إلى من يزايدون على استحقاق أيلول كفى بالله عليكم ارحمونا
بقلم المبعد فهمي كنعان :
يكثر الحديث في هذه الأيام عن استحقاق أيلول ، وكثرت تعليقات المحللون والسياسيون والخبراء والأكاديميون والباحثون والحقوقيون ، وكلهم يحاولون أن يظهروا تميزهم من خلال تصريحاتهم الرنانة ، ولو على حساب مصير شعب أنهكته سنين الاحتلال الطويلة ولم يجد احد يقف إلى جانبه أو يقف لحمايته من جرائم الاحتلال التي يمارسها ليل نهار أو يخفف من معاناته ، علما بان جميعهم وافقوا على حل الدولة الفلسطينية في حدود العام 67 سواء من كان مؤيدا أو معارضا لخيار هذه الدولة.
الغريب أن من وافق على دولة فلسطينية في حدود 67 يقف اليوم ليحذر وينصح ويفسر ويشكك في التوجه للأمم المتحدة ، قالوا سابقا أن الرئيس أبو مازن لم يبق في يده إلا خيار واحد وهو خيار المفاوضات "وأنا شخصيا بالمناسبة من المعارضين لخيار لأوسلو" ولكن الواجب يحتم علينا في هذه الأيام التي يستعد فيها شعبنا وقيادته للذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة أن نكون موحدين أمام هذا العالم .
إن الرئيس وقف موقف المتحدي للإدارة الأمريكية والإسرائيلية وللتهديدات المتواصلة ، وسبق أن تحداهم عندما رفض أن يعود إلى المفاوضات إلا بوقف الاستيطان ، مع أن الرئيس على ثقة أن الاحتلال لن يوقف الاستيطان أبدا ، فلماذا لا نقف صفا واحدا كشعب فلسطيني وكفصائل فلسطينية مطالبين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية من الأمم المتحدة ، لا بد أن نكون موحدين وان ندعم موقف الرئيس المتحدي للأمريكان والإسرائيليين أو على الأقل أن نصمت ولا نزايد على هذا الاستحقاق .
إنني متأكد أن كثير من هؤلاء المزايدون على الساحة الفلسطينية ينتظرون ماذا سيحدث بعد استحقاق أيلول ، وعلى ضوء النتائج سوف يعملون على استغلال المواقف ، ليعبروا ليس عن رأيهم بل ينطلقوا من مصالحهم الشخصية إلا ما رحم ربي ، فان كان خيرا واعترف بالدولة الفلسطينية كانوا في موقف الصمت والخجل ، وأما إذا فشلت هذه الخطوة المصيرية في تاريخ شعبنا الفلسطيني أشهروا ألسنتهم وبدءوا جولاتهم المكوكية بين الفضائيات المختلفة وكأنهم كانوا ناصحين أمينين لشعبهم .
أن المطلوب منا جميعا اليوم هو وقفة صادقة مع توجه الشعب الفلسطيني ، ولا يوجد احد في الأرض "حتى الأمم المتحدة" يستطيع أن يفرض على شعبنا شيئا إلا ما إرادة هذا الشعب العظيم ، الذي قاد النضال على مدى ثلاثة وستون عاما ضد الاحتلال النازي ، لكنة وللأسف الشديد أصبح تائها لا يجد من يطمئنه على مستقبلة ، لا يجد من يشعره بالأمن والطمأنينة ، لا يجد احد يمنحه الأمل بمستقل جديد تشرق فيه شمس الحرية والعدالة والدولة الفلسطينية ، ولن يكون فينا أو منا أو بيننا من يتنازل عن الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها عودة اللاجئين وقضية القدس والأسرى والمعتقلين لان هذا الشعب العظيم سوف يلفظه ولن يرحمه .
"فيا من تزايدون على استحقاق أيلول كفى بالله عليكم ارحمونا"
المبعد فهمي كنعان
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/