أمد/تقرير/ بدأ العد التنازلي
لحلول عيد الاضحي المبارك علي قطاع غزة ' المخطوفة'، المكتوية بنار الحصار والإغلاق
والعدوان والانقسام، فلا جديد علي أوضاع غزة الاقتصادية، والإنسانية، والاجتماعية
سوي المزيد من المعاناة والأزمة في تفاقم مستمر، فهي الآن بلا دواء.. ولا كهرباء..
ولا وقود.. ولا حتى ماء ، لتعود غزة إلي الأزمنة القديمة ونحن نعيش في القرن
العشرين...
'
أمد' تجول في أسواق غزة المليئة بالبضاعة المصرية، نجد متفرجين فقط لا مشتريين،
والتجار يستجدون المواطنين للشراء،حيث تتزاحم أقدام الأطفال وأولياء أمورهم على
أبواب المحلات،فالظروف الاقتصادية السيئة حولت تلك المناسبة إلى مناسبة حزينة لا
يستطيعون فيها توفير احتياجات أسرهم وأطفالهم ...
ملامح البؤس والقهر رسمت علي
وجوه الغزييين،وكأن الشقاء كتب لهم يغالبونه ويغالبهم، فهمومهم أصبحت لا تعد ولا
تحصي،ليصبح همه الوحيد هو الحصول علي سلعة بأرخص ثمن ممكن في الارتفاع الفاحش في
الأسعار والذي يوغل التجار فيه دون حسيب أو رقيب...
في
شارع عمر المختار بمدينة غزة التقي ' أمد' ' بأم محمد' والتي تجادل البائع علي بدله
لطفلة صغيرة لا تتجاوز الثلاثة أعوام، والبالغ ثمنها 150 شيكل،فأصيبت بصدمة حقيقية
من الثمن الذي طلبه البائع،مبدية سخريتها ' كل إلي معي 300 شيكل أجيب فرحة
للأولاد'،مفضلة الاستعاضة بشراء ارخص ما يمكن في السوق لرسم الابتسامة علي شفاه
أطفالها، علي الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها، فزوجها من موظفي السلطة
الفلسطينية ولم يتلق راتبه حتى هذه اللحظة بسبب نقص السيولة في البنوك الفلسطينية
في قطاع غزة.
بينما تقول المواطنة' أم عدي'
لأمد' هل هذا عيد أضحي، أين الفرحة والابتهاج التي كانت واضحة قبل سنتين من الآن
علي الرغم من وجود الاحتلال الإسرائيلي، إلا أننا كنا نعيش حياة أفضل ما يكون،فكل
شي موجود ومتوافر ورخيص الثمن، محملة ' حماس' السبب فيما آلت إليه الأمور في غزة،
وجعلت المواطنين متسولين بالدرجة الأولي،مبدية استغرابها كنا نرزخ تحت الاحتلال فلم
تصل معدلات الفقر في غزة إلي ثمانين بالمائة،والبطالة أكثر من خمسة وسبعين أيعقل
هذا يا حماس تركعين الشعب وتقومين بإذلاله، كل هذا من اجل السلطة والكرسي والنفوذ'
حسبنا الله ونعمة الوكيل'...
'
التاجر ابو احمد' تحدث ' لأمد' أن المواطنين الغزييين يجوبون الشوارع بحثا عن
متطلبات أيام العيد فمنهم من يتجول في الأسواق، ومنهم من يتفرج كون أغلبية السكان
عاطلين عن العمل وجيوبهم فارغة من المال بسبب تأخر صرف رواتبهم، ويبدون تذمرهم
الشديد من غلاء أسعار والبضائع بسبب الحصار، مضيفا' لأمد' نحن كتجار أصبنا بحالة
صدمة فلم نكن نتوقع أن يتم تأخر صرف رواتب الموظفين في غزة،كل اعتمادنا علي
المناسبات لبيع اكبر قدر ممكن من البضائع،فحالنا لا يسر حبيب ولا عدو،أصبحنا نستجدي
المواطنين بدخول المحال التجارية لشراء ولو قطعة واحدة فقط، مشيرا إلي أن عمليه
الشراء في اليوم الواحد تكون بمعدل واحد من سبعة أو ثمانية متفرجين،إنها كارثة
حقيقية وقعت علينا في هذا العيد، مبديا تخوفه الشديد أن تكدس بضاعته وتبور ويخسر
أكثر مما خسره في السابق، فلا تزال بضاعته لدي موانئ إسرائيل تقدر بمليون دولار
محتجزة لدي الجانب الإسرائيلي'...
