رضا البطاوى المشرف المميز
عدد الرسائل : 4316 العمل/الترفيه : معلم نقاط : 19332 الشهرة : 3 تاريخ التسجيل : 07/03/2011
| موضوع: نظرات فى محاضرة مقومات السعادة الزوجية الثلاثاء 25 أبريل - 13:37 | |
| نظرات فى محاضرة مقومات السعادة الزوجية المحاضر ناصر العمر وهى تدور حول مقومات السعادة الزوجية وقد تحدث عن أن هديته للحضور ومن يسمع المحاضرة أو يقرئها ليست مادية وإنما معنوية وهى نصح الأزواج فقال : "أما بعد: فإن موضوعنا – أيها الأحبة – الذي يدور عليه حديثنا يتعلق بناحية مهمة في حياتنا الاجتماعية، ولذا فإني أقدمه هدية لكل عروسين، بل لكل واحد منكم، والهدية – كما تعلمون – تعبير صادق عن المحبة الكامنة في الفؤاد، والرغبة في إدخال السرور على قلب كل من الزوجين، وهي وإن اعتاد الناس كونها مادية، إلا أني سأقدمها معنوية، إيثارا لما يبقى على ما يفنى: لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال ولذا أحببت معالجة هذا الموضوع الذي يدور بخلد الكثيرين ممن وقفوا على عتبة باب الزواج من فتيان وفتيات، سائلا الله أن تكون هذه المعالجة سبيلا إلى تحقيق السعادة لهم جميعا في الدارين. إنه ولي ذلك والقادر عليه." وذكر العمر أن اسباب اختياره للموضوع متعددة وهى : "وقد دفعني لاختيار هذا الموضوع عدة دوافع أذكر أهمها: 1 - أهمية هذا الموضوع، حيث إن السعادة الزوجية مطلب ضروري لك راغب في الزواج، ومقبل عليه، وواقع فيه. 2 - كثرة وقوع المنازعات والخلافات الزوجية التي تؤدي إلى الفرقة والشقاق، ومن ثم الطلاق؛ وليس هذا في مجتمعنا فحسب، بل لا يكاد مجتمع يسلم من زخم الأرقام الهائلة لحوادث الطلاق، وخير دليل نقدمه على صدق هذه الدعوى ما أثبتته الإحصائيات لنسب الطلاق على المستوى الدولي. ففي أمريكا وصلت نسبة الطلاق إلى (48%). بينما وصلت في ألمانيا لمن هم دون الخامسة والعشرين عاما إلى (35%). وفي أوربا عموما وبعض الولايات الأمريكية وصلت إلى (62%). وإذا انتقلنا إلى الدول العربية، وجدنا بعضها قد وصلت فيه النسبة إلى (20%). وهذه النسب كلها مذهلة، حيث تجد نسب الطلاق تصل إلى ما فوق النصف، أو الثلث، أو حتى إلى الخمس. فضلا عن تلك البيوت التي تتشبث بعقد الزوجية مع ما تعيشه من اختلاف وتمزق وتعاسة. 3 - أن الأسرة المستقرة تخرج الأجيال الذين يعدون لحمل رسالة الإسلام. فنحن بحاجة إلى الشاب الصالح والفتاة المؤمنة اللذين يتربيان في بيت ترفرف عليه السعادة؛ لا الفراق والشقاق، وهنا ينشأ الأولاد في جو نفسي رائع بعيد عن التوتر والقلق، وفي مثل هذا البيت يتخرج الدعاة والمصلحون." والرجل لم يكتف بما يعرف عن الموضوع وإنما استشار اهل الاختصاص ومن ثم قدم ما يظنه المجموع هو طرق الوصول للسعادة المنشودة لاختصار فقال : "وقد استشرت في هذا الموضوع المهم وهو "مقومات السعادة الزوجية" ذوي الاختصاص، كما رجعت إلى بعض المراجع، واستفدت من ذوي الخبرة والتجربة، وخرجت من هذا كله بخلاصة تحوي (معظم) مقومات السعادة الزوجية. ولطول الموضوع، وكثرة ذيوله، فإني سأذكر هذه المقومات على سبيل الإيجاز والاختصار والتركيز الشديد. وقبل أن ألج في خضم الموضوع، أحب أن أشير إلى اهتمام الإسلام وعنايته البالغة بشأن الزواج، وترغيبه التام، وحثه المطرد عليه، وذلك في آيات وأحاديث كثيرة، أشير إلى بعض منها على عجالة: فمن الآيات: 1 - قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) (النساء: الآية 1). 2- قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) (الروم: من الآية21). 3-وقوله تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) (الذاريات: الآية 49). 4- ومن صفات المؤمنين التي يذكرها الله لنا في معرض المدح: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) (الفرقان:74). فهم ينشدون السعادة في أزواجهم وأولادهم، ويسألونها من القادر عليها – سبحانه -." والحقيقة أن ما سماه الرجل السعادة سماه المؤمنون طلب قرة الأعين وهى طمأنينة القلب وهو النفس بسبب صلاح الأولاد والزوجات والدعاء بذلك يثبت أن لا وجود لتلك السعادة المنشودة أو السعادة الكاملة فلو كانت السعادة موجودة ثابتة ما طلبها القوم ولكن واقع الحال : أننا نعمل على توفير أسبها ولكن الواقع قد يكون غم وكراهية فنوح(ص) امرأته وابنه كانوا له أعداء ولوط(ص) كانت امرأته له عدوة وفى هذا قال تعالى : "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين" وأثبت الله الحقيقة وهى أن بعض المسلمين أولادهم وزوجاتهم أعداء لهم يعملون على جعلهم يكفرون وهو ما نسميه التعاسة والشقاء وفى هذا قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم" ومن ثم لا يمكن أن توجد سعادة أحيانا وإن عملنا على وجودها بكل الأسباب واستدل الرجل على تلك السعادة المنشودة بالأحاديث فقال : ومن الأحاديث: "1 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" 2-ما رواه أنس، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، سألوا أزواج النبي صلى الله عليهم عن عمله في السر؟ فقال بعضهم: لا أتزوج النساء! لا وقال بعضهم: لا آكل اللحم! وقال بعضهم: لا أنام على فراش! فحمد الله وأثنى عليه، فقال: "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام؛ وأصوم وأفطر؛ وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني" " والأحاديث السابقة لا تدل على السعادة وإنما هى أمر بالزواج بغض النظر عن صحتها أو بطلانها واعتبر العمر أن الأسرة ضرورة من ضرورات الدين فقال : "أيها الأحبة : إن بناء الأسرة من ضرورات قيام هذا الدين، لأن الأسرة لبنة المجتمع الأولى، وأساس هذا البناء الزواج الناجح المبني على أسس سليمة وأهداف مستقيمة، لأن اختلال الأسس، وتفاهة الأهداف تؤدي إلى انعدام الثمرة من التزاوج، وخذ على هذا مثلا: أولئك الذين يقدمون على الزواج للمتعة، وقضاء الوطر فقط مجردا عن المعاني العظيمة التي يقصد الزواج من أجلها، فسرعان ما يمل أولئك الحياة الزوجية، لأنهم أخطأوا تحديد الهدف منذ البداية. والإسلام حينما نزل هداية للبشرية، جاء بتشريع كامل شامل لجميع مناحي الحياة، (اليوم أكملت لكم دينكم) (المائدة: 3). " والرجل هنا يرى أن الزواج لهدف ما كقضاء الشهوة فقط يؤدى بالضرورة إلى فساد الزواج وقد تحدث عن شمولية تشريعات الإسلام لكل شىء ومنه بناء الأسرة واستقرارها فقال : "لا تجد مسألة إلا وفي الإسلام تشريعها، ولا مشكلة إلا ولها دواؤها يقول