- اضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الطبيعي
يعتبر الجنرال في الاحتياط، يعقوف عميدرور، من اكثر الصقور في اليمين الاسرائيليّ، فهو يرفض المفاوضات مع الفلسطينيين ويعتبرها مضيعة للوقت، وذكرت صحيفة 'معاريف' الاسرائيلية ان القرار جاء في اعقاب حالة من التخبط في ديوان رئيس الوزراء حول من سيخلف عوزي اراد الذي استقال منذ 3 اسابيع.
واضافت الصحيفة انه من ضمن صلاحيات عميدرور رئاسة مجلس الامن القومي الذي يضم وزراء الدفاع والامن الداخلي والداخلية وكذلك رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش وجهاز الامن العام والامن الداخلي. وكان عميدرور 63 عاما المولود فى 15 مايو 1948، وهو يوم اعلان اقامة دولة اسرائيل، قد تولى عدة مناصب داخل الجيش اهمها رئيس شعبة التحقيقات بشعبة الاستخبارات بالجيش الاسرائيلي (امان)، والسكرتير العسكري لوزير الامن ايهود باراك.
ويعرف عن عميدرور عن توجه السياسي المتشدد تجاه العرب، حيث عارض ارييل شارون رئيس الوزراء الاسبق عندما قرر سحب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة وهدم المستوطنات اليهودية بالقطاع في عام 2005 واتهم شارون بالخيانة، وذلك في اعقاب تنفيذ الدولة العبرية في آب (اغسطس) من العام 2005 ما تُسمى بخطة فك الارتباط عن قطاع غزة.
علاوة على ذلك، دعا الى احتلال غزة مرة اخرى خلال الحرب الاخيرة التي شنها الجيش الاسرائيلي على القطاع في كانون الاول(ديسمبر) 2008، وهو الذي اقترح على باراك ضرب الفلسطينيين بالفسفور الابيض عندما كان سكرتيره العسكري. وفي عام 1983 انتقل الى قسم التحقيقات في الجيش الاسرائيلي وهو القسم المسؤول عن تقديم اخر تقرير عن وضع الجيش الاسرائيلي والجيوش الاخرى لصناع القرار في تل ابيب وتولى رئاسة القسم في الفترة بين 1992 الى 1996.
وتناولت صحيفة 'هآرتس' العبرية جملة تصريحات اطلقها عميدرور، الذي شغل في السابق منصب رئيس قسم الابحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، بينها اعتباره اليهود العلمانيين مجرد اغيار يتحدثون اللغة العبرية، او اعتباره قول قائد المنطقة الشمالية لجنوده بان يحاربوا بحذر تعليمات غير قانونية، ومعارضته الشديدة لاقامة دولة فلسطينية او حتى ابرام اي اتفاق مع الفلسطينيين لان اتفاقا كهذا لن يفيد اسرائيل ابدا في مقابل التهديدات التي تواجهها، على حد تعبيره. ونقل عن عدد من الاكاديميين والسياسيين الاسرائيليين قولهم في رسالة وجهوها امس الخميس الى رئيس الوزراء الاسرائيليّ ان عميدرور لا يختلف عن الراف دوف ليئور الذي اصدر فتوى تسمح بقتل العرب حتى الاطفال منهم، والذي رفض المثول للتحقيق بتهمة التحريض، ولم تفعل الشرطة الاسرائيليّة ضدّه شيئًا.
وكان قد نقل قبل نحو اسبوع، انّ عميدرور، وهو من اليمين الديني الصهيوني، كان قد صرح قبل سنة انه على جنود الجيش الاسرائيلي قتل كل من يحول بينهم وبين تنفيذ المهمة، وبحسبه فانه في جهاز عسكري عادي يجب اعدام الجندي الذي يرفض الهجوم عندما يطلب منه ذلك.
