متى سنشهد "الانطلاقة" نحو القدس ؟!
بقلم الصحفي علاء الحلو
"الفصائل الفلسطينية هي أسوء ظاهرة مرت على فلسطين", جملة سمعتها خلال تغطيتي لإحدى ورش العمل بغزة, وأصبحت قناعة تزداد ترسخاً بعقلي يوماً بعد يوم, تغذيه المواقف ولا تطفئ جذوته التصريحات.
منذ حداثة سني وأنا مفتون بالشعارات البراقة الضخمة التي تجذب محدودي التفكير دون تمعن في مدى مطابقتها لأرض الواقع ومدى ملامسة القول للفعل, فيقولون "فلسطين أكبر من الجميع" ونجد واقعهم يقول "نحن أكبر من فلسطين والجميع".
لا ننكر الدور البارز الذي تلعبه الفصائل الفلسطينية والحركات الوطنية والإسلامية التي نكن لها كل الاحترام, والتي انطلقت من أجل تحرير فلسطين "التي هي أكبر من الجميع", ولكن عندما نفكر في ما تقدمه تلك الفصائل واقعاً على الأرض "بخلاف الانطلاقات السنوية المجيدة", نجدها وقود التوتر السائد في تفرد كل منهم "برأيه الصواب الذي يُحَرَم على الجميع تخطيئه".
الانحدار الواضح للبوصلة الفلسطينية عن الهدف الأساسي وهو القدس والعودة وتحرير الأسرى أوصل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية الى أسوء مراحلها دون تفكير جدي بالتخلص من ذلك الانحطاط, بل وانكب التركيز على ضرورة التخلص من الانقسام الذي تسبب به الفلسطينيون أنفسهم "ويا ليتهم تخلصوا منه".
إن مبرر استمرار تلك الأحزاب هو سيرها على الخطة والهدف الذي أنشئت من أجله والذي تقدم في سبيله كل ما بوسعها من نفائس وما أوتيت من قوة وهو تحرير التراب الفلسطيني من الوجع والألم, والحفاظ على الثوابت المقدسة, وتحريم الانقسام والاقتسام الداخلي, وأن تكون فلسطين حاضنة للجميع دون أدنى تمييز.
فصائلنا الفلسطينية تمثلنا لذلك يجب عليها الإمتثال لأمر من تُُمَثِل, ونقول لكل فصيل "لستم بلا هدف إن كنتم بلا مأوى, ولكنكم بلا وطن إن كنتم بلا هدف", فما يجمعنا على أرضنا وسر بقائنا هو تمسكنا بحقنا التاريخي وتقديسنا لهويتنا الوطنية لا الحزبية وتعظيمنا لترابنا الشريف لا الفئوية الضيقة.
نريد جميعا أن نعود للهدف الذي وجدنا من أجله كلٌ بموقعه, فسلاحي كلمة, وسلاحه رصاصة, وسلاحك تفاوض, من الصحي أن يتفرد كل تنظيم بفكر خاص يشكل سهماً موجها للاحتلال والخلافات, سنشهد حينها عدداً كبيراً من الأسهم التي ستقضي عليهما, ولكن تلك الأسهم ستقضي علينا إن كانت مختلفة كما أسهم الاتجاهات الأربعة.
نبارك لكل الفصائل التي تحيي انطلاقاتها في هذه الأيام, ونأمل أن تتجدد لدى عناصرها روح الانتماء لفلسطين الغالية, وروح الوفاء لدماء الشهداء, وعذابات الأسرى, وأنّات الجرحى, وصرخات الأمهات والأطفال, وصبر الشيوخ والأرض والزيتون, وسيبقى السؤال مطروحاً, متى سنشهد الانطلاقة نحو القدس ؟!.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/