أكبر أخطاء إسرائيل في التاريخ ترجمة/ توفيق أبو شومر
مقال الروائي عاموس عوز
هارتس 3/8/2011
على الرغم من أن إسرائيل كانت في بداية تأسيسها الأكثر عدلا ومساواة بين دول العالم، فلم تكن الثروة آنذاك صارخة، ولم يكن الفقر فاقعا، وكان العطف والشفقة باديا على الناس، ليس في الجانب المادي فقط، بل في الجانب المعنوي والعاطفي أيضا، أما اليوم فإسرائيل ليست دولة عدل ومساواة!
ففي إسرائيل الأولى كان الرجال والنساء يعملون بكد ليعيلوا أنفسهم وعائلاتهم ، وكان المهاجرون واللاجئون يتعلمون ويحصلون على الخدمات الصحية والاجتماعية ويجدون السكن، فكانت إسرائيل رائدة في مجال الخدمات الاجتماعية، غير أن كل ما سبق تبخّر خلال الثلاثين عاما الأخيرة، فشجعتْ الحكومة رؤوس الأموال، وفرضت قوانين الاقتصاد الجائرة، واستولت على كل شيء.
إن الاحتجاجات لم تعد اليوم مجرد احتجاج على ضائقة السكن، وإنما تنصبُّ على الفوارق بين المواطنين ومعاناة الشعب والتمييز في العمل، وتدمير البنية الاجتماعية، فالخيام تملأ إسرائيل ، فالأطباء والمرضى انضموا للمحتجين وكلهم يقولون:" كلنا إخوة"!!
إن أموال إسرائيل اليوم تُنفق في ثلاث مجالات:
- البلايين تنفق أولا على المستوطنات والتي يُعتبر بناؤها من أكبر أخطاء إسرائيل في التاريخ .
- والإنفاق الثاني على المدارس الدينية(اليشيفا) حيث يترعرع الجهلة الذين يزدرون الدولة، ويمقتون الألفية الثالثة ومنجزاتها.
- والإنفاق الثالث على أباطرة المال على حساب الطبقة الوسطى الفقيرة.
- وأخيرا دعونا ننسى أمر المستوطنات واليشيفا وأباطرة رؤوس الأموال، لنقول إن هذه الأموال تأتي من عرق ملايين العمال، ممن يحملون على عاتقهم مسؤولية البناء، بغض النظر عن الثروة الغازية في باطن الأرض، وغنى الموارد البشرية!
- إن المحتجين والمتظاهرين ليسوا من الأحزاب أو المنظمات المعارضة، ولكنهم الغيورون من الشباب من كل الأجيال.
- فأنا وأمثالي ممن اعتادوا على الاحتجاج على سياسة الحكومة منذ سنوات يعانقون المحتجين الشباب بحب وإعجاب !
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/