جويل ليفين : لماذا يتوجب علينا العودة إلى المريخ

جويل ليفين : لماذا يتوجب علينا العودة إلى المريخ



المحادثة من ترجمة : محمود أغيورلي
تدقيق الترجمة : أنور دفع الله
مدة المحادثة 16min & 14sec

عنوان المحادثة :





في هذه المحادثة يتحدث جويل ليفين عن المريخ ويستعرض مشروع استكشاف جديد سيغير كل ما نعرفه عن المريخ ويدعى هذا المشروع مشروع إيريس

ويهدف هذا المشروع كما يتحدث في محادثته الى استكشاف القطب الجنوبي من كوكب المريخ وكوكب المريخ هو الكوكب الرابع من النظام الشمسي وهو كوكب صخري خال من المياه بحسب التقارير الحالية .. ويعتبر الكوكب القريب من الارض اليوم محط أنظار العلماء



ويبدأ جويل ليفين محادثته بالقول " واحدٌ من أهم الأسئلة التي تطرح دوما من قبل العلماء هو .. " هل هنالك حياة خارج كوكب الأرض ؟ " وأنا أعتقد أن المريخ هو المكان الأنسب لوجود .. الحياة خارج كوكب الأرض وسوف أريكم خلال بضعة دقائق بعض من أهم الدلالات على هذا الإعتقاد الذي يرجح وجود حياة على كوكب المريخ "ومن ثم يتحدث عن بعض خصائص الكوكب حيث يقول ان كوكب المريخ ربما بالحجم اصغر من كوكب الارض ولكن وعلى اعتباره خالياً من المسطحات المائية فمساحة اليابسة هناك تقارب مساحة اليابسة على كوكب الارض .. ويضيف الى ان كوكب المريخ يملك اكبر بركان في المجموعة الشمسية وهذا امرٌ مثير اذ ان البراكين هي التي تهيء المحيطات والمياه والاغلفة الجوية كما انه - المريخ - يملك الصدع الاكبر في النظام الشمسي ويملك دائرة الارتطام الاكبر ايضاً حيث ارتطم فيه مذنب كبير ذات يوم ليخلف وراءه دائرة ارتطام قطرها 2000 ميل !

ومن ثم يبدأ بالتحدث عن الماء على كوكب المريخ فيقول " نحن نظن أنه في تاريخ المريخ القديم أي منذ ما يقارب 4.6 مليار عام مضى منذ ما يقارب 4.6 مليار عام مضى , كان المريخ يشبهُ الأرض فقد كان المريخ يحوي بحيرات و أنهاراً والأهم من هذا كان المريخ يملك محيطات كبيرة ونحن نظن أن المحيطات كانت النصف الشمالي من الكوكب وهذه المنطقة الزرقاء والتي توضح منطقة إنحسار طولها أربعة أميال كانت في الماضي محيط مائي على سطح كوكب المريخ ولكن أين ذهبت هذه المحيطات المهمة التي كانت في المريخ ؟



حسناً .. لدينا فكرة تشير بعض الدلالات التي حصلنا عليها منذ عدة سنوات من قبل قمر صناعي يدور في مدار المريخ يدعى " أوديسي" أن المياه التي تقع أسفل السطح في المريخ هي متجمدة بشكل ثلوج وفي الصورة إن كان اللون يميل للزرقة فهذا يعني أن النسبة 16% من الوزن أي 16% من الوزن الداخلي يحوي مياهً متجمدة أو جليد إذا يوجد الكثير من المياه أسفل سطح المريخ " ومن ثم يعرض صورة حديثة جداً التقطت من قبل وكالة الفضاء الاوروبية توضح وجود مياه متجمدة في دائرة الارتطام الكبيرة في المريخ





ولكنه يعتبر هذا الامر أقل أهمية من أمر نشر من ذي قبل .. وهو دليل دامغ على وجود غاز الميثان في المريخ ويتحدث عن هذا قائلاَ "وأعتقد أن الدليل الأهم والأكثر إثارة بوجهة نظري .. والذي حصلنا عليه من المريخ والذي تم نشره في مقتبل هذه السنة في مجلة العلوم ..



والذي ننظر إليه الآن هو نسبة غاز الميثان " CH4" في أجواء المريخ ويمكنكم رؤية ثلاثة مناطق مُميزة من الميثان هنا .. ولكن لماذا غاز الميثان مُهم ؟ لسبب بسيط .. أن في كوكب الأرض ومعظم الميثان أي 99.9 % منه تم إنتاجه من قبل النظام الحيوي أي الحياة الميكروسكوبية والتي تتوضع أسفل السطح أو عليه ولدينا اليوم الدليل على أن الميثان موجودٌ في أجواء المريخ أي الغاز نفسه الذي يتواجد في الأرض والذي هو في الأساس مُنتجٌ من قبل النظام الحيوي " ويرى ان هذه الاسباب هي الدافع الاهم لاستكمال استكشاف المريخ والعودة اليه .. ولكن بطريقة جديدة .. يقول ان المسابر والمستكشفات كانت دوماً توجه الى القطب الشمالي لانه منطقة اقل وعورة من القطب الجنوبي .. ولكن غاز الميثان متواجد بكثرة في القطب الجنوبي مما يعني انه يتوجب علينا الذهاب الى هناك .. الى منطقة الارتطامات الكثيرة الوعرة .. وهذا امرٌ صعب للمسابر والمستكشفات الحالية .. ولذلك يلجأ فريق جويل ليفين لتصميم طريقة جديدة لاكتشاف المريخ تدعى آيرس ..



