حماس وسياسة ساعة الرمل السورية
احمد دغلس
للبعض يوهم في السياسة السورية بالجديد ، وللبعض المطلع ( لا ) غرابة لما تقوم به سوريا الآن من تقارب علني وتضاعج رسمي مع إسرائيل في عملية سلام دامت لعدة عقود في حدود التهدئة التامة دون إعلان هدنة رسمية موقعة في الجولان وكل الأراضي السورية المحتلة .
إن الإستعداد السوري للدخول بمحادثات سلام مباشرة بينها وبين إسرائيل ليس بالغريب ، ولكن الغريب ان تضع فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية وعلى رأسها ( حماس ) كل بيضها في حاضنة الحكومة السورية التي بالمؤكد ... بيض لن يفقص تحريرا ( بل ) سيفقص حلولا فرديا على حساب بيض المقاومة .
رأينا التلاعب في عملية إغتيال (مغنية ) ورأينا كم الثمن المدفوع ذات الصلة للخروج من المأزق الحريري الذي نُصبت مَصيدته بكل حكمة ( للتمرير ) والتطبيع والتحضير الذي وقع أسيره مع ألأسف حركة حماس التي إرتأت شراء الوقت ، الوقت السوري دون معرفة ان الشراء والربح كان سوريا على حساب القضية الفلسطينية التي سوف نرى كم هي !! محقة بالإعجاب السوري ... عندما تتبادل إسوة بمصر والدوحة مع إسرائيل وعندما تكتب على جدران مدينة دمشق ... مرت من هنا ( .... ) .
منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح التي من بينها كثير من أهل الشام ، لم تكُن في يوما من الأيام العداء لسوريا ، لِكوْنِ سوريا وفلسطين وحدة واحدة بكل المقاييس هما بر (الشام ) وليس سوريا وفلسطين ( المجزئة ) ألأسم الموهوب من سايس بيكو واحلام المنتصرين في الحرب العالمية الأولى ، منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة أهل بر الشام ، ومن هنا كان عداء النظام السوري لهذه المنظمة التي هادنتها بقليل من الوقت لتشتري تثبيت إنقلابها ( الإقليمي ) الذي قام به حافظ الأسد على الدولة الوطنية ، على دولة وحدة كل بر الشام ... هادن وفتح مراكز التدريب للمقاومة الفلسطينية وبالذات لفتح ، تزاوج وأنجب الصاعقة من رحم جيشه ليتقاسم القرار ... حتى صلب عوده وأصبح ( يبيع ) المواقف للحفاظ وليس للتحرير بشواهد لبنان ودفع مقولة !! الصمود والتصدي الفلسطينية المعارضة للحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بعد الخروج من الأردن وبسقف يعلم علم اليقين هو ( دونه ) يرعاه للمفارقة ؟؟ بتمويل ( عراقي ) رغم (عداء ) النظامين لبعضهما !!! ومن ثم بذر بذور ألإنشقاق الفتحاوي( الفتحاوي ) بالدعم السوري وآخر الفصول تنظيم جبهة الممانعة التي لا أفهم أي ممانعة ؟؟ ( لأن ) سوريا الممانع !!! تستجدي الوسيط التركي لتجلس مع إسرائيل بغض النظر عمن يمثلها وإن كانت يديه ملوثة بالدم ودم كل اهل بر الشام وأقصى أطراف وادي النيل .
دمشق يعتقد البعض منا الفلسطينيين انها تبذل كل الجهد والإستقامة من اجل الممانعة والتصدي والتحرير ( لهم ) واهمون نظرا لما سلف من ملفات وأوراق مؤتمر مدريد للسلام وأنابوليس الطازج وقبله لقاء جنيف بين الأسد ألأب ذات الصلة ، الذي نكث به إسرائيل وليس دمشق ، وإن كنا ولا زلنا نتمى هانوي دمشق التي بحثنا عنها فلم نجدها ((( إلا ))) في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا والآن في غزة والقطاع بإنقلاب حركة حماس الممانع .
المقاومة الفلسطينية ؟؟؟؟ ألممانعة بأحمد جبريل وأخوانه وبعض مقاوليه... ورأس حربته حماس المنقلبة !! التي تحتمي ( رهينة ) في البر الدمشقي سوف تلتزم بما سيتفق عليه بين سوريا وإسرائيل وسوف يكون من القساوة اكثر بكثير من القساوة مع المنشق الفتحاوي ( المنتفض ) في العام 1982 ابو خالد العملة ... الذي قدم (خدمة ) عشرات السنيين بكل انواع الطاعة والخدمة لسوريا ونظامها المتصدي الممانع ، لكن بدون جدوى عندما إنتهت صلاحيته السياسية .
رمل الممانعين الفلسطينيين ( ألإنقلابيين ) تتساقط حبيباته الأخيرة في ساعة الرمل السورية ، سيجدون انفسهم أبعد وأبعد من اليمن وتونس وجبال وهران في الجزائر ... لربما يجدون انفسهم في جبال بورا بورا او الحدود بين طهران وأفغانستان ينتظرون... بلاء الصواريخ الإيرانية لِتُقْلَبْ ساعة الرمل الفلسطينية ( ثانية ) من سوريتها الى أيرانيتها ، وبهذا نكون ضيعنا الوطن ولا وطن ولا ارض نقف عليها ولو كانت بحجم القبر او سجادة الصلاه .
أحمد دغلس
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/