وفي
احد الأسواق القديمة والأكثر شعبية 'سوق فراس' الواقع وسط المدينة ، يضم السوق بين
جنباته أقسام مختلفة لبضائع البالة،والبضائع الشعبية والخضار واللحوم الطازجة
والمجمدة وغيرها وفي العادة وعشية الأعياد تغلق الطرق المؤدية للسوق أمام السيارات
ويفسح المجال فقط تجول المواطنين على أقدامهم...
المواطن ' ابو حاتم' اشتري
مجموعة من الملابس بأقل الثمن قياسا بالمحلات التجارية،ويقول ' لأمد' إن ارتفاع
أسعار الملابس الجديدة إلى خمسة أضعاف ثمنها الحقيقي، دفعه إلى الشراء من سوق
البالة الذي يتميز بأسعاره المنخفضة،لدي تسعة أطفال وجميعهم يحتاجون ملابس وخاصة
نحن في فصل الشتاء،والملابس الشتوية غالية الثمن وأنا عامل عن العمل ولا قدرة لدي
لشراء ملابس جديدة لهم، فمصاريفهم كثيرة ومتطلباتهم أكثر ...
ما
زاد الطين بله فقد حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في
الشرق الأدنى 'أونروا' من نفاد مخزونها من المواد الغذائية والتموينية لسكان قطاع
غزة خلال يومين أو ثلاثة في حال استمر الإغلاق الإسرائيلي لمعابر القطاع المستمر
بشكل مشدد منذ شهر، ولفت عدنان أبو حسنة الناطق باسم 'أونروا' إلى تزايد حدة الأزمة
الإنسانية في قطاع غزة مطالبا بتدخل دولي لدى إسرائيل والسماح بدخول المواد
التموينية 'حيث يوجد في غزة 750 ألف شخص يعتمدون على المساعدات'، وأشار أبو حسنة
إلى أن العدد القليل من الشاحنات التي سمحت السلطات الإسرائيلية بإدخالها إلى قطاع
غزة يوم الخميس الماضي 'ليست كافية'. وأشار إلى أن الوكالة تمكنت من إدخال 16 شاحنة
محملة بالمواد الإنسانية لكنه أكد عدم الكفاية 'في ضوء تزايد حدة الأزمة الإنسانية
في القطاع'.
المواطن ' ابو خالد ' عاطل عن
العمل منذ سبعة أعوام وينتظر الشفقة والمساعدة من المؤسسات الخيرية، يعيل سبعة
أطفال يقول ' لأمد' :' لا اعرف كيف سأتدبر أموري خلال فترة العيد فلدي ستة أطفال
يطلبون مني شراء ملابس وأحذية جديدة لاستقبال العيد وأنا أحاول تأجيل الأمر لكنني
لا استطيع شراء هذه المستلزمات فانا عاجز تماما عن توفير أي شيء لهم'...
من
جانب أخر أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على أن
الاحتلال ما زال يغلق معابر قطاع غزة التجارية ، وأن فتحه أمس بشكل جزئي كان
إعلامياً.
وقال
الخضري إن إسرائيل تتعمد فتح بعض المعابر بشكل جزئي بين الحين والأخير لإيهام
العالم بإنهاء الحصار عن غزة، وشدد الخضري على أن ما سمح بإدخاله من أربعين شاحنة
مساعدات أمس لا تكفي لساعات، وأن ما دخل من سولار صناعي لمحطة الكهرباء تكفي ليوم
واحد فقط، وأشار الخضري إلى تسبب الحصار في إغلاق البنوك بسبب عدم وجود سيولة
مالية، إلى جانب تواصل أزمات الوقود وتوقف المطاحن عن العمل، وانقطاع التيار
الكهرباء عن أكثر من 75% من مناطق غزة، وأوضح أن الحصار والإغلاق يزداد إحكاما على
غزة، وخاصة في أجواء عيد الأضحى الحالية حيث تعاني غزة من نقص في جميع المستلزمات
وخاصة الأضاحي والذي يكون سعرها مرتفع في حال وجدت أًصلا.
يذكر
أن معابر غزة التجارية مغلقة بشكل شبه كامل منذ عام ونصف، لكن الاحتلال أغلقها بشكل
كامل منذ خمسة أسابيع ومنع دخول أي من المستلزمات الأساسية والوقود، ويفتح بعضها
جزئياً لإدخال شاحنات مساعدات لكنها لا تكفي سوى لساعات.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/