الحقيقة الكاملة:المرحلة القادمة.. الديمقراطية الاسلامية والاسلام السياسي
اوسلو-الكوفية برس--ما هي حقيقة الأحداث وتحولاتها في مصر التي فاجأت خصوم النظام واصدقائه.. وما هي الاسرار الكامنة وراء الموقف الامريكي الذي تثار حوله العديد من التساؤلات، وما هو دور حركة الاخوان المسلمين في هذه الاحداث، وما هو سر التحول الجديد في برامجها ، ثم، هل ستنتقل الشرارة المصرية سريعا الى باقي الساحات العربية، وفي غالبيتها صديقة لواشنطن، التي على ما يبدو أمسكت بهذه الشرارة لاستخدامها في اشعال الحرائق وفق تخطيطات مسبقة بوسائل وقنوات كشفتها ثورة الشعب المصري..!؟
تجربة الاشتعال بدأت في تونس.. الساحة الأضعف، ومن ثم تم حملها الى الساحة الاهم والأكبر في المنطقة مصر، وشكل الاحباط والفقر وغياب القيادات عن تحولات العصر ومشاكل وهموم الشعوب، وفي مقدمتها الهم الاقتصادي والمعيشي في توسيع رقعة الحريق. وبدأ المشهد بين طرفين النظام المصري والادارة الامريكية.. وما بينهما أدوات سارعت الى الاصطفاف وفتح القنوات لعلها تقطف بعض الثمار.. في حين بدأ رجالات النظام الذين حاصروا رئيسه بالتخبط في الرد والموقف.
ما يجري في مصر هو حدث كبير جدا، لذلك يجب دراسته بتمعن وعمق وموضوعية ، إدراك الاسباب ومعرفة العوامل واستخلاص الأهداف. ووضع اليد على ما قد يترتب من نتائج ستكون لها امتداداتها وتأثيراتها محدثة تحولات هائلة، هي في الحقيقة الصورة كاملة العناصر لشرق اوسط جديد، وترتيبات جديدة بوسائل حديثة لوطن عربي يقف الان امام عصر جديد.. لكنه مجهول من حيث التوجهات، وهذا ما ستحكم عليها وتقرره المغامرة والمقامرة التي تبنتها الولايات المتحدة المصرة على المضي فيها.
هذا ما تحاول (المنــار) الوصول الى اجابات لكل التساؤلات المطروحة بعيدا عن الاثارة والتعصب ، بحيادية كاملة، وصولا الى الحقائق التي نتوخاها جميعا.
مصر... أوضاع معيشية صعبة
مصر، كغيرها من غالبية الدول العربية تعيش اوضاعا اقتصادية صعبة، وانشغال كبير من جانب النظام القائم بمشاكل خارجية أفرز مواقف لم يرتضيها الشعب المصري، مع انسياق بلا نقاش او تفكير وراء البرامج الامريكية التي تبقي على ازمات المنطقة، بل تخلق ازمات جديدة، كالتعاطي مع الموقف الايراني، والتفاوت في العلاقات بين القاهرة والفئات والحركات المتصارعة داخل الساحات العربية ، وهذا قاد الى احباط متنام في الشارع المصري، الذي لمس بوضوح نمو شريحة حول النظام وملتصقة به، في وقت ازدادت فيه نسبة البطالة ، خاصة بين الخريجين الذين لجأوا الى وسائل الاتصال الحديثة لنفث همومهم ، متحاشين عواقب نظام الطوارىء المعمول به في مصر منذ سنوات طويلة.
وجاءت الانتخابات التشريعية الاخيرة لتزيد من الاحباط في الشارع المصري، هذه الانتخابات التي أغلقت الابواب في وجوه كافة الشرائح السياسية والمعارضة منها تحديدا، فسقط النظام ومستشاروه، وغالبيتهم من المنتفعين، في هوة سحيقة، حيث كان من الضروري أن يضم البرلمان معارضة تبدد الشكوك وتبرىء النظام من التزوير والغش، وبقيت وسائل الاعلام الرسمية منجرفة وراء النظام ومستشاريه.