وهي طائرة يتم طيها في مكوك فضائي من ثم بواسطة مسبر تعبر الغلاف الجوي للمريخ ومن ثم يتم اطلاقها في المدار لتطير فوق القطب الجنوبي وتستكشفه حيث يقول عنها " لقد صممت هذه الطائرة في مركز لانغلي للابحاث ...إن وجد أي مكان في العالم يمكنه بناء طائرة للتحليق فوق المريخ فهو حتما مركز لانغلي للابحاث والذي كان لمدة 100 عام المركز الفضائي الرائد في العالم أجمع ... سوف نحلق على إرتفاع ميل واحد من سطح الكوكب وسوف نكتشف المئات من الأميال وسوف نحلق بسرعة 450 ميل في الساعة ويمكننا القيام بأشياء لايمكن للعربات القيام بها أو حتى المركبات لانه سنتمكن من التحليق فوق الجبال , والبراكين , ودوائر الإرتطام وفوق الوديات وفوق السطوح المغناطيسية و " أكواب " الأقطاب .. وتقصي المناطق أسفل سطح الكوكب ويمكننا أيضاً البحث عن الحياة في المريخ "ومن وجهة نظره أين تكمن اهمية هذه الطائرة .. يقول في البث المباشر والكثيف للصور .. ولماذا هذا ؟ لانه يقول ان هذه الصور سوف تلهم الشباب !! نعم فبوجهة نظره الهام الشباب هو الهدف الاهم من هذا المشروع يقول عن ذلك " ولكن الأمر الأهم الذي سنقوم به هو إلهام الجيل القادم من العلماء التكنولوجيين والمهندسين وعلماء الرياضيات وهذا أمرٌ مُهم جداً لأمننا الوطني وإقتصادنا الحيوي .. ولكي نضمن .. أن نخرج جيلٌ جديد من العلماء والمهندسين وعلماء الرياضيات و التكنولوجيين كبير الطموح والأمل " وهو أمرٌ يستحق الاحترام والاجلال فعلا .. ومن ثم ينتقل جويل ليفين بشرحه كيفية اطلاق ذلك المسبر ويعرض ملف فيديو عن تلك العملية وكيف انه تم التحقق من نجاحها .. وانهم ينتظرون فحسب الامر من ناسا للبدء بتلك العملية وفيما يلي بعضاً من الصور التي توضح العملية ...

-دخول المسبر المجال الجوي -



- تخفيف السرعة استعدادا لاطلاق الطائرة -



- اطلاق الطائرة المطوية سابقاً -



- التحليق -



- الاستكشاف -



- صورة فريق العمل -



ومن ثم يختم محادثته بقوله " إن التدريب المستمر سيجعل الرحلة مثالية كيف نعرف أنه بإمكاننا القيام بذلك ؟ بسبب أننا إختبرنا نموذج - آريس - وبالأصح عدة نماذج في 6 أنفاق هوائية في مركز لانغلي للأبحاث التابع لناسا .. لمدة 8 سنوات تحت ظروف كوكب المريخ وبنفس الأهمية قمنا بإختبار - آريس _ في الغلاف الجوي للأرض على إرتفاع 100000 قدم والذي يشابه الكثافة و الضغط الموجودة في الغلاف الجوي لكوكب المريخ الذي سنحلق فيه الآن .. 100000 قدم .. إن كنت تحلق عبر البلاد إلى لوس أنجلوس فإنك تحلق على إرتفاع 37000 قدم ولكننا نقوم بأبحاثنا على إرتفاع 100000 قدم " ويشدد على ان تغير التاريخ لا بد وأن يبدأ من أفكار كهذه وفي ختام هذا التقرير ..أرغب بأن اعيد القاء الضوء على نقطة هامة في هذه المحادثة .. وهي الهام جيل الشباب .. وتوسيع افقه .. واهمية الاستثمارات في عقوله .. وهذا ما لا نراه مطلقاً في بعض بلاد المنطقة حيث تستنزف الكثير من مواردها البشرية بهجرة عقولها .. وتقمع الكثير منها بتقويض فكرها .. اعتقد ان حل جزء من التأخر الكبير عن الركب يكمن في هذه المشكلة تحديداً ... ووداعاً إلى أن نلتقي في تقرير آخر ..

شكراً جويل ليفين

تقرير محمود أغيورلي



*ما هو مؤتمر تيد ؟

مؤتمر تيد هو مؤتمر يُعنى بنشر الافكار التي تستحق التقدير والاهتمام والانتشار في جميع مجالات الحياة سواء كانت تقنية او طبية او علمية او فنية

وهو مؤتمر سنوي رئيسي ينعقد في كاليفورنيا سنويا ويضم تحت لواءه سلسلة مؤتمرات تجري حول أنحاء العالم لنفس الغاية والهدف ويعرض "تيد " جميع فحوى هذه المؤتمرات مجانا على الانترنت ليتم ترجمتها لاحقاً إلى 78 لغة عالمية بواسطة فريق من المتطوعين يضم 3645 مترجماً ومُدققاً ولأن معظم مخدمات الانترنت في منطقتنا العربية مازلت " تحبو " فيما يُعنى في سرعة نقل البيانات أو في نشر الخدمات مما يجعل مشاهدة أفكار المؤتمر أمراً عصياً على نسبة كبيرة من العرب سأقوم بكتابة تقارير نصية عن تلك المحادثات التي قام بترجمتها فريق ترجمة تيد إلى العربية لكي يتسنى للجميع الاطلاع والاستفادة منها آملاً أن يحقق هذا هدف تلك المحادثات في نشر الفكر والعلم والأمل في منطقتنا العربية