حياة الرئيس الفلسطيني في خطر
بقلم: وليد ظاهر- الدنمارك*
الاقرار الامريكي بالفشل بالضغط على حكومة نتياهو، من اجل تجميد الاستيطان لمدة 90 يوماً، على الرغم من الحوافز العسكرية والمالية والامنية التي قدمتها الادارة الامريكية، لم يكن متوقعا للذين راهنوا على حيادية الدور الامريكي في مفاوضات السلام، خاصة بأن الرئيس الامريكي اوباما لم يترك مناسبة الا وأكد فيها على ان اقامة دولة فلسطينية هو مصلحة امريكية، وكذلك دغدغ مشاعرنا بقوله ان العالم قريبا سوف يحتفل بانضمام دولة جديدة (اي الدولة الفلسطينية) الى قافلة الدول في الامم المتحدة.
وقبل ايام أقر مجلس الشيوخ الأمريكي معارضته لأي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن باستخدام حق النقض الفيتو فيما يخص الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك يتناقض مع المبادئ التي على أساسها كانت الإدارة الأمريكية راعيا ووسيطا لعملية السلام، ويفرغ المؤسسات الدولية من مسئولياتها الأخلاقية، ويوجه ضربة لجهود المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية. ويكشف بوضوح عن موقف أمريكي مضاد لحقوق شعبنا ومساند للاحتلال الاستيطاني ولحكومة إسرائيل المتطرفة.
ان التعنت الاسرائيلي والاستمرار في الاستيطان، وتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني، وحتى قوانينه وتصريحاته العنصرية بحق الفلسطينيين اصحاب الارض، والذين يقطنون في فلسطين التاريخية ومعاناتهم المستمرة يوميا بسبب العنصرية والتمييز التي تمارس بحقهم، وكذلك عدم تنفيذ الطرف الاسرائيلي لاستحقاقات السلام، وحتى عدم التزامه بنصوص الشرائع والمواثيق الدولية، اوصل مفاوضات السلام الى طريق مسدود.
في المقابل نجد ان الطرف الفلسطيني نفذ والتزم باستحقاقات العملية السلمية، الى درجة ان البعض اصبح يزعم بأن وجود السلطة الفلسطينية الوطنية هو لحماية أمن اسرائيل، وكانت المراهنة على حيادية الموقف الامريكي، والذي وعد بانه سوف يفرض رؤيته بحل الدولتين، وسيقوم بالاعلان عن الطرف المعطل لمفاوضات السلام، وكان المتوقع بأن رد الادارة الامريكية على التعنت الاسرائيلي سيكون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 67 والقدس عاصمتها، لكن المفاجأة كانت بأن الادرارة الامريكية تبنت الرؤية الاسرائيلية، واثبتت من جديد بأنها طرف غير محايد وسياستها مبنية على اساس ارضاء اسرائيل وعدم الرغبة في ممارسة الضغط على اسرائيل.
ونستطيع ان نقول اليوم ان الرئيس محمود عباس برؤيته الثاقبة، والتي ستحسب له وليس عليه، استطاع ان يحشر اسرائيل في حجر الزاوية، وان يثبت للعالم عدم حيادية موقف الادارة الامريكية بالنسبة للعملية السلمية، ولذلك كان التحرك الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ورفع التمثيل السياسي الفلسطيني، ولذلك يجب علينا الحذر فان حياة الرئيس اصبحت مهددة وفي خطر.
كان الرئيس الفلسطيني قد لوح بسبع خيارات، ستلجأ اليها القيادة الفلسطينية في حال فشل الادارة الامريكية في اقناع اسرائيل في تجميد الاستيطان، وسوف يبدء بها بالتتابع والتدريج، واننا نجني اليوم ثمار سياسة الرئيس الحكيمة وجولاته المكوكية، والحصول على موقف عربي موحد داعم للموقف الفلسطيني، وكذلك اعطى الرئيس اوامره بالتوجه الى مجلس الامن لاصدار قرار بشأن الاستيطان، ولن ننسى خطوة الرئيس محمود عباس المحمودة بزيارة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي 'ابو اللطف' في منزله بالعاصمة الأردنية عمان للاطمئنان على صحته، وفي المقابل يجب علينا البدء بأخذ خطوات على الارض تكون داعمة لموقف الرئيس، وذلك يقودنا الى التفكير اولا ما هي عناصر القوة التي نملكها، اولا يجب علينا التفريق بين الدور الملقى على عاتق الحكومة الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، لنترك السلطة تمارس مهامها وانجاز مؤسسات الدولة، وندع التفكير في التعديل الوزاري الى وقت مناسب، وعلى حركة "فتح" تقع المسؤولية الكبرى بحكم انها الطليعة ولها شعبية كبيرة بين الجماهير، التوجه لفصائل منظمة التحرير على اساس التعاون والتنسيق ووضع الخطط لمواجهة التحديات، وكذلك يجب الآن التحرك لحشد الجماهير الفلسطينية والبدء بالمقاومة الشعبية السلمية وتنظيم الصفوف، والعمل على تسيير مظاهرات واحتجاجات، وتنظيم مسيرات ضد الجدار العازل 'نعلين وبعلين' على سبيل المثال وليس الحصر، بغض النظر تمت المصالحة مع "حماس" ام لا، مع علمنا بأن المستفيد من الانقسام الفلسطيني هو اسرائيل، والمطلوب اليوم أن تحدّد القوى والفصائل والشخصيات الوطنية موقفها، وترفع صوتها بوجه حماس باعتبارها الطرف الرافض للمصالحة والممتنع عن التوقيع، فأن حركة فتح قد أعلت المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبارات، ووقّعت على الوثيقة منذ إعلانها رغم تحفظاتها والضغوط الخارجية، والوقت بات ملائما جدا لهذه الخطوة على ارضية التصدي للاحتلال الاسرائيلي.
وعربيا واسلاميا يتطلب الامر حملة دبلوماسية مكثفة في العواصم العالمية، والتلويح باوراق الضغط السلمية، للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/