أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
إن قمة شرم الشيخ، لم تكن سوى محطة على طريق طويل يتعين المضي فيه قدماً ليس فقط من أجل وقف العدوان العسكري ضد شعبنا ومحاصرة مدننا، وإنما من أجل وضع حد نهائي، لكل أسباب العدوان والقتل والمعاناة. وهذا لا يكون ولن يكون إلا حين ترغم إسرائيل على الإذعان للشرعية الدولية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة، ووقف العدوان وفتح المعابر الدولية وفك الحصار عن مدننا وعن شعبنا، والانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما فيها السورية واللبنانية والقطعة الأخيرة من لبنان (أرض شبعا) والقدس الشريف، عاصمة دولتنا الفلسطينية، وكذلك حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً على أساس القرار 194 والقرارات الدولية الأخرى.
إنني أيها الأخوة أستحضر في هذا اللقاء الهام، حقيقة أن القمم العربية، كانت دائماً المبادرة لرفع لواء السلام الدائم والعادل والشامل. وهي صاحبة المشروع الأرقى والأهم للسلام في الشرق الأوسط، خاصة بعد مؤتمر مدريد للسلام، وإذا كان جزء من السلام الشامل والعادل قد تحقق بالفعل على أجزاء من أرضنا العربية العزيزة على قلوبنا إلا أن ما تبقى من أرض تحت الاحتلال في فلسطين وسوريا ولبنان جعل من قضية السلام في الشرق الأوسط قضية دائمة التفجر والوقوف على حافة الخطر، فكل ما تم إنجازه يظل عرضة للانهيار، إن لم يتكامل مع ما لم يتم إنجازه بعد ذلك، وهذا ما يدعونا جميعاً لأن نتدارس بجدية بالغة وبمسؤولية عالية كيفية توفير أسباب القوة والدعم الحقيقي لرؤيتنا العربية للسلام ولأهدافنا المشروعة منها دون أن يغيب عن ذهن العالم الذي نحن فيه جزء حيوي منه أن الاستقرار الإقليمي والدولي مرهون بتلبية كافة الحقوق العربية المدعمة بقرارات الشرعية الدولية.
ومن هنا فإن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته إزاء عملية السلام، وخاصة راعيي عملية السلام، والاتحاد الأوروبي والصين واليابان والنرويج ودول عدم الانحياز وكل المعنيين والمحبين لعملية السلام.
ولقد برهنت الأحداث الدامية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الدموي على شعبنا الفلسطيني، على أن خطر غياب السلام الدائم والعادل لا ينحصر في بقعة جغرافية محدودة، وإنما يمتد ليهدد الأمن والاستقرار الدولي.
واسمحوا لي أيها الأشقاء الأعزاء أن أقول أكثر من ذلك، وأن أوجه حديثي من هذا المكان الهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليس فقط بوصفها أحد راعيي عملية السلام وإنما بحكم كونها الدولة العظمى صاحبة المسؤوليات المتميزة على الصعيد الكوني حالياً والمعنية على نحو مباشر بكل أماكن الالتهاب والتفجر في عالمنا، مشيراً إلى أن عملية السلام في الشرق الأوسط عانت كثيراً من غياب حالة التوازن الضروري الذي يوفر فرصاً فعلية لتقدمها ويحقق نتائج فعالة لتقدمها ، ويحقق نتائج فعالة في سياقها ولا جدال في أن العالم يرى ذلك من خلال مؤشرات شديدة الوضوح ذلك أن رعاية مشروع السلام في الشرق الأوسط يجب أن لا تسمح بأي تهاون في إقرار الشرعية الدولية كأساس قانوني للحقوق والالتزامات، كما يجب أن لا تمنع عنه إسهامات الدول والقوى المعنية بالسلام في منطقتنا.
ولا مناص هنا من الإشارة إلى مسألة تمتزج فيها الأبعاد السياسية بالأخلاقية حيث لا يستقيم منطق الرعاية النزيهة لمشروع السلام مع المواقف المبالغ في قسوتها على الشعب الفلسطيني، والمتجسدة بالعديد من قرارات الكونغرس الأمريكي، التي تتخذ صبغة معادية للشعب الفلسطيني وحقوقه، ورغم مرارتنا الشديدة والعميقة من كل هذا إلا إنني أسجل بكل موضوعية، المواقف الإيجابية للرئيس بيل كلينتون الذي نكن له الاحترام وننظر لاجتهاداته البناءة وعمله المتواصل لحماية عملية السلام، ودفعها للأمام بكل تقدير وامتنان.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،
إنني ، ومن أعلى منبر عربي ، أؤكد ورغم كل الجراح وخيبات الأمل التي أفرزتها رحلة السلام الشاقة على مسارنا الفلسطيني على أن خيارنا هو خيار السلام الدائم والعادل والشامل وأن هدفنا هو تحرير أرضنا، وتجسيد إقامة دولتنا المستقلة على أرض فلسطين المباركة، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة لاجئينا إلى ديارهم على أساس الشرعية الدولية وقراراتها وفي مقدمتها القراران 181 و194 وهذا الهدف الذي يجمع عليه شعبنا وتجمع عليه أمتنا العربية والإسلامية، وتدعمه جميع دول العالم والأمم المتحدة لابد وأن يرى النور في هذا العالم، إنه حقنا الطبيعي في تقرير المصير، وحق أمتنا العربية وشعوبها المناضلة المجاهدة، والتي تقف معنا بهذه الصلابة والقوة، ومع كافة قضايا أمتنا العربية، أن توفر كل أسباب الدعم لتحقيقها وأن شعبنا شعب الكفاح الثوري على مدى نصف القرن الماضي، شعب الانتفاضة المجيدة التي لم ولن تتوقف موجاتها إلا بالنصر، يعاهد كل مواطن عربي ومسلم ومسيحي وصديق في هذا العالم أن يواصل نضاله وبكل الوسائل المشروعة لبلوغ النصر بأذن الله ، وإننا لندعوكم إلى وقفة عربية أصيلة، وقفة عز وشموخ تتناسب وتاريخ هذه الأمة العربية العريقة وإمكاناتها وتضحيات شعوبها المجاهدة الصامدة صوناً وحماية لمقدساتها وأرضها ومستقبل أجيالها، ومن على هذا المنبر أتوجه بالشكر والتقدير لكل الأشقاء والأصدقاء في العالم الذين يقفون إلى جانب كفاحنا العادل ونصرة قضيتنا ومساعداتهم لنا على كافة المستويات.
وأختتم كلمتي بنقل رسالة شعبي لكم جميعاً، أيها القادة العرب رسالة تدعوكم إلى نبذ كل الخلافات وإنجاز المصالحات العربية التي بإنجازها نضع حجر الأساس لعهد عربي جديد، يليق بمكانة أمتنا، وعظمة أهدافنا القومية.
وهذا يتطلب منا كذلك إنهاء الحصار المفروض على شعب العراق الشقيق والتمهيد لمصارحة ومصالحة عربية حقيقية شاملة داخل أمتنا العربية الواحدة.
فمن أجل أطفال فلسطين والعراق ولبنان وسوريا ، ومن أجل كل أطفال أمتنا العربية على أرض هذا الوطن العربي الكبير، وتحت سمائه نناشدكم بترسيخ الوحدة والتكامل وليكن هذا هو شعارنا وهدفنا ، والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم
( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض)
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/