تقرير/ لن يتمكن المواطن الغزي' محمود خليل' من مشاركة إخوته هذا العام في أضحية
العيد المبارك بسبب سوء الأحوال الاقتصادية التي يعاني منها، وسيضطر إلي شراء
اللحوم المجمدة لوليمة الغداء التي تجتمع عليها اسرته، بدلاً من اللحوم الطازجة
ليدخل ولو جزء بسيط من الفرحة المغيبة علي شفاه أطفاله، فعلي الرغم من ذلك إلا أن
اللحوم المجمدة قد أصابها جنون الأسعار هي الاخري.
استعدادات
أهالي غزة لاستقبال عيد الأضحى المبارك بدت باهتة، خالية من أي فرحة، ولا لون لها،
ولا طعم يوحي باستقبال عيد مميز، ابو محمد يقول ' لأمد' لن نتمكن من ذبح الأضاحي
هذا العام لأن الاحتلال الذي لا يرحم لم يسمح حتى هذه اللحظة بدخول الماشية إلى
القطاع وأن قام بعض التجار بتهريبها عبر الأنفاق، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك،
ولكن أصحاب الأنفاق لم يراعوا حتى تلك المناسبة الدينية، ويقومون بإدخال الخروف
الواحد بمائة دولار وما يزيد ما جعل أسعار الخراف تتراوح في الأسواق بين الثلاثمائة
دينار أردني والأربعمائة للحجم المتوسط وهو ما يرهق المواطنين الذين لا زال
الاستغراب ينتابهم من تلك الأسعار الخيالية.
أما
المواطن سعيد عبد ربه يقول ' لأمد' شهدت أسعار الأضاحي ارتفاعات قياسية جراء النقص
الحاد في كمياتها بسبب إغلاق إسرائيل للمعابر ، ونحن لا نري غير أن الحصار
الإسرائيلي المحكم تزداد شدته ، والأوضاع الاقتصادية تسوء بصورة غير مسبوقة، فلا
أضاحي ولا لحوم هذا العام ،فلم أستطيع أن أشتري أضحية لأولادي ، فأنا عاطل عن العمل
منذ ستة أعوام ولي أسرة كبيرة ولا يعلم إلا الله من أين استر أسرتي.
السكرتارية
الدائمة للراصد الاقتصادي أعربت عن قلقها بشأن ارتفاع أسعار اللحوم المبالغ فيه،
ولفتت إلى دور وزارتي الزراعة والاقتصاد الوطني في مراقبة أسعار اللحوم في السوق
الفلسطينية، خصوصا بعد ارتفاعها المبالغ به على أبواب موسم عيد الأضحى المبارك
والأضاحي،وأشارت إلى أن وحدة حماية المستهلك في الراصد الاقتصادي وبعد متابعة
ميدانية للسوق الفلسطينية، وجدت أن سعر كيلو اللحم عبر البيع من تجار المواشي وصل
إلى خمسة دنانير ونصف، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم للمستهلك لتصل إلى
سبعين شيكلا للكيلو الواحد.
'سأشتري
لأطفالي لحوما مثلجة بدلا من اللحوم الطازجة مرتفعة الثمن، فكيلو اللحم المجمدة وصل
60 شيكلا،فانا أريد أن ادخل علي الأقل الفرحة الى قلوبهم ، ماذا سأفعل ليس بيدي
حيلة غير ذلك فكل شي سعره ملتهب،هكذا تحدث ابو احمد إلي ' أمد' فلو سمحت إسرائيل
بدخولها في لحظات ما قبل العيد، فان الغالبية سوف لن يجد ما يشتري به هذه الأضاحي،
إذ بفعل الحصار الخانق تجاوزت نسبة 'الفقر المدقع' الـ80%، وتجاوزت نسب البطالة
الثلاثين بالمائة .
من
جانب أخر أكد عدد من تجار المواشي في غزة خلو الأسواق من الأضاحي، باستثناء عدد
قليل جنوب قطاع غزة، وأرجع التجار نقص المواشي إلى الإغلاق المتواصل لمعابر قطاع
غزة، ومنع سلطات الاحتلال لدخول الأبقار والأغنام إلى القطاع.
الأسر
في غزة باتت تعاني الفقر وصلت نسبته 87.7 % في قطاع غزة، فيما تعاني ما نسبتها 55.5
% من مجموع الأُسَر من الفقر الشديد، وتوقع جهاز الإحصاء أن تبلغ معدلات الفقر في
صفوف الأُسَر التي يعمل أربابها في القطاع العام حوالي 75.8 % مع نهاية العام
الحالي، ما يعني انضمام حوالي المليون وربع المليون فلسطيني إلى معسكر
الفقراء..
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/