انتزاع النجاح من أنياب الصعوبات
مصطفى أبو السعود
كاتب من فلسطين
التأملُ في قضايا الوطن نصفُ انتماء، والعمل على حلهِا انتماءٌ كاملٌ للوطن، والمُتأملُ في حال البلاد، يرى أن البعضَ يُطالبُ الورود بزيادة كمية الروائح الجذابة ، رغم قلة العناية ، ونسىَ أن الوردةَ لن تَنجحَ في استثارةِ أحد، ولن تُعطي رائحةَ جميلة ، أو تُضفي جواً رائعاً ، لِتُريح النفس من متاهات الحياة ومتاعبها، إن لم تكن من أولويات أصحاب الحديقة ، لأن الله لا يُبارك فيمن حَملَ أمانة الاهتمام بالوردة ، ثم تركها تُصاب بالعُقم ،لأنه قصر في تعلم فن مصادقة الورود، ولم يُدرك أن من لا يَحنُو على الوردة ، لا يحنو على البشر.
ففي زحمة القضايا التي تُبرز مفاتنها ، وتَرقص أمامنا كي تنال من عزيمِتنا ، تُصاب الكلمات بالخجل ، والأقلام بالحرج ، لأن مِدادها لا يكفي لإسدال الستار عن تلك القضايا ، وكتابة الوصفة السحرية لحلِها، ويبقى عزاؤه الوحيد، أنه يسعى لتحقيق ما يُمكن تحقيقه ليخدم الآخرين ، ويكون رسول بين الذي يكتوي بنار القضية ، وبين الذي يمتلك مفاتيح الحل، ويُنير الطريق أمام الفرسان الذين سيحملون راية النور لمواجهة طيور الظلام ، فالقلم الجميل هو الذي يُجفف حلق العقبات التي تُواجه أصحاب الطُموح، ويجعل الورقة تشتاق إليه، ليعزف عليها ألحان التعاون والحُب، ويُحَولا معاً الكون كله إلى إمبراطورية جميلة.
أخي الطالب ...أختي الطالبة
لا أحد يُنكرُ أن المشاكلَ التي تَعصفُ بالحياة الجامعية كثيرة،فإذا كان الطالب يتحلى بصفات الصخر في الصمود، سيجتاز المرحلة الصعبة بكل ارتياح ، لأن هدفه أسمى من أن يتراجع عنه، ويتبرع به للريح، وإذا لم يقف على صخر التحدي، فإن أماله ستدخلُ في قصر التذرع ،وتعيشُ في غرفةٍ مُغلقةٍ مكتوبٌ على بابها" لم يكن بإلامكان أفضلُ مما كان".
في حوارنا مع أحدى طالبات كلية دار الدعوة والعلوم الإنسانية برفح ،أكدت "هلا" "أن الرسوم الجامعية مناسبة للجميع مقارنة مع الجامعات الأخرى ، ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الطلاب والطالبات الذين لا يستطيعون دفع الرسوم، نظراً لصعوبة توفير الرسوم ، بسبب ضعف الدخل،و قلة فرص العمل".
لكن ، ومع كل صعوبةٍ تُذكر، يُسخِرُ الله رجالٌ همتهم عالية ،هم جنود مجهولون، ينسجون الليل بالنهار، فقد أخذوا على عاتقهِم التفرغ لحل مشاكل الطلاب، مقتنعون أن حراسة القيم والمبادئ من الاندثار في بحر الصعوبات، تحتاجُ لرجالٍ أشداء، وحريصون على إبقاء جذوة العلم متقدة في أفئدة الناس، فكان من بين هؤلاء الرجال الدكتور "علي اليعقوبي" عميد كلية دار الدعوة والعلوم الإنسانية برفح ، الذي جاد علينا بكل ما لديه من وسائل لتخفيف العبء عن كاهل الطلاب، فبعدما سألناه عن أهم مشكلة تؤرق الطلاب، ألا وهي ارتفاع الرسوم الدراسية أجاب موضحاً"أن الرسوم المحصلة من الطلاب هي رمزية، وبالكاد تساعدنا على تقديم المزيد من الخدمات، الا أننا نسعى ومن خلال جمعيات ومؤسسات خيرية الحصول على مبالغ، لدفع رسوم بعض الطلاب، وتوزيعها على شكل منح للأزواج وحفظة القرآن، والمتفوقين ، والحالات الاجتماعية الصعبة، بعد إجراء البحث الاجتماعي، ومعرفة الطلاب المحتاجين، ولم يحدث أن قامت إدارة كلية بطرد طالب لأنه تأخر في تسديد الرسوم ، لأننا بالأصل كلية دعوية خيرية، وليست ربحية ، ولدينا التزام أدبي تجاه الطلاب ومساعدتهم في دراستهم.
أخي الطالب... أختي الطالبة
إن المرحلة التي تعيشها الآن، والمستوى الذي تتمنى أن تصل إليه ، والأوقات العصيبة التي ترغب في تجاوزها يمكنك أن تتعامل معها جميعاً، لو تحليتَ بالصبر، فكم جميلٌ أن يُنتزع النجاح من بين أنياب الصعوبات، ليخرج الناجحُ مُفتخراً بروعة الانجاز، رغم قسوة التجربة ،لأن الأمة الآن بحاجةٍ إلى جيلٍ تُغازل همتُه سُحبَ السماء، لسانه بالحق ناطق، وبيديه يرفع راية المجد، لأن صوتَ الحق لا يوصله لسانٌ مقطوع، ولا رايةَ المجد ترفعها أيادي مشلولة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/