حسن المدهون ... جنرال الفتح ورجل المهمات الصعبة

حسن المدهون ... جنرال الفتح ورجل المهمات الصعبة  

 

لأنهم الشهداء الأكرم منا جميعاً... ولأن واجبنا دائماً يحتم علينا أن نستذكر بطولاتهم ... وأن نستمر على خطاهم لأن دمائهم الطاهرة هي التي أضاءت لنا طريق العزة ... وضرباتهم هي التي أوجعت العدو... وإن كان لا يروق للكثيرين أن يقرءوا هذه السطور التي تتحدث عن نقطة في بحر رجال الفتح ... الذين يتقنون صناعة المجد ... ففي مثل هذا اليوم 1/11/2005م وكان يوافق هذا التاريخ الثامن والعشرون من شهر رمضان المبارك في ذلك العام ضربت هزة أرضية زلزلت قلوبنا ... ورحل إلى الفردوس الأعلى إن شاء الله رجل من أعز الرجال على قلوبنا ... حين أطلقت طائرات العدو حمم حقدها على رجل لم يعرف الهزائم ... وكيف له أن يعرفها وهو من ترعرع في مدارس الفتح ...؟ وكيف يعرفها وهو رفيق درب وحامل لواء القائد جهاد العمارين ' أبو رمزي ' قائد ومؤسس كتائب شهداء الأقصى وهي الأنبل ظاهرة في هذا العصر ... إن شهيدنا القائد حسن عطية المدهون إبن مخيم الثورة مخيم جباليا حيث ترعرع ذلك الأسد في أسرة فلسطينية هاجرت من مدينة المجدل أثر النكبة التي حلت على شعبنا ... وهذه العائلة حالها كمثل حال معظم عائلات المجتمع الفلسطيني التي تنشئ أبنائها على حب الوطن وتزرع فيهم عشق فلسطين ... لكن شهيدنا كان يختلف قليلاً عن أبناء جيله ... فقد كان سباقاً دائماً ومبادراً في كل مجالات الحياة ... فعند إنطلاقة الإنتفاضة المجيدة الأولى كان من أشد الأشبال قوة في مواجهة جنود الإحتلال وعندما كان الكثيرون يتسلحون بالحجارة كان شهيدنا يشتهر بالزجاجات الحارقة التي كانت تربك جنود العدو وضباطه ... وتابع بطلنا واجبه في التصدي للإحتلال ولكن على طريقته الخاصة وهي العمل العسكري ... حيث أصيب عدة مرات في مواجهاته مع الإحتلال وإعتقل ومنذ نعومة أظافره أكثر من مرة بأقسام الأشبال في معتقل أنصار 2 وأنصار 3 وبعد قدوم سلطتنا الوطنية إلتحق شهيدنا بجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني وكان ضابط من أشد الضباط محافظاً على سلامة الوطن والمواطن ... وعند إندلاع إنتفاضة الأقصى عمل شهيدنا وبكل ما أوتي من قوة ضد قوات الإحتلال وكان لا يدخر جهداً في ضرب مصالح العدو وبمزيد من الصمت وبعيداً عن الأضواء كان يواصل الليل بالنهار مع رفاق دربه وعلى رأسهم القائد العمارين من أجل تطوير العمل الفدائي ... والإنتقام لجرائم العدو ضد أهلنا في كافة ربوع أرضنا وكانت عملياتهم نوعية وتوجع الكيان الغاصب ... ومع توسيع عمليات الإغتيالات وبعد إستشهاد القائد العمارين قرر القائد أبوعلي أن يكون الرد من نوع أخر لم تعهده حكومة تل أبيب فأرسل شهيدنا الفارس نبيل مسعود ليدك أمنع الحصون الصهيونية في ميناء إسدود ... وكانت الفاجعة لحكومة شارون بذلك الوقت حيث أن فرسان الفتح سلكوا طريقاً لم يسلكه أحد من قبلهم ... كيف لا ونحن طليعة الأمة العربية في معركة التحرير المصيرية ... ولكن فارسنا أبوعلي إستمر في تلقين العدو الغاشم أروع الدروس في معنى إختراق السدود المنيعة والدوائر الأمنية الضيقة جداً فكان زلزلة الحصون التي كان فيها جنود الإحتلال يفرون أمام فتية صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولقي الله الشهيد مهند المنسي هو ورفاقه ... وإستمر القائد أبوعلي بضرب العدو ضربة تلو الأخرى حتى أصبح كابوساً يقلق نوم أرائيل شارون وحكومته الغاصبة ... هذه هي الفتح ... وها هم فرسانها يتسابقون على مذبح الحرية والإنتصارات ... فقدمت الشهيد تلو الشهيد وكلنا شهداء مع وقف التنفيذ ... ويستمر العمل الفدائي وتستمر وحدات الإستشهادي نبيل مسعود تدك مهاجع العدو حتى بعد رحيل شهيدنا أبوعلي ... ويأبى رفاقه إلا الإستمرار على نفس النهج ... وبعد ذلك بأشهر قليلة ترصد طائرات العدو الشهيد القائد إياد النجار والشهيد البطل إياد قداس والشهيد البطل خضر ريان وهم قائد وأعضاء مجلس شورى وحدات نبيل مسعود فإلى جنان الرحمن يا كل شهداء الفتح ... ونرجو من الله العلي القدير أن يجمعنا معهم في الفردوس الأعلى إن شاء الله ...