بعض التجار يحتكرون السوق
أزمة فكة خانقة تجتاح قطاع غزة والعملة مقتصرة على الدولار والدينار !
سادت أجواء من الاستياء أوساط المواطنين في قطاع غزة عشية عيد الفطر السعيد, نتيجة أزمة العملة والفكة التي تجتاح قطاع غزة مؤثرة بشكل جلي على أوساط الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بالعملة الإسرائيلي ' الشيكل' بينما تخلو بنوك القطاع منها الأمر الذي أدى لصرفهم رواتب الموظفين بالعملتين البديلتين وهما ' الدولار الأمريكي والدينار الأردني'.
وتخطى الدولار الأمريكي حاجز الأربعة شواكل في صعود مفاجئ منذ عدة سنوات الأمر الذي أدى لخسارة الموظفين في صرف العملة من دولار إلى شيكل حسب شاشة البنوك ما يقرب من 20 شيكل في كل 100 دولار.
استياء عارم..
الموظفون الذين استلموا رواتبهم من البنوك الاثنين الماضي لم يجدوا بديلا عن العملات الأجنبية مما اضطرهم إلى استلامها مرغمين لقضاء حاجاتهم وخاصة قبيل قدوم عيد الفطر السعيد.
أبو العبد مرزوق موظف يتقاضى 2500 شيكل قال لمراسل فلسطين برس ' لم اجد بديل عن الدولار الأمريكي في استلام راتبي لقضاء حاجاتي وخاصة مع قدوم عيد الفطر, حاولنا الاحتجاج داخل البنوك ولكن دون جدوى وذلك لعدم وجود عملة إسرائيلية لصرف رواتبنا ', مضيفاً ' المفاجئة الأكبر وهي سعر صرف الدولار خارج البنك الأمر الذي أفقدنا نحو 70 شيكل في 400 دولار أو أكثر.
وتابع مرزوق قائلاً ' نعاني الويلات كذلك في الفكة التي باتت شبه معدومة بغزة مما يضطرنا لشراء أغراض لا نحتاجها لكي نقوم بصرف 100 شيكل.
هذا وأعرب محمد داوود عن استياءه من تلك الحالة مشددا على ضرورة أن تتدخل سلطة النقد لحل الأزمة الخانقة في غزة وليس الاكتفاء بالوعود وخاصة ونحن على أبوب عيد الفطر ' قائلاً ' كان الاجدار بها ان توفر العملة في البنوك قبل صرف الرواتب وليس كما حصل معنا '.
الفكة معاناة جديدة مع أصحاب المحلات
علاء التلباني أحد العاملين في إحدى محالات الملابس بغزة قال لمراسل بال برس ' نعاني كثيراً وخاصة مع عدم وجود الفكة للزبائن مما يضطرنا في بعض الأحيان للتضحية والبيع بالقليل للتسهيل على المواطن ', ويضيف التلباني ' نضطر في بعض الأحيان لصرف العملة من محلات أخرى لكي نمشي البيعة '.
أما محمود طافش صاحب احدى محلات المجمدات فيقول ' نبيع للزبائن دون مربح في كثيرا من الأحيان وما نعرفه نسجل عليه دين لكي نمشي الأوضاع هذه الأوضاع لا تطاق ونحن على أبوب العيد '.
ويضيف ' حاولت كثيراً أن أذهب للبنك من أجل صرف العملة وإيجاد فكة ولكن دون جدوى لا توجد فكة متوفرة في البنوك كما أن هناك بعض التجار يحتكرون الأسواق لجني الأموال من وراء تلك الأزمة '.
محاولات لإدخال العملة لغزة..
ومن جانبها أعلنت سلطة النقد الفلسطينية، أنها تبذل جهودا كبيرة، من أجل حل مشكلة السيولة في قطاع غزة قبل عيد الفطر السعيد.
وقالت سلطة النقد في بيان صدر عنها، إنه نظرا لتداول مشكلة السيولة في قطاع غزة من قبل أكثر من طرف ومحاولة تحميل سلطة النقد والمصارف العاملة في قطاع غزة مسؤولية ذلك، فإن سلطة النقد تود أن تؤكد أن مشكلة النقص في السيولة للعملات الثلاث (الدينار، والدولار، والشيقل) في قطاع غزة ناتجة بشكل رئيسي عن عدم القدرة على إدخال السيولة الكافية واللازمة إلى قطاع غزة لتلبية الاحتياجات اليومية بما في ذلك رواتب الموظفين، حيث بذلت سلطة النقد، وما زالت تبذل، جهودا حثيثة وبالتنسيق مع أطراف محلية ودولية لإدخال السيولة اللازمة خلال شهر رمضان وعيد الفطر وقد يتم ذلك خلال الأيام القليلة القادمة'.
وأرجع البيان سبب مشكلة السيولة في قطاع غزة إلى قيام بعض الجهات بسحب السيولة من السوق قبل استحقاق رواتب موظفي القطاع العام، خاصة بعملتي الشيقل والدولار من أجل المضاربة على الأسعار والاستفادة من فروق سعر الصرف بين أطراف التداول، ما يؤدي إلى خلق أزمة سيولة إضافية لدى المصارف.
وأشار البيان إلى أن سلطة النقد قامت بالتنسيق مع جمعية البنوك والجهاز المصرفي بإصدار تعليماتها للمصارف لاحتساب سعر صرف العملات حسب شاشة رويترز (Reuters)، مع منحهم هامشا متدنيا جدا لصالح المواطن وقد التزمت المصارف بهذه التعليمات.
ويبقى الحال كما هو وخاصة عشية عيد الفطر إضافة إلى الإجازات لدى الجانب الإسرائيلي مما يضاعف معاناة المواطن الغزي.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/