تأتى الأخبار من كل مكان فى الولايات المتحدة لتقول لأن الرئيس اوباما قرر ضرب نظام بشار فى سوريا ولكنه ينتظر انتهاء عطله الكونجرس حتى يأخذ موافقته على القيام بالضرب وهو كلام لن يتحقق فالكونجرس لن يوافق على أى ضرب فى الظروف الحالية لأنه يدرك أن المنطقة العربية قد تكون فى انتظار اندلاع شرارة كالضربة الأمريكية لتطيح بكل الأنظمة الحاكمة فيها لأن الناس فى المنطقة فى حالة يأس وعند اليأس لا يمكن أن يقرر الكل سوى أن يكونوا كلهم ارهابيون حتى يدافعوا عن أنفسهم
أوباما يعرف جيدا أنه حتى ولو وافق الكونجرس فلن يستطيع أن يضرب سوريا لأن بوتين قد يجعل الحرب العالمية الثالثة تندلع بسبب نظام بشار لأنه سيتم خنق روسيا فى البحر المتوسط خنقا تاما لو سقط نظام بشار حيث ستزول القاعدة البحرية كما ستزول مبيعات السلاح الروسية لسوريا التى تمثل أكبر زبائن شراء السلاح الروسى فى العالم كما سيزول النفوذ الاقتصادى الروسى منها ومن ثم فبوتين وضع العقدة فى المنشار لأوباما ومن ثم فلن يقدر اوباما على حرب سوريا وسوف يجنبه الكونجرس الحرج برفض الضربة كما رفض مجلس العموم البريطانى مشاركة بريطانية فى تلك الضربة .
المسألة هى مسألة مصالح وفقدان روسيا نفوذها فى العراق بسبب موافقتها للغرب على ضرب صدام خطأ لن يكرره بوتين الذى فقد حليفين وزبونيين من اكبر زبائن السلاح الروسى والمنتجات الروسية وهما العراق أيام صدام وليبيا أيام القذافى
زد على هذا أن من مصلحة أمريكا أن يظل بشار فى السلطة أطول فترة حتى تستمر الحرب الأهلية لاستهلاك كل قوى سوريا وهو ما يخدم أهداف اسرائيل والغرب الذى لن يجد جيوشا فى المنطقة تدافع عنها لو أراد احتلالها أو ضربها