نصائح دودة القز
دودة القز هي في الأصل حشرة مفيدة ومنتجة ومباركة، عرفتها بلادنا منذ ألوف السنين ودجّنها أجدادنا وأخرجوا منها الحرير الذي كان أرقى قماش لملابسهم المتنوعة، تماما ً كما هي النحلة التي قد يكون عسلها معروفا ً قبل إنتاج دودة القز. وقد ظهر هذا الحرير في بعض نصوص الملاحم الكنعانية والبابلية، مما يدل على أنه معروف في بلادنا منذ ما قبل مرحلة تدوين الملاحم.
ومنذ بدايات القرن الماضي، بدأت تظهر نتائج استنساخ فكرنا وثقافتنا بالمفاهيم الأجنبية الفجة، نتيجة الامتيازات التي أعطيت للقوى الدولية في بلادنا من قبل الحكم العثماني الذي ساهم بفعالية في تدمير ثقافتنا وإنتاجنا وأصالتنا. فبدأ تراجع إنتاجنا التقليدي التاريخي وضموره. وما هي إلا سنوات قليلة بعد حصول ما سمي بالاستقلالات الناتجة عن تقسيمات سايكس - بيكو حتى غاب إنتاج الحرير الطبيعي في بلادنا ، مع غيره، بغياب تربية دودة القز والاعتناء بها.
وكل ما نراه بعد ذلك من آثار للقز ودودة القز من ذكريات وأسماء وغيرها هو حاصل المستنسخات اللا طبيعية. ومن آخر مظاهرها المسمى بسجعان القزي ، نائب المدعو الشيخ أمين بن الشيخ بيار في رئاسة حزب الكتائب اللبنانية المؤسس عام 1936. وهذا الحزب هو من بواكير المستنسخات الكاملة للاختراقات الفكرية الثقافية والسياسية المرسخة في متاهات مختبرات سايكس – بيكو.
يتنطح هذا القزي المستنسخ عن رئيسه، ووالد رئيسه، وشقيق رئيسه، في عز ثورة مصر الحالية، ليتوجه إلى الأقباط في مصر محرضا ً على الفتنة المذهبية في الشعب المصري، داعيا ً الأقباط إلى عدم الانخداع بما يظهره لهم مشايخ الدين من محبة وتضامن في الموقف، وينصحهم باعتماد الحل الذي لجأ إليه الأكراد في الحكم الذاتي وإقامة دولة لهم في العراق.
إننا نضع هذا الكلام ليس فقط برسم الأقباط الذين حسموا موقفهم كمواطنين مصريين يشاركهم في ذلك كهنتهم وعلى رأسهم قداسة البابا شنودا ضد سموم اليهود وادعاءاتهم وخرافات توراتهم المزورة. ولكننا نضع هذا الكلام المستنسخ عن عبرية ركيكة برسم أهل السياسات والأعلام والثقافة في لبنان، ونخص منهم أولئك الذين بحت أصواتهم في السنوات الأخيرة وهم يدعون إلى المشاركة مع معلم القزي وغيره من المستنسخين عن الاحتلال اليهودي ومطامع القوى الدولية المجتمعة تحت قيادة امبريالية متهوّدة.
إن نصائح دودة القز المستنسخة هذه تعبر عن قواعد للتفكير تطبق عند أصحابها على لبنان وعلى محيطه الطبيعي، قبل أن تطبق على مصر، منذ أن كان بطرس الجميل مؤسس الكتائب يدعو إلى دولة مسيحية في لبنان، على غرار الدولة اليهودية "المنوي" إقامتها في فلسطين. مع تذكيرنا بشدة بما كان يغزله الشيخ أمين وغيره من المستنسخات ، من كل لون ورائحة، مع المخابرات المصرية في السنوات الأخيرة، مع دعوتنا الصارخة إلى استشراف ما يحضر له حاليا ً أصحاب هذه الأمراض الخطيرة.
إن قواعد التفكير هذه لا تزال هي المحرك الأقوى عند أدوات التقسيم في لبنان والمنطقة. وإن الجينات الهجينة لهذه المستنسخات لا تعالج بالمسكنات والمخدرات، لا بل يجب استئصالها كليا ً بتفكيك العصابات ومحاكمة رؤسائها، وبنظام جديد يرسي التربية والثقافة والسياسة والاقتصاد على قاعدة إسقاط مفاعيل سايكس – بيكو وعودة هذه المنطقة إلى محور حياتها الطبيعي.
14- 2- 2011
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/