رضا البطاوى المشرف المميز
عدد الرسائل : 4316 العمل/الترفيه : معلم نقاط : 19332 الشهرة : 3 تاريخ التسجيل : 07/03/2011
| موضوع: نقد كتاب مقاومة المقاومة السبت 3 أكتوبر - 13:34 | |
| نقد كتاب مقاومة المقاومة ( 30 طريقة لريادة التغيير وترويض المقاومة) الكتاب تأليف علي الحمادي وهو يدور حول معنى التغيير وهو المقاومة وأسبابها وأنماط المقاومين للتغيير وطرق المقاومة وقد استهل الحمادى الكتاب بخطأ وهو أنه ذكر 20 سببا للتغيير فكل من يقاوم شىء يقاومه لمصلحته وهذه المصلحة على نوعين: الأولى مصلحة المسلم وتتمثل فى تمكين دين الله فى الأرض فى الدنيا ومن ثم الحصول على الجنة والبعد عن النار فى الآخرة وفى هذا قال تعالى على لسان المؤمنين : " ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" الثانية مصلحة الكافر وهى مصلحة دنيوية وهى تختلف من فرد لأخر كما قال تعالى : " إن سعيكم لشتى" ومن ثم فالأسباب التى ذكرها هى موجودة ضمن سبب من السببين وألان لذكر أسبابه وهى: "أولا مقاومة التغيير : الأسباب العشرون لمقاومة التغيير : من المهم تفهم أسباب المقاومة حتى يمكن التعامل معها لتكون مدخلا مهما للقضاء على المقاومة أو ترويضها وإن كان يصعب تحديد جميع الأسباب إلا أنه بالإمكان الإشارة إلى أهمها وهي كما يلي : 1 التمسك بالعادات والتقاليد, يقول الله تعالى: } وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثارهم مقتدون(23)قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه ءاباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون(24){ (الزخرف : 23 – 24) 2 الخوف على المصالح المادية أو المعنوية , والتوهم بأن التغيير سيكون سببا في فقد بعض الامتيازات أو المكاسب 3 عدم المشاركة في إعداد وتنضيج المشروع التغييري , إذ إن المشاركة في إعداد التغيير حافز للتمسك به والدفاع عنه , والعكس صحيح 4 الخوف من تأثير التغيير على العلاقات الشخصية مع من يقع عليهم التغيير , فمثلا قد يرفض الرئيس تغيير وظيفة أحد مرؤوسيه خوفا من أن يتسبب ذلك التغيير في تعكير صفو العلاقة بينهما 5 لأن التغيير قد ينطوي أحيانا على مخاطر حقيقية وواضحة , لا سيما تلك المخاطر التي تمس قيم الفرد ومبادئه ومعتقداته 6 عدم الاقتناع بالتغيير المراد إجراؤه أو ببعض جوانبه 7 عدم وجود مبررات وجيهة أو حجج كافية للتغيير المراد اتخاذه 8 عدم وضوح صورة التغيير أو الجهل بحقيقته وأهدافه وإجراءاته وجوانبه الأخرى 9 لمجرد معارضة الرؤساء وأصحاب النفوذ لهذا التغيير 10 الإمعية والتقليد الأعمى للآخرين 11 التكاليف البشرية والمادية الباهظة للتغيير 12 الخوف من عدم القدرة على التكيف مع متطلبات هذا التغيير , فقد يحتاج التغيير إلى مهارات معينة أو خبرات محددة أو قدرات متميزة لا تتوفر عند بعض الأفراد 13 الارتياح مع الواقع الحالي والاقتناع به 14 التشبع واليأس والإحباط وربما الملل من كثرة التجارب التغييرية الفاشلة 15 العناد 16 سوء العلاقة مع المغير 17 تنافس الأقران 18 حب الصدارة والزعامة 19 لأن المقاوم من "الحرس الثوري القديم" , حيث يعتبر نفسه أحد مهندسي الواقع الحالي , ويعتبر أي تغيير هو اعتداء شخصي على ذاته 20 لقلة العقل والحماقة والسفه" وما ذكره الحمادى من أسباب يدخل غالبه فى التغيير فيما يسمى العمل الوظيفى ثم ذكر الحمادى أن المقاومين