التقمص :
قال الفتى موضوعنا اليوم هو التقمص وهو أن تحل نفس إنسان ميت فى جسد إنسان سيحيا أى سيولد بعد ذلك
قال المعلم وماذا يحدث بعد ذلك ؟
قال الفتى أن المولود يكون عارفا بكل شىء عن الميت
قال المعلم حكاية التقمص تابعة لحكاية التناسخ
قال الفتى ماذا يقصد بهذا ؟
قال المعلم يقصد أنهما أمران متشابهان فى بعض التفاصيل
قال الفتى وما حقيقة التقمص ؟
قال المعلم إن التقمص أمر غير حقيقى بمعنى أنه لا يحدث فى عالمنا ولو حدث التقمص لكان أمر الحياة عبث ولهو لأن النفوس كلها ستكون نفس واحدة فكل واحد منا هو أدم (ص)وكل منا أب لنفسه وجد لنفسه وأم لنفسه وولد لنفسه وأخ لنفسه
قال الفتى هذا جنون
قال المعلم نعم فكلنا كان نفس الإنسان حسب نظرية التقمص ويترتب على هذا أن الله كاذب لإخباره لنا بأن كل واحد مستقل يحاسب على فعله وقوله مصداق لقوله بسورة الإسراء "ولا تزر وزارة وزر أخرى "وأن الله ظالم لأنه خلق الحياة عبث وأن لا مسئولية على أحد لأن القاتل سيكون المقتول والسارق هو المسروق وهكذا لأننا واحد فى النهاية
قال الفتى هل من أدلة أخرى على فساد التقمص ؟
قال المعلم نعم فإذا كانت النفس تموت مرات عديدة حسب النظرية فى الدنيا فهذا يتعارض مع أن الحياة الدنيا حياة واحدة لقوله تعالى بسورة الأنعام "قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين "ولأن بعض الكفار حكموا بأن لهم حياة واحدة هى الحياة الدنيا وفى هذا قال بسورة المؤمنون "إن هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين "
قال الفتى كيف تحدث إذا حكايات التقمص ؟
قال المعلم تنشأ بسبب الطمع فى شىء ما وهى تحدث باتفاق مسبق بين طرفين أو أكثر أو بالإرهاب وذلك للطمع فى مال أو شهرة أو سلطة أو غير هذا من متاع الدنيا.