية، ولا اعتقد أن هناك ضرورة لآليات جديدة لتحويل الأموال فالآليات الموجودة جيدة، قائلاً: "إن المراقبين مستعدون للعودة للعمل في معبر رفح في حالة فتح المعابر".
وأضاف لقد قمت بزيارة غزة ورأيت حجم الدمار الذي طال المنطقة هناك، دعونا نأمل أن يكون هناك مؤتمر جيد في شرم الشيخ، اذ سيكون اكثر من مؤتمر للدعم الاقتصادي بل سيكون ايضا مؤتمر للدعم السياسي، وفرصة أولى لنا نحن المجتمع الدولي ان نلتقي بالسلطة الفلسطينية مجتمعين، في ظل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة وإدارة أمريكية جديدة لإرسال رسالة واضحة من المجتمع الدولي الى كل الأطراف ان الأهداف التي ندافع عنها ستبقى كما هي حل الدولتين، وبداية سريعة لإعادة اعمار القطاع.
وبالتوازي مع ذلك أكد القيادي في حركة حماس والنائب في المجلس التشريعي صلاح البردويل أن الغزل العربي والغربي الاخير لحماس سببه الانتصار والصمود فقال (إن الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية وانتصارها على العدو الصهيوني في حربه الأخيرة على القطاع؛ جعلت العالم يحترم الخيار الديمقراطي الفلسطيني، وساهم في مضاعفة شعبية حماس).
وقال البردويل: "إن الغزل السياسي العربي والأوروبي للحركة بعد معركة الفرقان التي استمرت 23 يوماً هو نتاج صمود أسطوري للمقاومة ودماء الشهداء والجرحى".
وطالب البردويل بعدم تسييس عملية الإعمار وربطها بالحوار والمصالحة، لافتاً أن حماس طالبت مصر بإدخال شركات ومعدات لإزالة أنقاض غزة وإعادة إعمارها، "ونسعى حاليّاً إلى إبرام تعاقد مع شركات مصرية لإزالة أنقاض قطاع غزة".
ولكن ومن جهة ثانية يتهامس الصحافيون في فناء الفندق بأن هذا المال الذي يجمعه العالم لاعادة دعم الاقتصاد الفلسطيني واعمار غزة لن يجري بالتأكيد تهريبه عبر الانفاق الى قطاع غزة وانما يحتاج الى سلطة رسمية وبنوك لنقله الى قطاع غزة، وسواء كانت هذه الحكومة الفلسطينية حكومة تسيير اعمال او حكومة وفاق قادمة، فانها في النهاية لن تتمكن من نقل هذه الاموال سوى عن طريق "بصمة الصوت" والمقصود مجازيا ان هذه الحكومة لن تكون خارج سرب ما يسمى بالشرعية الدولية وانها ستضطر الى الاعلان وبصوتها العلني أنها لن تستخدم هذه الاموال في اغراض غير مدنية او لا تخص السكان والمعوزين وضحايا الحروب واعادة الاعمار.
يشار الى ان الوفد الاعلامي الذي رافق الدكتور سلام فياض الى شرم الشيخ يضم رئيس تحرير وكالة "معا" ناصر اللحام وعبد الرؤوف ارنؤوط من صحيفة الايام وحسن ابو الرب من تلفزيون فلسطين. كما انضم من القاهرة للوفد الاعلامي محمود خلوف من وكالة وفا للانباء وعبد الرازق أبو جزر من صحيفة الحياة الجديدة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/