هنا، دخلت جهات وعناصر عديدة على المشهد في مصر .. فئة الشباب اعلنت تمودها، وتخندقت في ميدان التحرير ـ الخديوي اسماعيل سابقا ـ ورفعت مطالبها، والميدان يتسع الكثر، فزجت المعارضة بنفسها، وكل جناح منها احتل زاوية من زوايا الميدان.. ولم تقتصر عملية الانضمام الى صفوف المحتجين على هذه الاطياف، بل، استقبل ميدان التحرير افواجا من عناصر متدربة في مراكز غربية على وسائل الاحتجاج السلمي، ونجحوا في السيطرة على المشهد، وتوجيهه وتسييره، وبقي الاخوان المسلمون الحزب المعارض المنظم في مصر في الايام الاولى للاحتجاجات في الحديقة الخلفية ، غير ان قنوات اتصال في واشنطن دفعت بهذه الجماعة الى التنسيق مع الشرائح الاخرى، بعد ان اطمأنت الى اضطلاعها بدور مستقبلي يرضى عنه الامريكيون الذين حملوا معهم جملة من الاهداف لتحقيقها وتمريرها داخل مصر وخارجها، وابقاء التطورات والنتائج تحت السيطرة، ولادارة اوباما أهدافها القريبة والبعيدة، اكدتها تصريحات قادة واشنطن وما شابها من عبارات ضغوط، وتراجعات في بعض الاحيان، سببها الخشية من ضياع أهدافها اذا ما طال أمد الاحتجاجات وتطورت، وكذلك هناك التقليد العسكري في مصر، أو ما يمكن تسميته بثقافة الجيش الذي رفض الطلب الامريكي بتنحية رئيسه حسني مبارك على الفور، وهذا ما يفسر تراجع وتضارب تصريحات كبار القيادات في الولايات المتحدة، وأيضا، قد يبقي على الاحتجاجات مشتعلة، الى أن تتم صياغة سيناريو جديد يرضي الجيش والشارع، ويحفظ الرهان الامريكي ومغامرة ومقامرة باراك اوباما من السقوط والفشل، وهذا يقودنا الى تناول ابعاد الاحداث في مصر، وكشف حقيقتها، وحقيقة الدور الامريكي وتأثيراتها على الساحات العربية التي تعيش قلقا كبيرا، خاصة وأن هناك تحريضا غير متوقف ضدها من جانب الولايات المتحدة وصل حد التهديد، واشعال ما يسميه البعض بالحرائق ، أو الفوضى الخلاقة الشعار الذي رفعته كوندوليزا رايس.
الديمقراطية الاسلامية أو الاسلام السياسي
يتضح من تسارع الاحداث في مصر ومواقف الجهات ذات التأثير ، والتلاقي فيما بينها على خط سير هذه الاحداث، أن الديمقراطية الاسلامية والاسلام السياسي هو عنوان المرحلة القادمة، فالولايات المتحدة ودول الغرب بدأت تؤمن بالقدرة على تطويع الاسلام السياسي ووضعه في قوالب ديمقراطية تسمح بتحويله الى القوة المسيطرة في مختلف الدول العربية التي تؤمن الولايات المتحدة بان ادوار زعمائها وحكامها قد انتهت.
لقد احتضن الغرب منذ سنوات طويلة عناصر اسلامية من جنسيات مختلفة جميعها شعرت بالدفء في الاحضان الغربية، وبعض هذه العناصر تجاوزت المسافات الطويلة وتمكنت من المحافظة على قاعدة لها داخل بلدانها.
ان كل تقديرات مراكز البحث وقياس الرأي وحتى الاجهزة الاستخبارية ومنذ عشرات السنين تحدثت عن امكانية استغلال تلك العناصر في مراحل مستقبلية ، وحتى بعد أحداث 'البرجين' في الولايات المتحدة والهزة التي أحدثتها في ساحات الغرب المختلفة وتشديد اجراءات مكافحة الارهاب، وملاحقة العناصر الاسلامية في الدول الغربية، تمسكت الجهات الاستخبارية والبحثية بآرائها المتمثلة بضرورة الابقاء على قنوات مفتوحة مع الاسلام السياسي المعتدل الذي يمكن وضعه في المستقبل في قوالب 'الديمقراطية الاسلامية'، وهذا يحدث في الفترة الراهنة التي هي عبارة عن مرحلة يمكن وصفها بالصاروخ متعدد المراحل، والتي تبدأ بمرحلة الاحباط وتنتهي بمرحلة الثورة الشعبية وتغيير النظام.
