تـدمـيـرُ وإبـادة ُ.. الشِّعـر ِوالأدبِ العربـي ..
=========================بقلم ضياء الجبالي
درسَ الإستعـمار الغربي للعالمين العربي والإسلامي .. الدعائم الأساسية التي بُنيت عليها الحضارة العربية , ثم َّالإسلامية .. فوجد أن اللغة العربية بالطبع هي المنبع والأساس ..
وعرف بداهة ًالأهمية القصوى والأساسية لـلُّغة العربية في بناء الحضارة العربية, ومن ثم َّالحضارة الإسلامية , التي أنزل الله كتابها المقدس القرآن الحكيم بإعجاز نفس اللغة ..
لذلك فقد أولى الإستعمار جلَّ إهتمامه إلى تدمير تلك اللغة العربية ؛ باعتبارها الشريان الرئيس الذي يحافظ على بقاء الحضارة العربية ؛ فالإسلامية ..
ولما كان الشعر العربي , هو ديوان العرب .. فقد حظي الشعر العربي بنصيب الأسد من المحاولات التدميرية المتعددة والمتواصلة , من أجل تدميره والقضاء عليه , وبكل الطرق والأساليب ..
ولعل ما نراه في عصرنا الحالي من ظواهر حظر واحتكار ؛ وتهميش ومطاردة الشعر العربي .. يُعـد ُّ من أكبر الحجج والبراهين على استهداف الشعر العربي بالتدمير والإبادة , سعـياً نحو تدمير اللغة العربية , ثم الدين الإسلامي الحنيف..
فنجد في مصر ( العربية , والإسلامية ) الرائدة مثلاً , أن الغزو الفكري قد جند لاحتكار الشعر العربي فئة ً, باتت معروفة ً, من المرتزقة ينهبون ثروات هذا الكنز الثقافي علناً , ودون أدنى مُبالاة .. ولا يتورعون عن عمل أي شيئ للإستئثار بغنائمهم .. والمنتشرين حالياً في مراتع الثقافة الإعلامية الحكومية , والمسيطرين على مناصبها ووظائفها , ومن ثم أغلب الصحف والمجلات ؛ والأبواب الأدبية والثقافية دون استثناء ..
مع إتاحة أقل القليل من فرص النشر , لغـيرهم , من الأصدقاء , أو ممَّن يلتزم بأسس وشروط النشر المفروضة حاليا ً , وهي ببساطة شديدة : نشر الفساد , ( أوبحد أدنى الهراء ) , مع القبول بإذلال المحتكرين من حاظري النشر , إستناداً إلى عـللهم الواهية في الاحتكار والحظر ؛ والوصاية الفكرية ..
حتى أن أحزاب المعارضة هي الأخرى , وفي وسائل نشرها المتاحة والمحدودة , باتت تحذو نفس الحذو أيضاً ( اللهم إلا ما ندر من الشرفاء الأمناء ) .. فبات مسئولي النشر فيها يعملون أيضاً على ترسيخ أسس الإحتكار والحظر , لأنفسهم , ولمعارفهم , أو لمن يقبل بشروطهم الإحتكارية , دون الإهتمام حتى بشعارات أحزابهم ..
فتكونت بذلك جبهة واحدة من المرتزقة والمأجورين .. والذين يُسيِّرون دفة نشرهم للشعر أو للأدب بمزاجية حماية مصالحهم الشخصية في المقام الأول , وقبل مصلحة دينهم , أو وطنهم , أو حتى مبادئهم التي يتشدقون بها , وبما لا يتعارض مع مطامعهم الشخصية قريبة أو بعيدة المدى , وإن اختلفت الشعارات أوالإدعاءات المزعومة ..
هذا بالطبع غير استحداث الآفات , والمبيدات المسرطنة الحديثة , من نماذج الكتابات التي تستهدف الشعر , وتسمَّى بالحر , والحديث , وقصيدة النثر , وهـلمّْ جـرَّا ,, والتي أضيفت كشرط جديد من شروط إمكانية النشر التعسفية .. بهدف تفتيت الشعر ..
ليجد الشعراء الشرفاء أنفسهم أمام وسائل ظاهرة الإحتكار والحظر .. فإما بيع ضمائرهم بالقبول بالشروط التعسفية للنشر , أواستجداء النشر , أو اليأس من إمكانية النشر , ومن ثمَّ هجر الشعـر .. نظراً لصعابه , ومخاطره .. الغير محدودة ..
الأمر الذي أدى للفشل والتردي ؛ والانحدار والانهيار الفكري والخلقي الراهن ؛ والغير مسبوق ..
لولا رحمة الله بـِاللغه العربية .. أن أتاح فرصة النشر بالإنترنت ؛ والذي لم يتوصلوا بعد , والحمد لله , لطريقة لحظره واحتكاره ؛؛ والذي أنقذ الشعر العربي , مرحلياً , من غرق التدمير والإبادة , كمنبر للوعي العربي والإسلامي , وكـصوت ٍ داع ٍ لإحقاق الحق , ورفض ومحاربة الظلم والظالمين ؛ وحثالة المرتزقة المنتفعين ..
والعجيب حقاً .. أنك تجد الغالبية العظمى من الأدباء والمثقفين والشعراء والمفكرين العرب متجاهلين لهذا الظلم البيـِّن ,, صامتين خائفين مذعورين .. وكأن الأمر لا يعنيهم !! سوى فقط في جني فتات المكاسب والأرباح ؛ إن وهِبت لهم ..
كما تجد القليل منهم مَن تأخذه الحميَّة , فيطالب الشعوب .. بضرورة رفض الظلم ومحاربة الظالمين .. ولكن بالهمس , والتخاذل ..
كقول أبو الأسود الدؤلي : لا تنهَ عن خلق ٍ وتأتي مثلهُ == عار ٌعليك إذا فعلتَ عظيم ُ
وهم يتابعون , وعن كثب , عرض شهادة واعتقال الندرة من الأبطال والمجاهدين نيابة عنهم .. لإعلاء راية الحق .. مكتفين بمشاعرهم التضامنية المذعورة الجبانة ..
ثم تراهم مبتسمين للظالمين في حقدٍ وغل ٍ ذليل .. منتظرين معجزة السماء , لإحقاق الحق , وإزهاق الظلم ..
كمثل قول بشار بن برد : لقد أسمعت لو ناديت حياً == ولكن لا حياة لمن تنادي
بيما تجد المجرمين الخادعين المنتفعين من هذا الحظر الاحتكاري التدميري ؛ ماضين في تحقيق أغراضهم الحقيرة والدنيئة ؛ من نهب وفساد وإفساد ؛ وباستخفاف شديد بحماقة الأغلبية الجـبانة ..
بينما تجد الكل ُّ يُغـنِّي لحن معزوفة ٍواحدة .. تتباكى على اللغة العربية والدين , والشعر والثقافة , والظلم والعدل , والوعي والوطن ,,,
في الوقت الذي يُغـنِّي كلٌّ منهم , بل كلٌّ مـِنـَّا .. على ليلاه ...
وقد أكد الحق في محكم آياته
" إن الله لا يـُغيـِّر ما بقوم ٍ حتى يـُغيـِّروا ما بأنفسهم ." وصدق العزيز الحكيم ..
=================
ضياء الجبالي
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/