كم انت رخيص ايها الفلسطيني في ديانة مشعل الأحول
يقال في الامثال ببلاد الشام "اللي بتعرف ديته اقتله والعن أمه على أبوه" ويبدو ان عصابة حماس عرفت دية الفلسطيني فقتله ولعنت أمه على ابوه.
هكذا وبمنتهى الصفاقة جاء الخبر على قناة الجزيرة الاخوانية ، ان الحكومة الفلسطينية المقالة قررت تقديم تعويض الف يورو للشهيد، و500 يورو للجريح، و 4 الاف يورو لمن تهدم منزله.
هذا هو سعر الفلسطيني الف يورو فقط في حسابات حماس.. وهو مبلغ هزيل جدا خصوصا اذا كان مصدره جمهورية ايران الاسلامية الدولة النفطية الغنية (وشعب فقير) اذن ما الذي يمنع ان يقتل الف فلسطيني كل شهر.
فالسيولة المالية متوفرة، سواء من الاحتياطيات المالية الضخمة المتوفرة في خزائن امبراطورية قطر الصوتية العظمى، أوكهنة تجار الخليج من كهان جماعات الاخوان المسلمين، وسادة الشيعة المتغلغلين في شرايين الاقتصاد الخليجي. او من خزائن كسرى.
هذا سعرك ايها الفلسطيني، فلا تتحدث بعد اليوم عن العزة والكرامة، ولا تتبجح بالكبرياء المزعومة، لقد حدد قادة حماس المسلمين سعرك وهو يعادل فقط سعر عشرة جرار غاز الطبخ المهرب عبر الانفاق.
وهو سعر بالكاد يعادل تكلفة عشاء بعد اجتماع للمكتب السياسي في دمشق.
وهو سعر بالكاد يعادل مصاريف "جيب" المسؤول الحماسي في رحلة تفاوضية الى القاهرة.
يا حسرة قلبك يا ام الشهيد لقد اشتروا ابنك بالف يورو..!!، وكم انت محظوظة ايتها الارملة الشابة لقد اشتروا زوجك بالف يورو..!!، ويا ويلاك ايها الاب المفجوع فهاك الف يورو تعويضا لك عن ابنك الشاب الذي كنت تعتقد انه سيكون سندك في شيخوختك.
وحذاري حذاري يا اهل غزة ان يعترض أي منكم على قرارات خليفة المسلمين مشعل الاحول، أوتابعه قفة الهنية، فاصحاب النصر الالهي قراراتهم ايضا الهية ربانية، تنزل عليهم بواسطة الوحي جبريل ومساعدوه، واذا اعترض احدكم فانه سيلقى رصاصة في صابونة رجله، او في رأسه، او على الاقل سيلقى في احد سجون العصابة التي فرضت نفسها بالقوة او بالخداع او بالتضليل بشعار "الاسلام هو الحل".
ولو كان الاسلام هو الحل كما يدعون فان عقوبة القاتل هي القتل، فالشهداء الذين سقطوا في حرب الصواريخ العبثية لم يقتلوا قضاء وقدرا، بل قتلوا عن سابق تصميم وترصد بصواريخ الطائرات، وقذائف الدبابات التي اطلقها العدو الصهيوني المجرم، ولما كانت حماس هي التي اغرت العدو المجرم على قتل ابناء غزة، ولما كانت اختبأت واختفت عن الانظار ولم يقتل من اعضائها سوى 48 شخصا حسب تصريحات وتبجح مسؤوليها، وتركت الشعب اعزلا فريسة لنيران الموت، فانها تعتبر شريكا بالجريمة، وبما ان دين الاسلام يقول ان عقوبة القاتل هي القتل فانه يجب ان يقتل المسؤولين عن قتل 1300 مدني فلسطيني اعزل سواء كانوا من العدو الصهيوني او من عصابة حماس.
ولا يحق للقاتل ان يحدد سعر الضحية، ولا يحق له ان يقرر كم هي دية القتيل ليشتري بها براءته، ويتبجح بحرصه على مصالح الاموات وتعاطفه معهم، لينطبق عليه المثل القائل "يقتل القتيل ويمشي بجنازته"
انك تهين شعبنا وشهدائنا يا مشعل .. انك تبرهن للمرة الالف على انك مصاب بالحول بل وبعمى البصر والبصيرة عندما تعتقد ان شعبنا يعشق الموت، ويعشق الذهاب الى الجنة باسرع ما يمكن، وانه سوف يتجاوز جرحه الغائر وحزنه المعتق في اعماقه لانك تكرمت والقيت له بالف يورو ثمنا للرأس الفلسطيني.
انك تبرهن على الدوام بأنك احول عندما ترى دمشق، ولا ترى رام الله، احول عندما تصافح المنافق المدعي بشار الاسد، وتصغر خدك للولي الفقيه في طهران.
انك تبرهن على انك احول عندما تعتبر انك يمكنك السطو على السلطة الوطنية الفلسطينية وتلغي منظمة التحرير.
انك تبرهن على انك احول عندما ترى بان الوحدة الوطنية تعني سيطرة حماس على الشرعية وساحة العمل الوطني.
انك تبرهن على انك احول عندما تعتقد ان المطلوب من الاخرين ان يوافقوا على ان حماس شريك مع السلطة، وليست شريكا في السلطة.
