صمت 'العرب' على تصريحات رومني ..فضيحة!
كتب حسن عصفور/ أعاد المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية ما سبق أن قاله الرئيس الحالي اوباما يوم أن زار دولة الكيان الاحتلالي قبل الانتخابات الأمريكية السابقة، باعلانه أن 'القدس عاصمة اسرائيل الأبدية'، وبالطيع اضاف رومني لها نكهة من التطرف بانتقاده عدم القيام بأي فعل رسمي أمريكي لتحقيق تلك 'الغاية المقدسة' لبني صهيون جمعيهم الى جانب اعتباره ان سبب 'الفجوة الاقتصادية بين الفلسطينيين والاسرائيليين تعود لأسباب ثقافية' تصريحات عنصرية بامتياز تعيد ذات الكلام عما كان يقال ضد 'السود في أمريكا'..
تصريحات رومني تكرار دائم لشكل المزايدة المعيبة – العنصرية لمترشحي الرئاسة الأمريكية، ودوما تكون دولة الاحتلال الهدف الأول لزياراتهم الخارجية ولا يمكن أن تمر دون تأكيد 'ثوابت الموقف الأمريكي' لتلك الدولة الاحتلالية – العنصرية والفاشية، ومنها 'قضية القدس' و'أمن اسرائيل' وطبيعة' دولة اسرائيل اليهودية'، والحفاظ على 'التفوق العسكري' لها على كل دول العرب مجتمعة، حتى لو لم تكن لها رغبة أو قدرة أو هدفا بخوض حرب ضد اسرائيل.. الى جانب ميزات استراتيجية لا تحصل عليها أي دولة غير اسرائيل..
ولكن الجديد في تصريح رومني ليس مضمونه العنصري المتغطرس، فذلك قد يكون نسخة معدلة لتصريح الرئيس اوباما، لكن المهم فيه هو 'زمن وتوقيت' التصريح، حيث جاء وسط حراك عربي كان له أن يكون داعما مباشرا للقضية الفلسطينية، وقوة لها في مواجهة المشروع التصفوي الذي تعده أمريكا – اسرائيل، ولكن 'الصدمة الكبرى' أن العرب جميعهم دولا وجامعة عربية لم تتلفظ بكلمة واحدة تجاه تلك التصريحات التي تمس مكانة القدس السياسية ومستقبلها،وعنصرية لن تقف على اهل فلسطين بما لهم من كفاءة لم نسمع تصريحا لرئيس أو ملك أو أمير أو شيخ أو كاتب أو محلل محسوب على 'تيار النفط السياسي'، صدمة تفوق في كارثيتها ذاك التصريح العنصري لمرشح لا ننتظر منه ما يمكن أن 'عادلا' للقضية الوطنية، بل نتوقع مزيدا من التآمر على القضية الفلسطينية بما يزيد عمن سبقه، فتلك هي سمة غالبية رؤساء أمريكا الجمهوريين.. أما أن يتجاهل كل العرب تلك التصريحات، ولم يكلفوا خاطرهم أن يقولوا كلمة 'عتاب' أو' اسف' أو ما يشابه تلك العبارات التي تحكم علاقتهم بـ'السيد الأكبر' لهم، فتلك 'مأساة سياسية' ، تستحق أن يفكر بها الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية..
من يصمت على تهويد القدس وما يجري يوميا من 'تدنيس مقدساتها' لن يرى فيما قاله العنصري رومني ما يمكن أن يثير به حالة غضب أو وخزة من ألم على 'قدس الأقداس' التي لم تعد بالنسبة لهم سوى اسم لمدينة يمرون عليها كما يمرون على أي مدينة لها اسم.. صمت رسمي عربي وتواطئ اعلامي لا يمكن وصفه سوى أنه مقدمة لتمرير المشروع الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية.. كيف يمكن رؤية هذا الصمت المريب تجاه ما يحدث للقدس دون أن نرى أي ردة فعل يمكن أن يعتد بها أو يحسب حسابها.. ولكن المشهد العربي يعيش حالة من تزوير الوعي العام ، حالة ترى في سوريا اليوم هي المعركة الكبرى لعرب أمريكا الذين تعززت قواهم ورصيدهم بكل اسف بعد نتائج الحراك العربي، فكل من وصل للحكم في دول الحراك كانت واشنطن عنوانه الأول..وإن اراد البعض منهم أن يتحدث عن فلسطين فإنه يقزمها في 'حصار غزة'، ليس بسبب من يفرض سيطرته عليها بقوة العسكر، والارتباط الفكري – السياسي بمن يحكم في تلك الدول، بل هو هدف سياسي لتقزيم القضية الفلسطينية من قضية وطنية الى 'قضية انسانية'، متجاهلين كليا ما تتعرض له القدس..
الموقف العربي الرسمي دولا ومؤسسات ورأسها الجامعة العربية، بات 'شريكا موضوعيا' في تمرير مؤامرة تهويد القدس، ما دام يتجاهل كليا تلك التصريحات العنصرية لمرشح قد يصبح رئيسا للولايات المتحدة، بكل أثرها الدولي والاقليمي على القضية الفلسطينية.. لا نطلب من أنظمة التبعية القديمة والجديدة أن تتحدى أمريكا وتتخذ اجراءات سياسية ردعية على موقفها من القضية الفلسطينية، ولكن لا يمكن الصمت على تلك الأقوال العنصرية – السياسية حتى لو بكلمة ملتبسة المعنى..
لسنا مطالبين تلك الأنظمة أن تساوي بين فلسطين وسوريا فيما تعد عدتها السياسية والعسكرية والمالية، التي تعيد الذاكرة لما كان يوما في أفغانستان، مشهد يتكرر في سوريا، فما كان مأساة يومها بتقديم ما يزيد على 18 مليار دولار وآلاف المسلحين منذ عشرات السنين، بات مسخرة اليوم، خاصة وأن تلك الأنظمة لم تشحذ هممها يوما واحدا لنصرة فلسطين كما فعلت وتفعل في سوريا وقبلها ليبيا..ولكن 'الحمية والنخوة' العربية الرسمية لسوريا وقبلها ليبيا ليست سوى تنفيذ لأمر 'السيد الأكبر'.. سقوط سياسي – أخلاقي لدول وانظمة ومؤسسات ، وبعدها يعتقد البعض منا أن النصرة ستأتيهم من تلك الكيانيات شبه الدول..!
ملاحظة: ارتكب 'النائب العام' الفلسطيني أكثر من خطيئة في رسالته لنجيب ساويرس بخصوص دحلان ورشيد، أولها تجاوز مصر الدولة، ما يفتح بابا لأزمة غير مطلوبة.. وثانيا أنها معركة جانبية آن آوان الكف عنها.. فضررها كبير جدا في ظل 'مؤامرة علنية' ضد فلسطين أرضا وشعبا وقيادة.. السيد الرئيس نأمل بأمرك له أن يكف..!
تنويه خاص: 'أزمة كهرباء غزة' لا تزال تحت التساؤل.. أهي افتعال أم غيره.. لما تصر 'حماس' الا تتعامل بشفافية وطنية في هذا الملف.. أم أن هناك من يريدها ستارا لأبعاد سياسية..!
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/