للتغيير يردون على التغيير بعشرين وسيلة وما قاله لا يدخل ضمن التغيير الشامل وإنما ضمن التغيير الجزئى فى مؤسسات العمل الوظيفى فقال: "وسائل المقاومة العشرون : إن الذين يقامون التغيير يلجئون لطرق ماكرة , ويعتذرون بعبارات وحجج معروفة مسبقا يمكن تلخيصها بالتالي : 1- لا توجد أهداف واضحة لهذا التغيير 2 هذا التغيير يخدم مصالح شخصية 3 لا نملك الطاقات البشرية والمادية اللازمة للتغيير 4 هذا التغيير سيخرب عملنا , فلا نحن قد حافظنا على إنجازاتنا ولا نحن حققنا شيئا في المستقبل 5 هذا التغيير مثالي وغير واقعي 6 هذا التغيير جيد ولكن وقته ليس الآن , أو نحن بحاجة إلى وقت لدراسة هذا التغيير وتحقيقه 7 هذا التغيير سيحدث بلبلة لدى العاملين 8 هذا التغيير مخالف للمبادئ أو الأصول التي قمنا عليها 9 إن الذين يقودون التغيير مشكوك فيهم وبمعنى آخر القيام بمهاجمة قادة بدلا من مهاجمة التغيير ذاته 10 دعونا نجرب هذا التغيير على نطاق ضيق فإن نجح عممناه 11 هذا التغيير فيه استخفاف بالإنجازات والقيادات السابقة 12 هذا التغيير لم يجرب في مكان آخر , أو جرب وفشل وإن كان قد نجح فيتم التركيز على الفرق بين واقعنا والواقع الآخر 13 إن المقصود من هذا التعبير هو التخلص من بعض القيادات السابقة 14 أنتم تريدون التجريب ,ونحن لسنا محطة تجارب 15 دعونا ندرس الأمر من جديد , ثم دعونا نتشاور 16 لنؤجل الأمر حتى الدورة أو السنة القادمة 17 استعمال أساليب أقل نظافة (الكذب , النميمة , الإشاعات إلخ) 18 اللجوء للإضرابات أو القرارات المقيدة أو نشر البلبلة 19 الانقلابات أو العزل 20 التصفيات الجسدية أو المعنوية " أى تغيير من يقاومه يشوه إما التغيير أى الرسالة أو المغير وهو صاحب الرسالة أو المؤمنين به كما بين الله التالى: -تشويه التغيير كاللغو وهو إدخال الباطل فى الحق كما قال الكفار : " لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" ويسمى هذا التحريف -اتهام المغيرين بالسوء كالجنون والسفه والكهانة والسحر كما قال تعالى : ""كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون" -اتهام من اتبعوا التغيير بالأوساخ والأراذل والسفاهة وما شاكل ذلك ويبدو أن الكتاب هو فى إجراء تغييرات فى مؤسسات العمل ومن ثم فهو يتناول أنواع الأشخاص الذين يقاومون التغيير فيقول: "أنماط المقاومين الخمسة عشر : يحسن بالمغير أن يتعرف على أنماط المقاومين وأساليب تعاملهم مع التغيير حتى لا يخدع من قبلهم , وهم خمسة عشر نمطا كما يلي : 1) المتجارب وهو الذي يدعي أن عنده تجربة وخبرة طويلة , وأن تجربته أثبتت فشل هذه الفكرة التغييرية 2) المتسائل وهو الذي يوجه الأسئلة الكثيرة بطريقة ملتوية خبيثة , مع التركيز على الأسئلة التي تتناول أمورا هامشية جزئية , حتى يبين فشل المشروع التغييري 3) المتسلق وهو الذي يحاول التسلق إلى القيادات العليا والوصول إلى متخذي القرار , ثم يقيم معهم العلاقات الاجتماعية المتميزة , وعندها يستغل هذه المكانة والحظوة في التآمر على الفكرة التغييرية ومقاومتها ,وذلك عن طريق إقناع القيادات العليا بعدم قبول هذه الفكرة لعدم صلاحيتها 4) المعمم وهو الذي يجعل من الحادثة الفردية ظاهرة عامة , حيث يضخم الأخطاء الصغيرة والقليلة ويوهم الآخرين بأن المشروع بأكمله فاشل 5) الثرثار وهو الذي يكثر الكلام والحوار والتعليق دون أن يترك للمغير