ثورة غزية قادمة عبر الفيس بوك لإسقاط ظلم الحموات..ومحللين ومثقفين وصفوها بالمنطقية
للوهلة الأولى يظن من يستمع لحديثهن أنهن يسخرن ولا يعلم أنهن جديات لدرجة قصوى في حديثهن.
سعاد وأم أشرف وحنان وثلة من بقية الجارات متزوجات لا تتميز إحداهن عن الأخرى إلا بدرجة التعليم الحاصلة عليها تجمعن في ليلة قمرية يتسامرن لكن ليست كعادتهن يغلب المزاح على حديثهن بل كان حديثهن في هذه المرة عنوانا متكاملا للجدية.
الثلاثينية سعاد والمتزوجة من ثلاث سنوات كانت قائدة الحديث الذي يمكن أن يقال عنه ثوري كانت بحدة تتحدث عن ثورات الفيس بوك وتسبقها إشارة يدها وإيحاءات وجهها كتأكيد على حروف كلماتها لتخرج بفكرة أيدتها بها معظم جاراتها المتجمعات حولها وهى تنظيم ثورة عبر الفيس بوك لإسقاط ظلم وتعنت حمواتهن إزاءهن.
ليتسمع لحديثهن فجأة زوجها أبو احمد والذي ظن أنها ساخرة وتلقى المزاح كعادتها أمام جارتها ليقول هذا ما تبقى لنا ثورة ضد الحموات ولكن المدهش أن الفيس بوك يتمادى بإسقاط كل شيء وهو باقي متربعا على عرش السيادة...
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما دواعي تفكير سعاد وجاراتها بالفيس بوك كوسيلة لأخذ حقوقهن ؟؟وهل سينجحن في ذلك وهل أصبحت ثورات الفيس بوك موضة من موضات العصر وتدير الحياة بأكملها ؟؟ وماذا لو تم إغلاق الفيس بوك ما هو السبيل عندئذ لحلول المشاكل أم سيبقى الحال على ما هو عليه
مراسلة النهار الإخبارية نسرين موسى جلست بين سعاد وجاراتها لتعكس الصورة كاملة ولتوضح مدى الجدية في أحاديثهن لتجيب على التساؤل من خلالهن.
هو الحل...
لتستأنف الحديث سعاد وتقول: طفح كيلي كل يوم بحياتي مناوشات وصراعات على أقل شي أفعله وأصبحت لا استطيع التمييز هل أنا متزوجة زوجي أم حماتي أخذت مكانه.
وتضيف بإستنكار: لم يعد لي اى وسائل فأنا استنفذت كل وسائلي لكن دون فائدة ((اهلى وذهبت إليهم لكن دون جدوى ..مختار العيلة طرقت بابه وكذلك زوجي لم يستطع فعل شيء لذلك وجدت الحل بالفيس بوك متسائلة: لقد أسقط أنظمة عربية بأكملها هل سيعجز عن إيقاف ظلم حماتي لا أظن!!!
شعارا سلميا..
لتقطع حديثها أم أشرف والتي قالت: لن نخسر شيئا لو خضنا هذه التجربة ونحن لن نسيء لحمواتنا بل سنحمل شعار سلميا لا لظم الحموات فما عادت حياتنا تطاق.
وبكل عنفوان تقول حنان : ياه لو نجحنا عندها سأتمكن من إكمال دراستى الجامعية دون لاءات حماتي التي تكاد تخنقني كل يوم.
وتسرد حنان قصتها وتقول: حماتي أول من تعهدت عند خطبتي بأن تجعلني استكمل دراستي لكن تفاجات بعد أشهر من زواجي وحين هممت بالذهاب لجامعتي بلاءات عريضة توصد باب حلمي.
وتتابع: من حينها وأنا اجلس بالبيت لطلباتها وطلبات بناتها الجامعيات وكأنني جارية لذلك لن أتردد الآن وسأشارك سعاد بحملتها وسنفلح لأننا ذقنا المرارة.
لكل حادث حديث
هذه كانت آراءهن وعلى الصعيد الآخر تقف الحموات لكن مارأيهن بذلك وما هو السبيل بالرد على تلك الحملات من قبلهن؟؟
الستينية سعدية خليل قالت بلغتها العجائزية والتي تعطى حديثها الطابع الهزلي قالت: الصلى عالدهوة عشنا وشفنا وياما لسة نشوف ومع أنى ما بعرف شو الفيس بوك لكن ال فهمتو حيعملن مظاهرة لتختم حديثها بلغة الواثقة : خليهن يعملن مظاهرتهن وساعتها لكل حادث حديث!!
أمر مريب..
لكن أبو خليل بدوره قال: لا أستغرب من حديث النساء هذا ونحن وبغزة خاصة نعيش الكبت ونتصور أبسط الأشياء هي طوق النجاة لنا.
ويضيف: لن اخذ حديثهن بسخرية بل يجب الوقوف عنده وتحليله بكافة حذافيره فاليوم قد نسمع عن ثورة ضد الحموات لكن قد نشهد غدا ثورة ضد الأزواج فهذا أمر مريب ويجب عدم التغاضي عنه.
منطقية...
ووقوفا على حديث المواطن أبو خليل قال المحلل السياسي والناشط في العمل من أجل إحلال الديمقراطية وحقوق الإنسان من الأردن جهاد الرنتيسى : مع الفيسبوك مفهوم العائلة بدأ يتغير ولم تعد العائلة هي العائلة الممتدة او العائلة محدودة الأفراد كما درجت العادة على وصفها لدى دارسي علم الاجتماع وأصبحت العائلة اكبر بكثيربفضل ثورة المعلومات.
وأضاف الرنتيسى : أننا نتعامل عبر الفيس بوك مع فئات مختلفة دينيا وسياسيا وفكريا وهوية العلاقة بدأت تتغير.
وعن رأيه بثورة النساء المزمع القيام بها من قبلهن ضد الحموات قال: هذه الثورة كبقية الثورات رغم بساطتها وتعبر عن اتساع أفق ما ورفضا للهمينة و من حق النساء التمرد على أي محاولة للانتقاص من إنسانيتهن.
وفى معرض رده على سؤال لمراسلتنا هل أصبح الفيس بوك عاملا مديرا لحياتنا اردف الرنتيسى: انه أصبح مؤثرا وليس مديرا وهو عامل تفاعل وتأثير في الحياة الاجتماعية ،و نافذة نتعرف من خلالها على انماط حياة مختلفة ، ووسيلة للتعبير ونشر وجهة النظر
من جهته وتعبيرا عن اراء ثلة من المثقفين وصف الكاتب مصطفى أبو السعود بحديث مقتضب هذه الثورة بالمنطقية.
جدير بالذكر أن عدوى ثورات الفيس بوك انتقلت بعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية والتى كانت من قبل الشباب عبر الفيس بوك وأصبحت تنتقل من دولة إلى أخرى لكن السؤال الذى يطرح نفسه هل سننتظر ثورات أخرى لو تحقق النجاح لتلك الثورة النسائية المنوي القيام بها؟؟؟
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/