الاخوان المسلمون يرغبون في البقاء في الحديقة الخلفية سواء في مصر أو أي بلد آخر يشهد حالة من عدم الاستقرار، فهذه الحركة التي لها امتداد في مختلف البلدان العربية ، تدرك جيدا ابقاء اصحاب 'البزات' المدنية في المقدمة، وعدم ظهور أصحاب اللحى على الشاشات الاعلامية، وضرورة تجاوز المرحلة الانتقالية بسلام وعدم اثارة مخاوف الشارع والاقليات المسيحية الذي قد يشكل استفزازها عاملا ضاغطا على الغرب لعرقلة استمرار 'السخونة' في القنوات الحوارية بينهم 'الاخوان' وبين الغرب.
وحتى موعد الانتخابات في مصر سوف تواصل الحركات الاسلامية الرغبة في السيطرة على النظام والحكم بتنظيم صفوفها المنظمة أصلا، حتى تحقق الانتصارات الواضحة في أية انتخابات مقبلة، وبهذا الشكل السيطرة على مجالس تشريعية يمكن بواسطتها التحكم في أية سلطة تنفيذية واسقاط أية حكومة لا تلتزم بخط العمل الذي يؤمن به اصحاب هذا التيار الاسلامي.
الأخوان المسلمون.. ضمان الاستقرار في الساحات العربية
الاخوان المسلمون سيكون لهم الدور الابرز والأهم لضمان الاستقرار في الساحات العربية ، فهم الطرف القادر على حشد وحصد الاصوات في اية انتخابات مقبلة، والغرب والولايات المتحدة تحديدا لن يتردد في التعامل معهم، والاسلام السياسي عنصر اساسي في تعريف اوباما للديمقراطية في الساحة العربية، وعنصر اساسي في خارطة الشرق الاوسط الجديد الذي بدأت ملامحه ترسم.
وتعريف أوباما للديمقراطية يختلف عن تعريف جورج بوش، فهو يعتقد بأن الديمقراطية الجديدة في الشرق الاوسط يجب أن تكون ديمقراطية تؤمن بأهمية خدمة المصالح الامريكية وعدم التعرض لها أو المس بها.
مخاطرة تاريخية امريكية بين تيارين
ان ما يؤرق الرئيس الامريكي باراك اوباما ان هناك تحولا في السياسة الامريكية بعد انتخابات الكونجرس النصفية، التي انهت عهد قديم في سياسة اوباما الخارجية ، وبدأت مرحلة جديدة بعناصر مخططة مختلفة.
داخل الادارة الامريكية هناك تيارات استطاعت التغلب على تيارات منافسة داخل الادارة نفسها، وفرض رؤيتها حول أسلوب التعامل الامريكي مع الاوضاع في الشرق الاوسط، وضرورة وأهمية رسم خارطة جديدة للمصالح، وتغيير اللاعبين الاساسيين في المنطقة لتسهيل مهمة تمرير ما تؤمن به الوجوه الجديدة المحيطة بأوباما منذ الانتخابات النصفية، ويرى مستشارو أوباما الجدد أن الاسلوب الجديد الذي تتبعه ادارته ازاء الأحداث في مصر يمكن أن يشكل عنوانا لمرحلة قادمة في الشرق الاوسط تعود بالكثير من المنافع والفوائد على أوباما.
وفي الحقيقة هناك مخاطرة كبيرة تقوم بها أمريكا، وهذا ما تحذر منه أصوات داخل الادارة الامريكية نفسها، لكن هذه الاصوات غير مسموعة في دوائر صنع القرار الضيقة في أمريكا وتحديدا في البيت الابيض، غير أنهم يعتقدون بأن مخاطرة اوباما، وهذا هو 'الموديل الجديد' غير المسبوق لنشر الديمقرطية في الشرق الاوسط قد يعود بكوارث ونتائج عكسية تزعزع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
وأصحاب هذا الرأي غالبتيهم من الدبلوماسيين الامريكيين الذين خدموا في دول الشرق الاوسط، وعلى عكس هؤلاء يرى من هم حول اوباما بأنه لا يوجد شيء قد تخسره أمريكا، وأن أي حاكم قادم في المنطقة بحاجة الى صداقة الولايات المتحدة.