أبو ذر – رضي الله عنه – مترجما هذا المعنى: "لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يتقلب في السماء طائر إلا ذكرنا منه علما" والحياة الزوجية حظيت كغيرها بتشريع متكامل، وعالج الإسلام جميع جوانبها مما يضمن حياة سعيدة هانئة مستقرة." الحقيقة أن الله عندما تحدث عن التشريعات الأسرية لم يذكر ما سماه الرجل السعادة والهناء وإنما تحدث عما يحفظ حقوق كل من فى الأسرة سواء استمرت الزوجية أو انتهت بالطلاق فلو كان الهدف السعادة كغاية ما تحدث عن الرحمة كأساس من أسس الزوجية فقال : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" فالرحمة بين الزواج تعنى أن يغفر بعضهم لبعض الأخطاء التى يرتكبونها فى حق بعضهم بالإضافة إلى مساعدة ومعاونة بعضهم البعض وتحدث عن عمل أعداء المسلمين على هدم الأسر المسلمة فقال : "ولقد كنت أتساءل عن سر هجوم أعداء الله الشرس على الأسرة المسلمة، ومحاولتهم نصب الشباك لإيقاعها في شرك التمزق والاختلاف؟ فكان الجواب: أن الأعداء أدركوا أن انهيار الأسرة المسلمة معناه تلقائيا: انهيار المجتمع الإسلامي بكامله؛ فمتى فرخت القلاقل والمشكلات في بيت، فلا تنتظر أن يتخرج فيه جيل صالح. لقد زرت إحدى دور الأحداث، وأذهلتني الإحصائيات المتوافرة هناك، والتي أثبتت أن ما بين 70 إلى 80% من أسباب دخول الأحداث للدار، هو وجود الخلاف الناشب بين الزوجين، أو وقوع الطلاق. وقد قسمت إحصائياتهم حسب الأحياء، وبتتبع يسير، وجدت أن الأحياء التي يكثر فيها وجود الخلافات والمنازعات بين الأزواج يكثر دخول أحداثها للدار، خلافا لتلك الأحياء التي يقل في بيوتها وقوع الشقاق بين الأزواج، فإن دخول أبنائهم للدار قليل جدا. أرأيتم – أيها الإخوة – ما تسببه نار المنازعة من تصدع في كيان الأسرة، وتقطع لأوصال المجتمع، وانهيار في بناء الأمة، ومن هنا فطن الأعداء لهذا المدخل الخطير، وبذلوا ما في وسعهم لهدم بنائه وتحطيم جدرانه، نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم." بالقطع لا يوجد فى الإسلام ما يسمى بدور الأحداث ولا دور المسنين ولا مشافى المجانين فكلها اقتباس من الكفار لأن الواجب هو تربية المسلمين لصغارهم فى بيوتهم والعمل على راحة كبار السن فى بيوتهم وتحمل المجانين فى البيوت إن تخلى المسلمون والمسلمات عن واجباتهم هو كفر بأحكام الله ووجود تلك الدور فى بلادنا هو عار علينا وبرهان عن تخلينا عن الإسلام كدين لقوله تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى " كمثال الآباء والأمهات من يخرجهم لدار المسنين فقد كذب وكفر بقوله تعالى : " إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا" فيا أيها الحقير الذى ترك أباه أو أمه فى دور المسنين أو فى الشوارع اعلم أنك كفرت ومصيرك النار ومن يطرد الأولاد أو يعمل على تكريههم فى البيت اعلم أنك فى النار لأنك كفرت بقوله تعالى " " وقل رب ارحمها كما ربيانى صغيرا" وكفرت بقوله : " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف" بقيت كلمة : السعادة شىء يتمناه كل إنسان وهو يعمل على تحقيقه ولكن لا وجود للسعادة المستمرة وإنما هى لحظات نعيشها بين حين وأخر قد تطول وقد تقصر فى هذه الدنيا | |
|