كشفت باحث إسرائيلي عن وثائق جديدة صادرة عن الجيش الإسرائيلي تحتوي على مخطط قديم لاحتلال القاهرة ودمشق.
وأوضح الباحث والمؤرخ جاي لارون ان الوثائق تحتوي على بروتوكولات هيئة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي وبينت أن القائد العسكري موشيه ديان، كان يخطط لاحتلال القاهرة ودمشق في سبيل توسيع حدود إسرائيل وسيطرتها على المنطقة.
وقال لارون إن ديان وضع هذه الخطة في سنة 1955 عندما كان رئيسا لأركان الجيش، وعرضها على رئاسة الأركان كخطة استراتيجية تنفذ عندما تنشأ الظروف التي تمكم من تطبيقها.
وأشارت الى ان ديان فصل أمام جنرالات الجيش في جلسة تفاصيل الخطة ومراحلها التدريجية والتي تبدأ بضربة أولية لمصر تهدف إلى احتلال قطاع غزة وشبه جزيرة
سيناء حتى قناة السويس وبعد ذلك احتلال القاهرة، و الجانب الثاني هو احتلال الضفة
الغربية حتى الخليل في المرحلة الأولى ثم الوصول إلى نهر الأردن في المرحلة الثانية، وفي لبنان يتم احتلال الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني وفي سورية احتلال الجولان وصولا إلى دمشق.
وكان المؤرخ الإسرائيلي، توم سيجف، قد نشر تقريرا عن خطط الجيش الإسرائيلي في زمن ديان، وأثبت أن الحروب الإسرائيلية التي خاضها لم تكن اضطرارية كما يدعون في إسرائيل وأهدافها المعلنة لم تكن صادقة، بل استهدفت توسيع الحدود الإسرائيلية.
وديان كان قد بقي في الحكم من خلال عدة مواقع تأثير منذ قيام الدولة وحتى سنة 1974، حيث اضطر إلى الاستقالة بعد إخفاقات حرب أكتوبر1973.
وخلال هذه السنوات تم بالفعل التوسع الإسرائيلي الأكبر، حيث احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء حتى قناة السويس وهضبة الجولان.
ويوضح سيجف نظريته حول سياسة التوسع الإسرائيلية، بالاستناد إلى ما كشفه الباحث المذكور لارون، فكتب في صحيفة 'هآرتس' العبرية انه في سنة 1956 أراد ديان وغيره من جنرالات إسرائيل ومخابراتها الحرب على مصر، ولكن رئيس الوزراء، دافيد بن جوريون، كان خائفا من عواقبها، وعندما حاول ديان إقناع بن جوريون قائلا له إن هناك خطرا أن تقذف مصر تل أبيب بصواريخها، ولذلك لا بد من الحرب لمنعها، خاف بن غوريون أكثر وأصبح معارضا أشد للحرب.
وقال انه في حالة قصف تل أبيب من مصر سيقصف الأردن مدينة حيفا، شمال إسرائيل.
وقد تم إقناعه فقط عندما أبلغوه أن فرنسا وبريطانيا ستشاركان في هذه الحرب بقواتهما الفعلية.
ويوضح سيجف أن مصر لم تكن تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل في ذلك الوقت، بل بالعكس. فحسب وثائق الجيش والمخابرات الإسرائيلية، التي يكشفها لارون، يتضح أن إسرائيل هاجمت مصر يومها بسبب حصولها على أسلحة روسية من تشيكوسلوفاكيا. لكن المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل كانت تقول إن غالبية الخبراء التشيك، الذين حضروا إلى مصر لتدريب المصريين على الطائرات، هربوا لأنهم لم يجدوا من يتدرب بشكل فعلي وجاد، وان قائد هؤلاء المدربين، بقيوحده في مصر، لكن ليس للتدريب، بل كان يتاجر مع المصريين بالبضائع المهربة، وحقق أرباحا طائلة.
ويقول سيجف إن هذه الواقعة تؤكد أن إسرائيل لم تكن بحاجة إلى حرب مع مصر، حتى لو كانت معنية يومها بإسقاط حكم الرئيس جمال عبد الناصر، حيث كان بمقدورها إسقاطه بوسائل أخرى غير حربية.
ولكن ديان أراد من الحرب تحقيق هدفه الكبير بتوسيع حدود إسرائيل،ولذلك خاض الحرب في أكتوبر 1956، العدوان الثلاثي مع بريطانيا وفرنسا، بعد سنة بالضبط من طرحه خطة التوسع نحو القاهرة.
وقد استغرقت الحرب يومها 100 ساعة وقتل فيها 170إسرائيليا، والمعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني الأول، مناحم بيجن، أعاد ديان إلى الحكم كوزير للخارجية في حكومته في سنة 1977، لكنه كان قد غير أفكاره، فقد أدى دورا كبيرا جدا في التأثير على بيجن حتى ينسحب من سيناء ويوقع اتفاق السلام مع الرئيس المصري أنور السادات.
وقد سئل يومها كيف تنسحب من سيناء وأنت القائل 'إذا عرضوا علي سلاما من دون شرم الشيخ أو شرم الشيخ من دون سلام، أختار شرم الشيخ من دون سلام'. فأجاب غيرت رأيي.