نتائج هذه التجارب التي تقوم بها أمريكا ونتيجة هذا الرهان سوف تتضح قبل نهاية هذا العام، وفي حال سارت الديمقراطية على المسار الذي رسمته واشنطن، فان اوباما سيكون قادرا على التفاخر بتحقيق المكاسب، وعندها يمكن أن يتحدث عن التغيير الذي شكل شعاره في الانتخابات الرئاسية، ومزجه مع نشر الديمقراطية بالطرق السلمية ومن خلال الشعوب وركوب موجات احتجاجاتها السلمية، وكان قد ردد ذلك في خطابات سابقة له في اسطنبول والقاهرة، وقد يتمكن من تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة.
أمريكا .. تسويق تجربة تونس والقاهرة
مستشارو البيت الابيض يرون أن هناك ضرورة بأن تمر جميع الدول العربية بالتجربة التي مرت بها تونس وتمر بها مصر اليوم، حتى لو كانت النتيجة تغيير شكل النظام وأن لا تتوقف الديمقراطية عند أبواب القصور الملكية، وأن هناك ضرورة بأن تخوض الدول العربية التجربة انطلاقا من القاعدة الشعبية، رغم وجود قنوات حوار بين الحركات الاسلامية والدواوين الملكية.
هؤلاء المستشارون يقولون أن كل دولة في المنطقة تمتلك بذور هذه الثورات الشعبية الذي ساهم تخلف واهمال القيادات الحاكمة في نموها واتساعها وتضخمها وتجذرها لتصبح العامل الأهم في انجاح أي ثورة وأي زعزعة للاستقرار، فهناك معادلات عالية للبطالة، واتساع الفجوات بين الطبقات، واستمرار الغلاء وارتفاعه، وعدم وجود خطط اقتصادية ملائمة لمواجهة هذه المخاطر والاعتماد الكلي على الغرب والمساعدات المالية والقروض وحالات الاحباط وعدم القدرة على توفير فرص للشباب.
ويعتقد اوباما ان القرن الحادي والعشرين يجب أن يشهد اعادة رسم خارطة الوطن العربي بشكل عام والدول ذات التأثير بشكل خاص وافساح المجال لتيارات سياسية مؤثرة في هذه الساحات لم تأخذ فرصتها، كالحركات الاسلامية القادرة على ضبط الامور كما تقول دوائر امريكية.
مصر المحطة الاولى
رأت أمريكا أن تكون مصر هي المحطة الاولى الحقيقية في نشر الديمقراطية، وأما تونس فلم تكن الا تجربة عابرة فيها الكثير من التردد وعدم الوضوح، الا أن هذا النموذج حقق نجاحا كبيرا في تونس، والآن اصبح يحقق نجاحات متتالية في مصر.
وتعتقد واشنطن ان الوضع في سوريا مختلف، فلا يمكن قياس مدى قدرة 'النواة الاجتماعية' والمشاكل الاجتماعية في أن تشكل عاملا ضاغطا تحرض على اندلاع ثورة شعبية.
ومثل هذه الثورات الشعبية التي تشهدها ساحات عربية ما كانت لتنجح وتحقق هذه الانجازات الكبيرة وتسقط الانظمة لو جرت قبل عشرين عاما، ففي الفترة الاخيرة ، ومنذ عشر سنوات لم تنضج الدول العربية للحاق بالانفتاح والتطور في مختلف المجالات ووضع الخطط والاصلاحية وتوفير الاجابات المناسبة للكثير من التساؤلات المطروحة من جانب شريحة كبيرة في المجتمع متمثلة في الشباب، لهذا السبب فان الاحباط وعدم وجود المتابعة المطلوبة والخطط المعقولة هي قاعدة هذا التغيير.
اسرائيل بين القلق والتطمين
في اسرائيل حالة من الانقسام ازاء التطورات التي تشهدها الساحات العربية، هذا الانقسام بين صفوف كبار القيادات العسكرية والاستخبارية ويتمحور حول الفائدة والمصلحة الاسرائيلية من المغامرة الامريكية والرهان الامريكي الذي بدأت واشنطن في لعبه في الشرق الاوسط.