فرصة للحديث 6) الملتقط وهو الذي يحسن الاستماع إلى المغير , ويحاول أن يلتقط بعض الكلمات أو العبارات التي يتلفظ بها هذا المغير والتي تخدم مقاومته ومعارضته للتغيير المطلوب , ثم يكتفي بهذه الكلمات ليثبت أن المشروع غير كامل وفيه ثغرات كثيرة بدليل ما تلفظ به المغير 7) المركب وهو الذي يحاول الاستفادة من جميع الكلمات والعبارات والآراء والمواقف والمشاهد , ويركب بعضها على بعض ليثبت أن المشروع فاشل المسوف : وهو من أخطر أنواع المقاومين إن لم يكن أخطرهم , وهو الذي ربما يمدح المشروع التغييري , ويثني على صاحبه , ولكنه يعقب فيقول : إن وقت المشروع ليس الآن , أو ينبغي تأجيله إلى السنة القادمة 9) الثعلب أي الماكر الذي يتلاعب على كل الحبال , ويتآمر بخبث ودهاء , وبتلون مع كل حال , ويتعامل بوجوه عدة , ويظهر غير ما يبطن 10) المشاجر وهو الذي يقاوم العملية التغييرية ويقضي عليها عن طريق المشاجرة والعراك 11) المنسحب وهو الذي يعبر عن مقاومته بالانسحاب والخروج من المكان الذي يناقش فيه المشروع التغييري , مما يسبب توترا لدى الآخرين , أو يفض الاجتماع لعدم اكتمال النصاب 12) الذاتي وهو الذي لا يفكر إلا في ذاته , ولا يريد إلا ما يخدم مصلحته الشخصية , ومن ثم فقبوله للفكرة التغييرية أو رفضه لها يعتمد أولا وأخيرا على مدى تحقيقها لمصالحه , ليس إلا 13) العقرب وهو الذي يلدغ مباشرة صاحب الفكرة التغييرية , ويشوه صورته عند الجميع , وذلك لأن زعزعة الثقة بصاحب التغيير هو في الحقيقة زعزعة الثقة في التغيير نفسه 14) المساوم وهو الذي يتفاوض مع المغير ويساومه في تغييره بحيث يصلان إلى حل وسط أو حل يشوه التغيير ويخرجه عن جوهره 15) التآمري وهو صاحب النفسية التآمرية التي لا تنظر إلا بمنظار التآمر , فيظن أن الآخرين يتآمرون عليه في مشاريعهم التغييرية , لذا فهو يتآمر عليهم كما (يظن أنهم) يتآمرون عليه , وشعاره "إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب" الحمادى هنا يطرح الجانب السلبى فقط من المقاومين على أساس كون التغيير صحيح وهو كلام ليس صحيحا فالواجب أيضا دراسة الجانبين السلبى والإيجابى لأن أى مقاومة حتى ولو كانت ضد الإسلام نفسه تطرح مقولات بعضها صحيح وأما فى مجال العمل الوظيفى وهو من ضمن الإسلام فما يطرح معظمه ليس تغييرا إيجابيا وإنما تغيير من سيىء لسيىء أو من سيىء لأسوا وفى بلادنا والعالم ما يطرح هو تغيير لفظى فكل المستجد فى أى مجال عمل هو التقنية فقط وهذه التقنية وهذه التقنية ليست بالضرورة مفيدة فالحاسوب رغم أنه يحزن عليه ما يخزن فى بيوت كثيرة فى مساحة صغيرة من المستندات إلا أنه يستخدم طاقة كبيرة ويكلف مالا ومع هذا فى أعمال كثيرة وجوده لا يغنى عن وجود أصول الأوراق المستندية فى المخازن خاصة بالنسبة أعمال معينة كالمصارف والمؤسسات المالية والقضاء ومثلا آلات الصرف النقدى للموظفين تمثل كارثة فى بلد كمصر فبعد أن كان مثلا حوالى مائة ألف موظف يسافرون لصرف المرتبات أصبح هناك عشرات الملايين يسافرون مكلفين خزانة الدولة وقودا للسيارات وغيرها كما أن تلك الآلات موصولة بالكهرباء ليل نهار وتحتاج لحراس كما أن كل موظف مضطر لغياب يوم عمل لقبض مرتبه بسبب الانتظار فى الطوابير أمام آلات الصرف كما يتسبب الانتظار فى ضربات شمس أو وجع للمفاصل عند الواقفين التغيير أى تغيير لابد أن يكون مدروسا من