مع بداية تموز 2007 وعند تعيين اليهودي من اصل بلغاري جابي اشكنازي رئيسا لاركان اسرائيل ، لم يستقبل نبأ تعيينه في المنصب بالفرح والتهليل في اي مكان في العالم كما استقبل في بلغاريا موطن والده الاصلي .
وخرجت الصحف البلغارية بعناوين كبيرة تمجد بطل الامة البلغارية الجديد كما وصفته صحيفة " سغا " التي اضافت" بان اشكنازي هو احد شبابنا البلغار النجباء" .
اما صحيفة اخبار الطلبة فتحدثت بفخر شديد عن البلغاري الذي سيقود الجيش الاسرائيلي وقالت "ها هو يهودي بلغاري سيقف على رأس الاركان الاسرائيلية انها لنا".
اللواء جابي اشكنازي قال في اول تلخيص امني قدمه للحكومة الاسرائيلية خلال جلستها الاسبوعية التي عقدت في نيسان 2007 ( ان الرد باطلاق المدافع والقصف الجوي من شأنه ان يقلص عمليات اطلاق الصواريخ من غزة لكن الطريقة الوحيدة فقط لوقفها هي الخروج بعملية عسكرية برية ) . فهل بقي اشكنازي على قناعاته تلك ام ان المنصب قد غيّر من افكاره ؟ .
وفي العام 2005 وحينما احتار شارون في اختيار خلفا لبوغي يعلون لرئاسة الاركان ، قام شارون باختيار دان حالوتس ( الطيار ومسؤول سلاح الطيران ) الا انه كان في عقله الباطني يعشق اشكنازي ويفضّله مثلما يفضل رئيس الشاباك يوفال ديسكين اللذان يمثلان له رجل الكوماندوز الذي يستطيع ان يعيش بصمت وسط غابة وهو يحمل السكين في فمه . على حد وصف التلفزيون الاسرائيلي في تلك الايام .
ومع حرب التضليل المعلوماتية والاعلامية خلال حرب غزة هذه الايام ، تشير الدلالات ان اشكنازي يرغب في حرب برية من نوع جديد ومفاجئ ضد قطاع غزة ولكنه لا يفصح عن ذلك ، وعلى لسان جنرال كبير في الجيش " ان حماس لا تفهم الا لغة القوة ونحن لن نكون لطفاء معها " .
ويضيف هذا الضابط المقرب من اشكنازي ( ان المعركة تعني لحركة حماس ان تكون او لا تكون ، ولذلك ليس من السهل ان ترفع حماس العلم الابيض لكننا سندفعها الى ذلك كما اننا حددنا هدفا عسكريا للعملية ولن نتوقف الا حين نحققه مهما تطلب الامر من تعميق او اطالة لامد المعركة ). على حد قوله.
ومع بداية اليوم الثامن من الحرب على غزة تكون اسرائيل قد خسرت قتيلا و330 جريحا بينهم 9 صعبة و8 متوسطة والباقي خفيفة وهي " سعر جيد " في موازين جنرالات الحرب حيث وصفها احد المحللين الاسرائيليين بأنها حرب ( ديلوكس ) وان التلفزيون الاسرائيلي يصرف 8 ساعات بث مباشر على كل جريح اسرائيلي واحد وهي حرب فانتازيا بالنسبة لهيئة اركان اسرائيل وهم راضون تماما عن حجم الخسائر الحالية .
وفي تلخيص اسبوعي للامر يمكن القول ان اسرائيل تلعب عدة العاب مزدوجة سياسيا وعسكريا وامنيا واعلاميا وان الجيش الاسرائيلي يواصل القصف الجوي لانه يستمتع بنتائجه وبتغطية امريكية كاملة وان كل ما تقوله اوروربا وتركيا وقطر لا تعني تل ابيب شيئا في ظل عدم وجود خسائر اسرائيلية .
وما يرشح عن المقربين من اشكنازي فانه لا يملك حلول اخرى سوى الحلول العسكرية . وان اشكنازي لا يتردد في الهجوم البري على مناطق بقطاع غزة ، طالما ان الامر يوقع الخسائر في صفوف الفلسطينيين وطالما ان الجبهة الداخلية الاسرائيلية لا تدفن قتلى .....
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/