انك تبرهن على انك احول عندما تعتقد ان الجماهير تنطلي عليها اوهام ووعود واباطيل جماعات الاخوان المسلمين العالمية.
انك تبرهن على انك احول عندما تعتقد ان عصابتك التي هربت من ساحة المعركة واختبأت بين النساء والاطفال قد انتصرت .
وانك تبرهن على انك مصاب بالعمى عندما تعتقد ان سعر الفلسطيني الف يورو، وان سعر قدمي الجريح، او يده، او عينه، او اعاقته 500 يورو.
وكم انت تاجرا بخيلا نتنا عندما تقرر ان سعر البيت الذي افنى اصحابه الفقراء عمرهم في بناءه فقط 4 الاف يورو.
لكن يبدو انك اقامتك في فنادق دمشق علمتك فنون التجارة الشامية، وامدتك بخبرة تمكنك من المساومة على سعر الانسان، وربما كنت اكثر كرما منهم، فهم لم يدفعوا ليرة واحدة تعويضا لأي من الـ 35 الف انسان الذين قتلوهم في حماة خلال اسبوع واحد.
واذا كنت تظن ان قرارك هذا دفع الف يورو مقابل كل شهيد سيبدد غضب الثكالى والايتام والارامل في غزة فانت مخطيء، فهذا القرار فيه اهانة وازدراء لقيمة الانسان كانسان.
وربما من الضروري تذكيرك ان صاحبك "النافش ريشه كالديك العبيط" معمر القذافي الذي يتبجح مثلك بالمقاومة والصمود والممانعة، دفع تعويضا لكل فرد قتل في حادثة اسقاط الطائرة فوق لوكربي مليون دولار امريكي.
فلماذا يعوض القتيل الامريكي بمليون دولار، فيما يعوض الشهيد الفلسطيني بألف يورو فقط..؟؟ هل الى هذا الحد الانسان الفلسطيني رخيص عندكم يا تجار الدين..؟؟
واذا كان ادعياء المقاومة والممانعة من طهران الى دمشق الى طرابلس الى الخرطوم الحزينة، يقدرون فعلا الشهداء فلماذا لا يقدموا تعويضات لاسرهم تعادل التعويضات التي قدمت للقتلى الاميركان والاوربيين..؟
ام ان الانسان لا قيمة له في عقيدتكم الاخوانية ..؟ علما بان جوهر الدين الاسلامي وكل الديانات جاءت من اجل كرامة الانسان، وللحفاظ على حياة الانسان، وللسعي من اجل رفاهية الانسان، وسعادة الانسان، ولذا حرمت كل الديانات السماوية والارضية قتل الانسان، الا "بالحق".
فهل تعتقدوا ان قتل الف وثلاثمائة انسان فلسطيني كان بالحق..؟؟ واذا كان بالحق فلماذا تعوضوه .. ؟؟ واذا كان بغير حق فهل المطلوب تعويضه ام عقوبة من قتله .. ولمعرفة من قتله الا يتطلب ذلك اجراء تحقيق شامل لكشف كل الحقائق والوقائع حتى يصدر حكما عادلا ضد من يثبت ضده جريمة القتل او المشاركة فيها او في التحريض عليها، او اخفاء معالم الجريمة، او بالتستر على المجرمين..!!.
اننا شعب لدينا الكثير من الكرامة يا كهنة عصابة حماس ومن يقف من ورائكم، لا نبيع حياتنا بالف يورو، ولا بملايين اليوروهات.
نحن شعب تعرضنا للقتل في جريمة تفاصيلها مسجلة بالصوت والصورة .. نريد تشكيل لجنة تحقيق دولية تحقق بكل ما جرى لتكشف لنا كيف تعرضنا للموت بهذه الوحشية ولماذا...؟
ونطلب منك وبحدة وبدون رجاء يا مشعل الاحول الا تتحدث عن الانتصارات.. لا تتحدث نيابة عنا .. فنحن مررنا بكارثة .. بمأساة مريرة .. ولم يكن امنا من سبيل ونحن مهيضي الجناح سوى ان نلجأ الى بيوتنا نختبيء فيها فدمرها العدو على رؤوسنا ورؤوس ابنائنا وبناتنا واخواتنا وامهاتنا وابائنا، وتركتمونا خفايا عرايا مكشوفي الراس لا مأكل ولا ملبس ولا مسكن، ولا امن ولا أمان، وهي العناصر الاساسية التي كفلتها كل الشرائع كحقوق للانسان.
ماذا اسفرت حربك يا مشعل .. ها انت توقع صاغرا على اتفاق هدنة لمدة سنة ونصف، وفتح المعبر وفق اتفاق المعابر لسنة 2005، وان توقف اطلاق صواريخك التنكية، وان تخضع معابر غزة لارادة العدو الصهيوني، فما الذي حققته مقاومة عصابتك..؟؟ اعطنا انجازا واحدا غير ابادة دم اهلنا واستباحة حرماتنا، وتدمير بيوتنا.
لا تبيعوا وتشتروا بدمائنا ايها القتلة.. فهي ليست للبيع، فحتى اصبع الطفل منا لا نبيعه بعشرة ملايين يورو ... ونؤكد لكم ان يوم الحساب ليس ببعيد.
ايها المقفون والكتاب المحترمون .. طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق في جرائم غزة.
ابراهيم علاء الدين
alaeddinibrahim@yahoo.com
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/