مع السلامة
يا استاذ عايد عمرو / بقلم : د. جمال نزال
عايد
عمرو صحافي محترف لا تعريف له إلا في حدود مهنة الصحافي الأديب. المظهر
المتواضع والأسلوب الساخر (بلا حدة أو تجريح) هو أكثر ما سيلازم ذاكرتي
في شأن
عايد ما حييت.
يؤسفني
رحيلك بشكل خاص ويوجعني بحسرة عليك وعلى أهل مهنتك الذين
لا يعترف لهم المجتمع وثقافه العربيه بأنهم أهل مهنة.
مظهرك
المتواضع كان
عبارة عن تظاهرة احتجاج مستمرة على عسر حال الصحافي الفلسطيني بشكل عام.
مهنة
بلا ضمانات ولا حمد ولا شكورا لمن يتطوع بوضع نفسه بوز مدفع بلا مقابل.
زرتني في بيتي في رام الله بعد تعييني متحدثا باسم حركة فتح وجلسنا
ثلاث ساعات
أو يزيد وأنت تسأل وتدون وتعيد تكرار أسئلتك المتعلقة بما اسميته
"المماطله" في
موضوع التجديد بحركة فتح.
ولقد
قرأت وداعك ليوسف القزاز. وها أنت تتلتحق به
دون أن تستأذن أحدا أو توصي أحدا خيرا بقرائك.
نعم
يا أخي عايد.. لم يحدث أن
أصدرنا بيانا نثني به على مقالاتك. ,انت تعرف اننا بخلاء مجاهرين. نحن لا
نعرف حب
الأشخاص. ولا نعرف الحد الفاصل بين الثناء المهني على رجل ما أو انتقاد شخص
من الحياة
العامة يرمز إلى شيئ ما.
فإما
أن يكون الصحافي متملقا بسبب المئة دولار
أو أن يكون زنديقا كارها يكتب
ضد فلان بسبب المئة دولار.
أنت
أحببت مهنتك
وأحببت من قصر معك. سيبكي عليك زملاؤك في الحياة الجديدة وأنت في طريقك للحياة
الجديدة قد تكون شهيدا لتقصير مجتمعنا بإعطاء أصحاب الراي حقهم والنصيب.
أفكر
في هذه اللحظه بأحبابك وزملائك الذين قاسمت الظروف. يؤسفني أنك ترحل ولما
تبصر عيناك الفجر الذي انتظرت. فهل ستنظر لنا من على يوم أن تشرق علينا
شمس الحياة
الجديدة المحتجب نورها وراء بسجات زئيف؟ أفكر بأصحابك الصحافيين
والكتاب الذين
سيحملون نصيبك من الهم وأتساءل من سيعوي لنا الليلة من شرفة الذئب؟
أخي
عايد.. أخوك جمال.. مدين لك بشيئ فلمن عساني أسده كي تفرح وأنت في
السماء؟
مع
السلامة يا أستاذ عايد عمرو...
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/