فلسطين عبر العصور
فتاوى علماء المسلمين بتحريم بيع الأراضي لليهود ح 1
- فتاوى علماء المسلمين الصادرة سنة 1935 بشأن بيع الأراضي لليهود
- نداء علماء الأزهر سنة 1947 إلى أبناء العروبة والإسلام بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية المسجد الأقصى
- نداء وبلاغ من الهيئة الإسلامية العليا
فتاوى علماء المسلمين الصادرة سنة 1935
بشأن بيع الأراضي لليهود
كان العرب عام 1917 يشكلون 92% من سكان فلسطين، وكان عدد اليهود آنذاك 75.000 يهودي فقط، أما ملكية اليهود في فلسطين فلم تكن تزيد عن 2.5% وفي عام 1947 لم تزد ملكيتهم عن 5% من أراضي فلسطين.
وكان اليهود بمثابة عصابات تعيش على أرض فلسطين وتحاول التوسع عن طريق شراء الأراضي والمنازل من أهلها العرب ليقيموا عليها دولتهم التي كانوا يحلمون بها، مما دفع علماء فلسطين وقضاتها وخطباءها ووعاظها إلى عقد اجتماع كبير بالمسجد الأقصى ببيت المقدس، وذلك في 26/1/1935 وأصدروا فتواهم في حكم بيع الأراضي لليهود ،وهذا نصها: "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإننا نحن المفتين والقضاة والمدرسين والخطباء والأئمة والوعاظ وسائر علماء المسلمين ورجال الدين في فلسطين، المجتمعين اليوم في الاجتماع الديني المنعقد في بيت المقدس بالمسجد الأقصى المبارك حوله بعد البحث والنظر فيما ينشأ عن بيع الأراضي في فلسطين لليهود من تحقيق المقاصد الصهيونية في تهويد هذه البلاد الإسلامية والمقدسة، وإخراجها من أيدي أهلها، وإجلائهم عنها، وتعفية أثر الإسلام منها بخراب المساجد والمعابد والمقدسات الإسلامية، كما وقع في القرى التي تم بيعها لليهود وأخرجوا أهلها مشردين في الأرض، وكما يخشى أن يقع- لا سمح الله- في أولى القبلتين وثالث المسجدين المسجد الأقصى المبارك.
وبعد النظر في الفتاوى التي أصدرها المفتون وعلماء المسلمين في العراق ومصر والهند والمغرب وسوريا وفلسطين والأقطار الإسلامية الأخرى، والتي أجمعت على تحريم بيع الأرض في فلسطين لليهود، وتحريم السمسرة على هذا البيع والتوسط فيه وتسهيل أمره بأي شكل وصورة، وتحريم الرضا بذلك كله والسكوت عنه، وأن ذلك كله أصبح بالنسبة لكل فلسطيني صادرا من عالم بنتيجته راض بها ؛ لذلك فهو يستلزم الكفر والارتداد عن دين الإسلام باعتقاد حله كما جاء في فتوى سماحة السيد أمين الحسيني مفتي القدس ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى.
بعد النظر والبحث في ذلك كله وتأييد ما جاء في تلك الفتاوى الشريفة والاتفاق على أن البائع والسمسار والمتوسط في بيع الأراضي بفلسطين لليهود والمسهل له هو:
أولا عامل ومظاهر على إخراج المسلمين من ديارهم.
ثانيًا: مانع لمساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وساعٍ في خرابها.
ثالثًا: متخذ اليهود أولياء؛ لأن عمله يعد مساعدة ونصرًا لهم على المسلمين.
رابعًا: مؤذ لله ولرسوله وللمؤمنين.
خامسا: خائن لله ولرسوله وللأمانة.
وبالرجوع إلى الأدلة المبينة للأحكام في مثل هذه الحالات من آيات كتاب الله كقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون واعلموا أن أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم".
وقوله تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا".
وقوله تعالى: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم".
وقوله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون".
وقوله تعالى في آية أخرى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء".
وقوله تعالى في آية أخرى: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" وقد ذكر الأئمة المفسرون : أن معنى قوله تعالى: "فإنه منهم" أي من جملتهم وحكمه حكمهم.
فيُعلم من جميع ما قدمناه من الأسباب والنتائج والأقوال والأحكام والفتاوى أن بائع الأرض لليهود في فلسطين سواء كان ذلك مباشرة أو بالواسطة وأن السمسار والمتوسط في هذا البيع والمسهل له والمساعد عليه بأي شكل مع علمه بالنتائج المذكورة؛ كل أولئك ينبغي أن لا يصلى عليهم ولا يدفنوا في مقابر المسلمين ويجب نبذهم ومقاطعتهم واحتقار شأنهم وعدم التودد إليهم والتقرب منهم، ولو كانوا آباء أو أبناء أو إخوانا أو أزواجا
"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره إن الله لا يهدي القوم الفاسقين".
هذا وإن السكوت عن أعمال هؤلاء والرضا به مما يحرم قطعًا.
"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب".
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فإنه مولانا وهو نعم المولى ونعم النصير. تحريرا في 20 شوال سنة 1535هـ 26 كانون ثاني 1935م.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/