كل الجوانب وليس مجرد تقليد لبلاد أخرى من اجل أن يقال علينا متقدمين أو من أجل سرقة عدة جنيهات من قبل الحكومات ممثلة فى المصارف من المرتبات والمعاشات حيث يتبقى فى الآلات من كل مرتبات كل ما هو أقل من عشر جنيهات وأحيانا تترك مبالغ أقل من خمسيو أو مائة أو مئتى جنيه حسب نوع النقود التى فى الآلات وتكلم الحمادى عن مقاومة المقاومة والمراد مقاومة المغيرين لمن يقاومون إجراء التغييرات وكما سبق القول الكتاب هو فى التغيير فى العمل الوظيفى فقال: "ثانيا مقاومة المقاومة : مقاومة المقاومة : كما هو معروف أن لكل تغيير مقاومة ؛ ظاهرة تارة وخفية تارة أخرى , قوية تارة وضعيفة تارة أخرى هذه المقاومة هي التي تتسبب في إفشال العملية التغييرية , ولذا فلابد أن يتم التعامل معها بحذر وذكاء وحكمة من أجل تحجيمها أو ترويضها أو القضاء عليها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو : كيف يتم ترويض هذه المقاومة أو التخلص منها ؟ وبمعنى آخر : كيف يتم مقاومة المقاومة ؟ والواقع أن هناك طرقا عديدة وأساليب متنوعة لمقاومة المقاومة , وقبل الخوض في هذه الأساليب نود الإشارة إلى الملاحظات التالية : 1-يمكن للمغير أن يستخدم أكثر من طريقة لمقاومة المقاومة , فقد لا تجدي طريقة واحدة فيضطر إلى ممارسة طريقة ثانية وثالثة ورابعة إلخ 2- يعتمد تبني أي طريقة من الطرق التالية على معايير عدة , من أهمها ما يلي : أ- طبيعة المغيرين وإمكاناتهم ب- طبيعة المقاومة ومدى قوتها وهل هي فردية أم جماعية ج- الإمكانات البشرية والمادية المتاحة د- الظروف والأحوال الداخلية والخارجية للمنظمة والأفراد هـ- الزمان والمكان 3- الغاية لا تبرر الوسيلة , ومقاومة المقاومة ينبغي أن تكون بأسلوب نظيف وشريف 4- رغم أننا سنذكر بعض الطرق التي لا نظن أنها تتفق والخلق الإسلامي القويم إلا أن ذكرنا لها لا يعني الدعوة إلى تبنيها والتساهل في ممارستها إلا وفق ضوابط عدة من أهمها ما يلي : أ -أن يتم ممارستها عند الضرورة القصوى ب- أن لا يتم استخدامها مع الصالحين المستقيمين ج_أن يتم استعمالها بأدنى قدر ممكن د-الحذر من التساهل في الكذب والنميمة هـ- أن يخلص الإنسان نيته لله تعالى عند استخدام هذه الطرق في حالة الضرورة و- أن لا يفرح الإنسان ويفتخر باستخدام هذه الطرق ى- أن يكثر الإنسان من الاستغفار والتوبة " المقاومة ليس لها سوى طريق واحد وهو اقناع الآخرين بالتغيير فإن لم يقتنعوا أى يتعلموا الحق فلا جدوى من الاقناع وهو التعليم كما قال تعالى فى الأعراب المنافقين : "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله" ومن ثم يجب على المغير أن يوقف سيل الجهد تجاه هؤلاء غير المقتنعينوبين الرجل العديد من الطرف لمقاومة غير المقتنعين فقال: "1- كن طبيبا : يقوم الطبيب عادة بتشخيص الداء والتعرف على أسبابه ومن ثم يحدد له الدواء المناسب , وهذا ما ينبغي للمغير أن يقوم به ابتداء عند مقاومة المقاومة إن للمقاومة أسبابا ودوافع لابد أن يتعرف عليها المغير حتى يستطيع التعامل معها , إذ ربما لا يحتاج المغير إلا إلى كلمات قليلة يمكن بها ترويض المقاومة لذا , فإن أول سؤال ينبغي أن يسأله المغير للمقاومين هو : لماذا تقاومون هذا التغيير ؟ فإن كان السبب الحقيقي هو الجهل بحقيقة التغيير؛ كان العلاج هو توضيح جوانب وأبعاد وماهية وإيجابيات هذا التغيير وإن كان السبب هو الخوف على المصالح الشخصية؛ فإن العلاج هو تطمينهم بعدم تأثير التغيير على امتيازاتهم ومكاسبههم الشخصية وإن كان السبب هو التكاليف المادية للتغيير؛ فإن علاج ذلك يكون بتبيان الأرباح الكبيرة الآجلة التي يمكن أن حققها هذا التغيير , وهكذا الحال بالنسبة لباقي أسباب ومبررات المقاومة 2- ادع للمقاومة : الدعاء هو السلاح الفتاك الذي يؤمن به المؤمنين , كما أنه علاقة العبد بربه , وقد أبان الرسول r أهميته فقال: "ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر" رواه الترمذي إن على المسلم أن لا يقلل من أهمية وتأثير الدعاء , لاسيما ذلك الدعاء الذي يخرج من قلب نقي خاشع ناصح لا إثم فيه ولا معصية ,وصدق القائل إذ يقول : سهام الليل صائبة المرامي إذا وترت بأوتار الخشوع إننا في تعاملنا مع إخواننا المسلمين , حتى لو كانوا مخالفين ومقاومين لما نريد من تغيير , ينبغي أن لا ننسى أن لهم حقوقا علينا , ومن حقوقهم علينا النصيحة والدعاء وإرادة الخير لهم وما يدري الإنسان , فلعل دعاء صادقا يخرج من قلب محب للخير , يرفعه الله تعالى إليه , فيستجيب له , ويجعل نار المقاومين بردا وسلاما على المغيرين والمتغيرين , وما ذلك على الله بعزيز وفي التاريخ الإسلامي عبر كثيرة تؤكد ما نقول , وتثبت أهمية الدعاء وتأثيره في نفوس المقاومين والمناوئين والغاضبين والمتربصين 3- كن فطنا ذكيا : إن مقاومة التغيير قد لا تكون مقاومة أخلاقية شريفة , إذ ربما تحتوي على العديد من التكتيكات والحيل والتمويه , لذا ينبغي أن يكون المغير ذكيا فطنا سريع البديهة والذكاء وسرعة البديهة هي موهبة فطرية يهبها الله لمن يشاء , ولكن يمكن اكتسابها أو يمكن القول إنها موجودة لدى كثير من الناس إلا أنها ضامرة تحتاج إلى صقل وإظهار ولعل مما ينمي الذكاء وسرعة البديهة هو الاستعانة بالله , والعلم , ومرافقة الأذكياء ,والاطلاع على مواقفهم لقد كان رسول الله أذكى الناس وأفطنهم , روى ابن قتيبة أنه لما خرج رسول الله إلى بدر , مر حتى وقف على شيخ من العرب , فسأله عن محمد وقريش , وما بلغه من خبر الفريقين , فقال الشيخ: لا أخبركم حتى تخبروني ممن أنتم , فقال رسول الله " إذا أخبرتنا أخبرناك" فقال الشيخ : خبرت أن قريشا خرجت من مكة وقت كذا , فإن كان الذي أخبرني صدق , فهي اليوم بمكان كذا, للموضع الذي به قريش وخبرت أن محمدا خرج من المدينة وقت كذا , فإن كان الذي خبرني صدق , فهو اليوم بمكان كذا , للموضع الذي به رسول الله ثم قال : من أنتم ؟ فقال رسول الله : "نحن من ماء" ثم انصرف , فجعل الشيخ يقول : نحن من ماء ماء العراق أو ماء كذا أو ماء كذا وأمثلة الذكاء والفطنة وسرعة البديهة كثيرة ومتنوعة ولعل من المهم ذكر بعضها حتى تتسع المدارك وتتضح الصورة يروي ابن خلكان في "وفيات الأعيان" (4 /95) أن الحجاج قال لأخي قطري ابن الفجاءة : لأقتلنك , فقال : لم ذلك ؟ قال لخروج أخيك , فقال : فإن معي كتاب أمير المؤمنين أن لا تأخذني بذنب أخي , قال : هاته , فقال معي ما هو أوكد منه , قال : ما هو ؟ فقال : كتاب الله عز وجل حيث يقول : }ولا تزر وازرة وزر أخرى{فعجب منه وخلى سبيله وروي أن غلاما لقي الشاعر أبا العلاء المعري , فقال الغلام لأبي العلاء : من أنت يا شيخ ؟ فقال أبو العلاء : شاعركم , فقال الغلام : أنت القائل في شعرك : وإني إن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطع الأوائل فقال أبو العلاء : نعم , فقال الغلام : يا عماه , إن الأوائل قد وضعوا ثمانية وعشرين حرفا للهجاء , فهل لك أن تزيد حرفا واحدا ؟ فصمت أبو العلاء وأفحم ولم يستطع الإجابة " والطرق الثلاث أو حتى الثلاثين كما قلنا لا تفيد شيئا مع رافض التغيير ومعظم ما يجرى فى البلاد الفقيرة تغيير فاشل لأنه يجلب نماذج من بلاد غنية أو تنفق على مؤسساتها إنفاقا حسنا لبلاد لا تحسن التخطيط وأحيانا كثيرة لا تنفق شىء على المؤسسات كمصر التى مدارسها من عشر سنوات تقريبا لا يوجد فيها فصول ولا يوجد فيها قاعات أنشطة ولا حتى أفنية على الإطلاق أو أفنية ضيقة كما لا توجد ميزانية للإنفاق لن الناس لم يعودوا يدفعون مصاريف الدراسة إلا قليلا كما يوجد عجز صارخ فى عمال المدارس فتسعون فى المائة من المدارس بلا عمال نظافة أى غيرها والمدارس تعانى عجزا فى هيئات التدريس يبلغ أكثر من عشرين فى المائة كما أنه فى عام26 القادم من الميلاد لن يتبقى موظف إدارى ليس فى المدارس فقط وإنما فى كل المصالح الحكومية سوى المعاقين الذى عينوا ضمن الخمسة فى المائة وعددهم عدة آلاف وزارة الصحة هى الأخرى تعانى عجزا فى عدد الأطباء وعدد المشافى والأسرة والأدوية وغيرها لأن الدولة لا تعطى الوزارة سوى عدة مليارات لا تكفى كل هذا العدد من المرضى ومن ثم يتعايش الناس مع المرض تاركينه يستفحل فى أجسامهم لفقر المشافى وعدم وجود معهم للكشف الخصوصى ومن خلال تجاربى مع المشافى الحكومية يوجد نقص هائل فى الآلات والأجهزة حتى البسيطة كأجهزة قياس الضغط والسماعات حيث كان كل مجموعة من الأطباء يتبادلون جهاز واحد وكليات الطب لم تعد طبيبا متكاملا كما من ربع أو نصف قرن حيث كان الطبيب مدربا على العمل كطبيب وصيدلى وطبيب تحاليل ومن ثم تجد الأطباء الشباب فى حيرة عند الكشف على حالات كثيرة لدرجة أن ابنى وهو طالب فى كلية الطب أصيب العام الماضى بمرض معروف ومع هذا عجز الأطباء الخصوصيين مخ وأعصاب ونفسى وجهاز هضمى وصدر وقلب وباطنة وأطباء المشافى عن معرفة المرض طوال ثلاثة أشهر وأنفقنا آلاف الجنيهات وكلها سلف ودين ومع هذا من شخص المرض كان مدرسا فى مدرسة ابتدائى وهو أحد أصحابى وبالفعل حللنا له بناء على هذه المعرفة وكانت الفاجعة أن من لم يدرس الطب عرف المرض وهو جرثومة المعدة وعجز القوم بآلاتهم وأجهزتهم عن التشخيص ومن ثم الحديث عن التغيير وإجراء التغيير أحيانا يكون للأسوأ ومن ثم فأطباء الزمن الماضى كانوا أفضل تعليما وتدريبا بينما الجدد مع تقدم الآلات والأجهزة صارت عقولهم لا تعمل نتيجة وجود هذه الأجهزة ومن الغرائب أن ابنى حكى لى أن أستاذة حاصلة على العالمية التى يسمونها الدكتوراه وقاربت على المعاش درست لهم مادة وقالت أنها لا تفهم فيها حرفا واحدا لأن كل ما فعلته فى دراسة الطب هو حفظ عدة كتب عن ظهر قلب وهذا يعنى أن الكادر التدريسى فى الكليات معظمه غير صالح فالمفترض فى أى طبيب أن يمارس العمل الطبى فى المشافى وليس مجرد أستاذ نظرى والمفروض مثلا فى أستاذ التربية أن يكون مارس التدريس فى المدارس لأن كعظم ما يدرس فى كليات التربية لا علاقة له بما يجرى فى المدارس فهم يقولون لهم أنها مهنة الأنبياء ويفاجئون فى حياتهم الوظيفية بأن مطلوب منهم أن يكونوا مزورين ومزوغين ومخادعين ومنافقين أو حتى بلطجية حتى يمكن أن يسير العمل والحياة | |
|