النصر المغتصب !!!
أحمد دغلس
الإغتصاب هو شكل من اشكال العنف الجسدي او الفكري او التوجيهي وحتى المنهجي العلمي والإجبار على عمل لا رغبة فيه ، الإغتصاب بمفهومه العامي غالبيته الجسدي الجنسي ، لكن للإغتصاب شهوات اخرى واهمها إغتصاب الحقيقة وتزوير الواقع .
نشهد الآن وبعد مجزرة غزة وكثافة رائحة الفسفور الأبيض الذي لا زال عالقا باجساد اطفالنا وأهلنا في مستشفيات غزة وخارجها ، إغتصابا للحقيقة وللواقع المؤلم الذي نعيشه على شاشات التلفزة وبمنهاج بلاغة المتحدثين ورواد المقابلات التعيسة التي يندى لها الجبين والتي تؤكد ( كذبا ) بان إسرائيل لم تتطأ قدمها أي من احياء غزة وكأن حي الزيتون وتل الهوى وشارع الثلاثيني وغيرهما خارج غزة !!!! ( وفقا ) لبدعة وغزارة المقاومة وبسالة قادتها !! الذين كانوا بين زوجاتهم وأبنائهم دون الخطوط ألأمامية عدى عن البيوت السرية المستأجرة على بعد من خطوط التماس مع العدو الغازي ، مع نسيان صراخنا ( بطلب ) إنسحاب اسرائيل !! من غزة التي لم تصل الى احيائها ولم ((تطأ )) جندها أرضها ولا حاراتها حسب إدعاء ابو مرزوق من دمشق عاصمة الممانعة وقيادة النصر المغتصب في مقابلته الأخيرة مع شاكر الجوهري !!!
يقولون انهم منتصرون ونحن احب الناس الى النصر ... الى العودة للوطن ومدنه وقراه لكون الغاية اهم من الوسيلة ( الغاية ) هي التخلص من الغاصب المغتصب وصولا الى حقنا المشروع ، وحقنا بأخذ الموافقة والرأي قبل فرض الواقع المدمر ، كشعب له وضعة الإجتماعي والدنيوي كغيره من شعوب العالم والمنطقة ، بأحاسيسه وتطلعاته الإنسانية المعيشية الحياتية وليس بإغتصاب إرادته في فرض الموت والعذاب والتشرد وشروط قوانين التخلف والتكفير وإغتصاب حرية العمل والتعددية السياسية وحرية القول والنشر والتعبير ومقاومة التعرض للقتل من اي جهة كانت مغتصبة خارجية ام داخلية من بيننا ، تجرنا من مذبحة الى محرقة نقتل ونشرد ونذبح لينفخوا فينا وهم الصمود والنصر المغتصب .
تحرق وتدمر بيوتنا ومستشفياتنا وعربات إسعافنا ومدارسنا ومؤسساتنا وبنيتنا التحتية ونحن نحتفل بالنصر وأي نصر نحتفل به ؟؟ وقبورنا باتت لا تتسع لقتلانا وشهدائنا من الأطفال والنساء ونقول اننا منتصرون وصامدون !!!
ماذا حقق لنا الإنتصار المغتصب ؟؟ هل حقق لنا اكثر من ثمانية ماية صاروخا !! اُمطرت !! بها إسرائيل أكثر من قتيل إسرائيلي ( واحد ) وبعض أقل من اصابع اليد من الجرحى والمهلوعين ، مقابل الدمار الشامل الهائل والخسائر الفادحة في البنية التحتية والأرواح بآلالالالالاف مقابل المطالبة ( بفتح ) ما كان مفتوحا ورفع ( حصارا ) لم يكن موجودا قبل الإنقلاب الإنتفاضة الربانية ، الواعدة ليست لحياة الدنيا ( بل ) لما نحن به من مأساة الدمار الشامل مقابل سلاح التنوير والبهجة والدعاء لمحور دمشق – طهران الذي لم يقدم (( فتة )) خبز لا لغزة ولا لفلسطين إبان المحنة سوى اللفظ والمزاودة وحدوده آمنه وشعبه لم يذوق ولم يشم رائحة الموت بالفسفور الأبيض وإنما يحارب فينا ويحول البنادق وسلاح الدمار الشامل الإسرائيلي المصنع غربيا وأمريكيا الى صدور اطفالنا واهلنا .
كيف لكم ان تنتصروا وبكم قلة ألإصابات (8 4 )شهيدا حسب قولكم من بين الألاف !! اين كانت جحافلكم من حماية المدنيين من الأطفال والنساء ؟؟ وأين كانت قيادتكم سادتي الكرام ؟؟ من إستشهد منكم إنما كان في مخبىء سري في بيت مُستأجر او محتميا بنسائة الأربعة (( شرعا )) وأولاده وبناته الصغار الذين لم يتعرفوا بعد بالحياة ... لم نتعرف بعد بقادة المحاور والأزقة وماسكي مفاتيح أبواب جهنم التي وعدتم بها العدو الإسرائيلي ... الذي (تمنيتم) ان تدخلون معه المعركة وجها ( لوجه ) لتلقنوهم الدرس وإذا بكم تصيحون النجدة ( توة ) دخول طلائعهم !!! اليس كل هذا إغتصاب ومحرقة لنا ولأطفالنا ولمستقبلنا وتقولون انكم منتصرون دون ان ترفعوا رؤوسكم من الملاجيء من تحت المستشفيات ودور العبادة لتطلوا على اهلكم الذي تلتهمه النار والطائرات ، تُنَظِرون عليه بالصمود والإنتصار الزائف كإنتصار عام 1967 وعام 1972 وإنتصار عام 1982 والآن إنتصار 2008 – 2009 ونحن لم نحرر شبرا بل نن اضل من اجل معبر وشاحنة طحين وبعض من اكياس العدس ونقول إنتصرنا ونحن منقسمين متعاديين متنابذين مكروهين برائحة ألإنفصال وإمارة الظلام ... وبه حقا نغتصب (( ألإنتصار )) وحق يافا وحيفا والجليل علينا .
أحمد دغلس
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/