مرضانا في الخارج ينامون في الشوارع يا وزارة الصحة
بقلـم
رمزي صادق شاهين
لقد كنا دائماً نحذر من استغلال معاناة أبناء شعبنا من قبل مجموعة المنتفعين في السلطة الوطنية ، ولقد كانت المتاجرة بمعاناة المرضى قضية قديمة حديثة ، وبها الكثير من اللغط والأخطاء ، حيث أن المواطن الغلبان يظل يعاني منذ دخوله للعلاج في المستشفيات الفلسطينية مروراً بحصوله على النموذج رقم ( 1 ) إلى قضية السفر إلى الخارج للحصول على العلاج اللازم ، حيث كانت التجربة قاسية مع المستشفيات والروتين الإداري والواسطة والمحسوبية والرشاوى التي تبدأ من بوابة المستشفى إلى كُل الأقسام التي يحتاج المريض زيارتها لتلقى العلاج .
لقد كانت دائماً المبررات جاهزة ، وكانت التبريرات أقبح من الذنب ، حيث يحاول المنتفعين ومن وراءهم المسئولين في وزارة الصحة قلب الحقائق ومحاولة فرض نظرية المؤامرة والتجني على الوزارة أو الدوائر ذات الإختصاص .
عاني المواطن الفلسطيني الكثير ، ولازال يعاني الأمرين ، حيث معاملة الأطباء المُعالجين ، ومحاولة تأخير المعاملات ، وأهمية وجود واسطة للحصول على التقارير الطبية اللازمة لاستخراج التحويلة ، كما أن المعاناة الأكبر تتمثل في عدم وجود مستشفيات يتم التحويل لها غير المستشفى الوحيد في مصر وهو معهد ناصر ، هذا المستشفى الذي يكتظ بالمرضى ، ولا توجد به آلية للتعامل مع المرضى الفلسطينيين ، ووجود إجراءات معقدة للعلاج في المستشفى بالإضافة إلى ما يتحمله المريض من عبئ مالي ومعاناة تتعلق بالوقت والحصول على العلاج السريع واللازم لانتهاء معاناة المريض .
الرسالة المدونة أدناه وصلتني من زميلنا الصحفي أيمن سلامة ، الذي سافر إلى مصر قبل أكثر من أسبوعين من أجل زرع كلية له ، وبرغم معاناته المستمرة وخطورة حالته ، إلا أن الإجراءات الإدارية والروتين وعدم وجود آلية تتعلق بإنهاء المعاملات بشكل سريع ستجعل من قضيته كباقي المرضى تتعرض للتعقيد .
المواطن الفلسطيني في الخارج يُعاني الأمرين ، من حيث عدم المتابعة من قبل لجنة خاصة ، وتجاهل السفارة الفلسطينية لمطالب بعض المحتاجين ، مع وجود بعض الحالات الصعبة التي تحتاج للمساعدة أو توفير بعض الاحتياجات وخاصة عملية الإيواء أو السكن كما يحدث مع إحدى المواطنات التي تفترش الأرض بمعهد ناصر كونها لم تجد المال لما يوفر لها السكن .
خير الكلام ما قل ودل ، فوزارة الصحة وكُل مواطن في هذا الوطن يعلم حقائق الأمور ، وكلنا نعلم التقاعس الإداري والعلاجي للفلسطيني في المستشفيات الخارجية ، والمعاملة السيئة التي يتعرضون لها ، وهذا بسبب عدة عوامل أهمها عدم وجود ظهر يحميه ، وكأنه ذاهب للتسول ، وثانيها أن المواطن وحياته لا قيمه لها لدى وزارة الصحة أو المستشفيات .
سأترككم مع رسالة زميلنا الصحفي أيمن سلامة ، عسى أن يقف المسئولين أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية ، برغم أننا فقدنا مليارات الدولارات التي كان من الممكن استغلالها في بناء المستشفيات الضخمة وتطوير القطاع الصحي واستقدام أفضل المهارات والخبرات الطبية من الخارج لمعالجة أبناء شعبنا مقابل عقود ستكلفنا أقل ما يتم صرفه للعلاج في الخارج .
نصر الرسالة التي وصلتنا عبر البريد الإلكتروني
أخي الحبيب رمزي شاهين
كيف حالك نتمنى أن تكون بخير وعظم الله أجركم بوفاة عمك وان لله وإنا إليه راجعون وأطمئنكم أنني في مصر ولا جديد بخصوص أوضاعي الصحية والمعاناة كبيرة بخصوص مرضى غزة ولا احد ينظر إليهم فالإجراءات الإدارية المعقدة من قبل إدارة معهد ناصر يدفع ثمنها المريض الغزى وتبدأ معاناته فور وصوله فلا تستقبله المستشفى فيضر المريض للبحث عن مأوى فيلقفه وحوش سماسرة الشقق فيدفع الحد الأدنى 500 دولار أجرة الشهر وتبدأ المواصلات والمأكل والمشرب وبعض الفحوصات الخاصة خارج المستشفى .
للعلم أبلغوني بعض أطباء المستشفى أنني سأمكث من 3 إلى 4 شهور حتى أنجز عملية زراعة الكلى وأنا صورة من مئات المرضى الذين يعانون من هذه الإجراءات .
اطمع بحملة جديدة تقودها أقلامكم الوفية بإيصال رسالتنا لجميع المسئولين في السلطة الوطنية الذين يدفعون ملايين الدولارات لصالح معهد ناصر من اجل علاج أبناء الشعب الفلسطيني ، وللعلم أن المعهد يستفيد بشكل كبير من السلطة لكن معاناة المرضى كبيرة .
ما آلمني جداً أنني وجدت إحدى بنات شعبنا المريضات تنام تحت شجرة في معهد ناصر منذ وصولها ، ولم تتمكن من إيجاد شقة لها وترفض المستشفى استقبالها حتى يتم إرسال التحويلة عبر الفاكس للعلاج الخارجي بغزة ويتم التأكد من صحتها وهكذا دواليك .
سأتواصل معكم وستوافيكم بأسماء المرضى الذين يعانون من إجراءات المستشفيات المصرية .
&&&&&&&&
صحفي وكاتب فلسطيني
Ramzi.s.shaheen@gmail.com
--
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/