بعض القيادات العسكرية تصف اوباما ومن حوله بالمغامرين الذين يتصرفون بشكل غير عقلاني، ومتسرع ويحاولون تحقيق انجازات من خلال افتعال الازمات ومحاولة اللحاق بموجات الغضب على الرغم من أن مثل هذا النوع من المغامرة يمكن أن يعود بالكارثة على امريكا نفسها واقرب حليف لها في المنطقة وهو اسرائيل.
الا أن أصحاب التيار الثاني في اسرائيل يقولون بان على اسرائيل أن لا تخشى من موقف امريكي معاد يكون عنوانه التخلي عن الاصدقاء، فالرئيس الامريكي لن يستطيع التخلي عن اسرائيل والدعم المقدم لها، وأية ترتيبات جديدة في المنطقة سيؤخذ فيها المصلحة الاسرائيلية بالاعتبار، وأنه لا يمكن المقارنة بين تخلي اوباما عن حليف قديم لامريكا كما جرى في تونس ومصر بالعلاقة الطويلة والقوية بين الادارات الامريكية والحكومات الاسرائيلية.
ان اصحاب هذا التيار في اسرائيل اصبحوا اكثر ثقة بموقفهم بعد التطمينات التي نقلت الى اسرائيل خلال الايام الاخيرة عبر قنوات دبلوماسية واتصالات مباشرة وزيارات موفدين امريكيين التقوا مع القيادات العسكرية والسياسية في اسرائيل.
لماذا تضغط امريكا على مبارك؟!
الذي تخشاه امريكا في هذه المرحلة وما يدفعها الى الضغط بهذه الصورة على مبارك للرحيل هو خشيتها من انهيار الضغط الشعبي وتعطل 'أحجار الدومينو' واصطدامها بسد النظام المصري، عندئذ سوف تنهار لعبتها وتنتهي مغامرتها في نشر الديمقراطية عبر الثورات الشعبية، وأن أية اضاعة للوقت تعني منح زعماء الدول العربية المعتدلة الموالية للغرب الفرصة للاستعداد والبدء بخطوات وقائية وتدارك الاوضاع قبل أن تصل الثورات الى أبواب تلك الدول.
هذه اللعبة والمغامرة الامريكية مرتبطة بصورة كبيرة مع ازمات ومشاكل تعانيها الولايات المتحدة في المنطقة وبشكل خاص في العراق ، فالولايات المتحدة تسعى الى انهاء اي وجود عسكري حقيقي على الارض في العراق، وهي ترغب في غطاء عربي لهذا الانسحاب، ومزيدا من التضحية من الدول الحليفة لها في المنطقة، حيث بدأت تشعر بأن هذا الدول لم تعد راغبة في منح الولايات المتحدة المزيد من التنازلات وأصبحت تتهم زعماء الدول المعتدلة بالفشل.
فالادارة الامريكية غير راضية عن دور حسني مبارك وعدم قدرته على المساهمة في حل بعض الازمات في المنطقة وايضا عدم قدرته على دفع عملية السلام الى الامام وخلق الانفراج الذي يسمح للرئيس الامريكي بتحقيق ما وعد به حول دولة فلسطينية وأمن اسرائيل.
تقديرات وتوقعات في حال فشل المغامرة
اذا لم تكن هناك تقديرات واحتمالات وتوقعات موضوعة على طاولة صناع القرار في امريكا بان الاوضاع في مصر قد تشهد انتكاسة ، وأن تذهب الامور بطريقة معاكسة لما يرغب بها الامريكيون والغرب خاصة وان الشرق الاوسط ساحة مليئة بالمفاجآت .. في حال عدم وجود سيناريوهات لمعالجة هذه الاحتمالات والتعامل مع هذه المفاجآت، فان هذا الامر سيكون اخفاقا كبيرا له آثار تدميرية.
تفسير أمريكي لفشل الانظمة العربية
تقول الدوائر الامريكية أن العالم العربي لم ينضج في الفصل بين الحزب والسلطة، فهناك أهمية كبيرة للفصل بينهما، بين الحزب وبين السلطة التي تطبق سياسة هذا الحزب، وهذا هو سبب فشل هذه الانظمة التي ربطت الحزب بمصير خطط الحكومات، هذا الخلط وهذا الربط ساهم في اضعاف الاحزاب لتصبح القيادات والانظمة مفتقرة لأي دعم شعبي معقول.
صحيفة المنار المقدسية
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/