وكان عميدرور، الذي ينشر مقالات رأي في صحيفة 'يسرائيل هيوم' اليمينية، المقربة جدا من نتنياهو، قد نشر مؤخرا مقالا جلاء فيه: يبدو ان حماس ستستمر باطلاق الصواريخ، وقتل المواطنين والاحتفاظ بشاليط في مكان قصي ما. يجب ان نجهد في عدم انهاء عملية برية مع عدم وضوح من انتصر في ميدان المعركة وضوحا ساطعا. ففي كل حالة لا تكون فيها النتيجة واضحة سيكون المنتصر هو الاضعف اي حماس.
وتابع: يجب الامتناع من عملية نخرج بعد انتهائها من المنطقة المحتلة بالدم، لان حماس ستدخلها في غضون ساعات وتستعملها من جديد. فالصورة التي ستعرض ويتلقاها العالم والفلسطينيون هي صورة انسحاب اسرائيلي وانتصار لحماس، حتى لو لم تكن لذلك صلة بالواقع. لا يحل دخول حرب برية مع اعتقاد انها ستكون قصيرة واننا سنعود الى البيت مع انتهائها، لانها ستكون حربا ستبدو فشلا لمجرد حقيقة ان حماس ستعود مع انتهائها الى السيطرة على نفس المنطقة التي كانت منتشرة فيها قبل الحرب وتجدد اطلاق النار من هناك عندما تريد.
وزاد: علينا ان نمنع وضعا يكون من المتاح فيه مع انقضاء الحرب لحماس امكان ان تعود الى التسلح كما تشاء، كما فعلت بنجاح كبير بعد الانفصال البائس في 2005، ولا سيما في غضون التهدئة التي قويت في ظلها جدا، ينبغي ان نأخذ في الحساب انّ حماس بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي ستتعلم دروس الحرب الاخيرة وتبلغ الحرب المقبلة وهي اكثر استعدادا. اعلموا انه اسهل على حماس التعلم من الجيش الاسرائيلي.
لهذا ايضا اذا استخلصت العبر الصحيحة فان الفرق بين حماس والجيش الاسرائيلي سيقل بعقب ذلك. يتبين من كل ذلك انه يوجد للجيش الاسرائيلي امكانات سيئة فقط ولا توجد سبيل حسنة. فبسبب مسيرة اوسلو والانفصال من طرف واحد تقف دولة اسرائيل بلا خيار معقول. من بين عدد من الخيارات السيئة يجب عليها ان تختار الاقل سوءا. ارى احتلال غزة برغم نقاط الضعف التي عددتها افضل من نصف عمل يبدو اخفاقا، وافضل بيقين من اتفاقات غير موقعة تؤجل الحسم الى اسباب وظروف اصعب علينا.
ولكن على الرغم من كل ذلك، ومع اقتراب اعلانه عن خطته السياسية الجديدة عرض رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على كتلة اليمين المتطرف الاتحاد القومي الانضمام الى الائتلاف الحكومي. وجاء ان نتنياهو اجرى مؤخرا اتصالات ومحادثات مع رئيس الكتلة يعكوف كاتس بشأن انضمام الاخير الى الائتلاف اضافة الى عضوي الكنيست اوري ارئيل وارييه الداد.
وعلم، بحسب صحيفة 'هآرتس' العبريّة انّ الاتصالات لم تثمر بسبب رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب كاتس، والتي تتضمن الاعلان عن بناء استيطاني واسع النطاق في القدس المحتلة ومستوطنة (معاليه ادوميم). كما قالت المصادر عينها انّ نتانياهو لم يقترح ضم عضو الكنيست ميخائل بن اري، في حين عرض على كاتس منصب وزير في الحكومة، وتسليمه حقيبة الرفاه الوزارية او حقيبة الاستيطان في النقب والجليل. وكان نتنياهو قد سبق وان تعهد للاتحاد القومي بمنحه حقيبة الجليل والنقب، الا ان الاتحاد القومي لم ينضم الى الائتلاف مع تشكيل الحكومة في نهاية آذار (مارس) من العام 2009.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/