البداء :
قال المعلم :موضوعنا اليوم البداء .
قال الفتى لقد زعموا أن الله تعالى تبدو له البداوات بمعنى أنه يعيد النظر والتفكير أى يتخذ قرار فى موضوع ثم يغيره قبل أن يخلقه فيصدر قرارا أخر يخلق أمرا أخر .
قال المعلم قال تعالى بسورة الحديد "ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها عليكم "وهذا معناه أن كل القرارات الإلهية اتخذت قبل خلقها وهى مسجلة فى كتاب وما دامت القرارات قد اتخذت وكتبت قبل خلقها فهذا يعنى أن لا مجال للتراجع عنها .
قال الفتى هذا يعنى أن القرارات الإلهية قديمة حدثت قبل الخلق ومن ثم لا يجوز أن نقول أنه يعيد النظر فى القرارات لأن الإعادة تكون حديثة .
قال المعلم قال تعالى بسورة يس "إنما أمره إذا أراد أن يقول له كن فيكون "فهذا يعنى أن الله إذا أراد أى قضى أى خلق الشىء فإنه لا يتردد فى أن يوحى له أن يكن فيكون وهذا معناه أنه لا يتراجع عن قرار اتخذه ولذا فإنه يقول بسورة الأنعام "ولا مبدل لكلمات الله "فتبديل الكلمات وهى القرارات من الإرادة الإلهية لا يمكن أن يحدث .
قال الفتى ماذا يترتب على القول بالبداء ؟
رد المعلم قائلا :لو قلنا أن الله يبدو له فإن ذلك يعنى أن الله يخطىء وما دام يخطىء فهو ظالم وهذا محال لقوله تعالى بسورة طه "لا يضل ربى ولا ينسى "فالخطأ ضلال والله لا يضل كما فى الآية
قال الفتى ترى لماذا اخترع القوم هذا القول ؟
قال المعلم أحسن رد قيل فى هذا هو أن المخترع قال ذلك حتى إذا قال قولا ولم يتحقق يتعلل بالبداء فيكون حجة له