______________
هكذا يحترم الشعب الفلسطيني
الجزء الأول
بقلم : رشاد فياض
لقد ظهرت النوايا لدى حركة حماس بعد ساعات قليلة على تلبية العشب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية والشعبية ، ذكوراً وإناث لدعوة الشباب الفلسطيني الذين خلعوا ثياب التحزب وقرروا أن يوحدوا صفوفهم ، فيما أراد البعض أن يحيز هذه الدعوات والمظاهرات التي خرجت في 15/3/2011 م ، لإنهاء الانقسام لمصالحه الشخصية وللأجندة الخارجية التي مازالت تسيطر على بعض العقول الحزبية السوداء بالمال .
ففي الضفة الغربية وقطاع غزة خرجت جماهير وصفت بالمليونية جابت شوارع محافظات ومدن الوطن ، في مظاهرات تطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة اللحمة لشقي الوطن ولشعبها للبدء بمشروع تحرير الوطن يداً بيد وجنباً إلى جنب من الاحتلال الصهيوني .
منذ ساعات الصباح وصفت أجواء المظاهرات بالإيجابية حتى ظهر اليوم أو ماقبل بقليل حيث خرجت فئات عن القوانين المتفق عليها مع الفصائل الفلسطينية والمنسقين عن حملة الشعب يريد إنهاء الانقسام أو مجموعة 15 حزيران ، في ساحة الجندي المجهول بقطاع غزة ، وقام شباب تابعون لحركة حماس برفع الرايات الخضراء حاملين أبناء شرطة المقالة على أكتافهم وهاتفين ضد السلطة الفلسطينية في الضفة واتفاقية أوسلو في عملية تحريضية وتوجيه للمظاهرات في غزة ضد سلطة رام الله أو السلطة الفلسطينية .
أثبتوا شباب فلسطين مدى وعيهم وعدم انجرارهم إلى مناوشات قد تقضي على نجاح تحقيق أهدافهم ، فقاموا بتوجيه المظاهرات إلى الكتيبة بالقرب من جامعة الأزهر بغزة ، وبدءوا بإلقاء الهتافات مطالبين السلطة الفلسطينية برئاسة الأخ محمود عباس وإسماعيل هنية رئيس وزراء المقالة بحكومة حماس بغزة ، إلى الالتفاف على الشعب وتحقيق المصالحة الفلسطينية .
في هذه الأثناء خرج علينا هنية داعياً الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية لحركة فتح إلى اجتماع طارئ في قطاع غزة ، لفتح القضايا الخلافية بين حركة فتح وحماس ، في نفس الوقت تناولت وسائل الإعلام بأن أوامر صدرت من حماس لجيشها بالانسحاب من الشوارع ، فماذا حدث ؟
هاجم أبناء شرطة حماس بغزة الشباب المتظاهرين وألقوا عليهم القنابل الغازية والأعيرة المطاطية ، واستخدموا الهراوات الكهربائية ضد النساء ، وطاردوهم حتى ساحة الكتيبة وقاموا بإحراق الخيم المنصوبة ، وخرج الناطق الإعلامي باسم داخلية حماس إيهاب الغصيني وأعطى المتظاهرين مهلة حتى الساعة الخامسة مساءً من نفس اليوم لإخلاء الساحة وإلا سيتم إخلائها بالقوة ، فلماذا انقلبت حماس ؟
هنا يكمن التخطيط المشبوه ما إذا كان فلسطيني العقل أو بأنها أفكار مستوردة من الخارج عليها ختم أجندة غربية وقد تكون عربية تسعى لتكريس الانقسام ، فقد حاولت حماس بنشر أبنائها داخل الجموع المحتشدين بالجندي المجهول صباحاً ، مطلقين هتافات ضد أوسلو ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بالضفة في عملية توجيه من حملة لإنهاء الانقسام إلى حملة للإطاحة بالسلطة الفلسطينية بالضفة ودعوة أبناء حماس بالضفة إلى الثورة أو الانقلاب أو أي مسمى يختاره الطرف وإكمال زحفها من غزة إلى الضفة ، وهنا وجدنا مدى وعي وثقافة الشباب الفلسطيني في إدارة الأزمات وقراءة الواقع ، حيث فشلت تلك المخططات السوداء ، وأصبح الأمر خارج سيطرة حماس مما تطلب الأمر تدخل عاجل وإنهاء المظاهرات والحملة بالقوة قبل أن ينقلب السحر على الساحر .
ما بعد 15 حزيران ، فهو الأصعب على من حاولوا قمع المظاهرات والاعتداء عليها وخاصة على النساء سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة ، حيث سيحصل الشعب على حريته وأهدافه ويقمع المعتدي أمام الشعب لينفذ حكمه ، ولكن هل سيحكم الشعب على تلك القيادات ؟
الشعب والفرد الذي يتلقى الأوامر وينفذ دون تفكير بالمستقبل هوا الذي سيعاقب على جريمته ، حيث اعتدى على أخاه وأخته وأمه وأباه ، والقائد أو السياسي فلن يسمه مكروه لأنه يحمل الحصانة إلا إذا زادت حدة الأمور على الساحة و وراح ضحية القرارات المتسرعة والغير عقلانية العديد من الضحايا فإن الأمور ستنعكس على رؤوس القيادات السياسية والمسيطرة على زمام الأمور بالضفة والقطاع .
القوانين الدولية تكفل لأي مواطن في جميع العالم حرية تشكيل الأحزاب والبرلمانات والتجمعات السلمية ، كما أن المشاهد التي ستنتج بعد الجازر التي سترتكب ، ستكون ناتجة بدون أي محاسب أو رقيب ، ولن تجرى محكمة لمحاسبة من قتل هذا وذاك ، كما حدث بمصر وتونس وغيرها .
أما عن نقل الأحداث والحديث عن مادار في الضفة فأنا لا أستطيع نقلها ولا الحديث عنها لأنني لم أكن موجوداً هناك ولا أستطيع الاحتكام لحديث وسائل الإعلام لأنها جميعاً مسيسة إلا من رحم ربي ، ولكن ماتم نقله والتصريح به على لسان قادة الأحزاب هناك والفصائل والشباب بالشارع والمنسقين عن الحملة خير شاهد ، فقد صرح مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية بأن الأجواء كانت ايجابية ، كما وردت وكالة معاً الإخبارية المستقلة بعض التصريحات لبعض القيادات والأحزاب هناك عن مادار خلال اليوم بالضفة ، والبيان الذي أصدرته مجموعة 15 حزيران عن بعض الاشتباكات التي دارت هناك الفردية والتي لاعلاقه لها بحزب أو السلطة هناك ، وشكر بسام زكارنة رئيس نقابة الموظفين على الأجواء والمساعدة التي قدمها ومازالت قائمة لهؤلاء الشباب الذين مازالوا يتظاهرون برام الله ومدهم بالخيم والطعام والشراب لإكمال مابدءوا به من حملة لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام ، فإن هناك من هوا كفيل بنقل الصورة .
Rashad Fayyad
Journalist and writer
Palestine/Gaza
Mobile: 00972-599620236
Email:r-press@hotmail.com
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/