موظف غزة الغلبان و...
سعاد شعت
أيام قليلة تفصل الموظف الغلبان عن فرحته ووجعه سويًا , الراتب الشهري للسلطة وحكومة غزة على حد سواء لموظفي القطاع العام..
أيام ويذهب موظف غزة لاستلام مرتبه الشهري, والمسكين قبل أن يذهب يكون قد شرب كل قهوة البيت وبلا سكر أو حتى تمر لغلاء سعره, وظل طول الليل يكلم جدران البيت ,يحسب ويزيد ويعيد في حساباته , ويلطم على خديه , فالبقال أبو عصام "500شيكل " هذا غير عن الجزار "200شيكل" وطبعا " 300للخضار " و"700أجار البيت " و... ""يارب منك الستر" وبنت الجامعة"مقصوفة الرقبة" وأخوها ابن الجامعة أيضا , رسوم ومواصلات وكتب وملابس أنيقة على أحدث موضة .. فنحن في غزة والموضة التركية كاوية البلد بأسعارها وجمالها.. وياحويلة هالراتب ياموظف..
وحين تأتي البنت أو الشاب ليتقدم أحدهم بطلب قرض للجامعة فإنه وبلا أدنى حس إنساني يسألك موظف القرض " هل والدك موظف ؟؟ وبما أنه موظف فلا أحقية لك بالقرض , وفي أحسن الأحوال" بعد التذلل والبكاء على أبوابهم , إن أحسننا الظن, تحوز 30% وكله عالحساب مسجل حين التخرج.. وحتى بعد كل هذا العذاب والذل فإن الموظف المسكين الذي ينتظر ولده أو ابنته لتساعده بعد التخرج يكاد ينفجر قهرا وهو يرى الولد عاطلا بلا وظيفة , فلا عمل إلا بفيتامين " و الأخضر أو الأصفر" ..
أكيد , ولا ينسى حسبة 170 شيكل خصم للقهرباء , وطبعا المسكين ينام ويصحو على الشمعة وضوء القمر وعوض الله على " كذبة 170شيكل ياحكومة " وياليت الأزمة انتهت هنا , فهناك حساب "200شيكل للبنزين والشمع والكاز واللمبات والفتيل "
هذا غير عن ديون الزواج وحقوق الوالدين وصلة الرحم والديون الأخرى.. وذهب الزوجة الذي باعه وقت الحرب من أجل كيس الدقيق..
فوق كل هذا نجد الكل عينه على راتب الموظف المليونير فهو أغنى من المتسول بدرجة واحدة هي "الكرامة" فلا الشعب العاطل يرحم الموظف الغلبان من حسده وكيده وتربصه بعيون من طمع وجشع وهو يراه يعد بأسى مرتبه , وكأن هذا الراتب لم يأته بعد طول علم واجتهاد , ولا حتى الحكومة التي يصلها مايكفى خزائنها بدون الحاجة للسرقة والنصب تارة بحجة القهرباء وأخرى بحجة المياه , وأخرى بحجة خطأ في الحساب ..
وحتى عند توزيع المساعدات القادمة "الكابونة " فإن هذا الموظف يُحرم حتى من أقل شيء , بحجة أنه موظف وهناك من يستحقها أكثر , مع أن الذي يأتي يزيد عن حاجة الشعب , لكن " اللهم فضلُك لافضل سواك , ورحمتك لارحمة سواك "
أما كفاه كل هذا ياشعب وياحكومة ؟
وهل سيتم خصم 170شيكل مرة أخرى ياحكومة غزة , والأعمى يعلم جيدا أن الأزمة كما هي , وبات الشعب كله يدرك أنها كانت لعبة سياسية قذرة لا أكثر .. "
ألا يدعو هذا الخصم بحججه السخيفة هذا الموظف للتكاسل عن تأدية الواجب الوظيفي , فضلاً عن إهدار الحق العام وتخريب الممتلكات بقدر هذا الخصم , انتقاما منه لهذه اللعبة التي تم استغلاله فيها ...؟؟
ألا يدعوه كذلك للحقد على وزراء الحكومة ونواب التشريعي , وقيادات الحركة الذين يقبضون بآلاف الدنانير فضلاً عن الامتيازات من مرافقين وبدلات تركية وأمريكية , وسيارات فخمة و... "الله لا يبارك فيهم" , في كلا الحكومتين وفوق هذا يلاحقونه على راتبه كأنهم هم المتسولين ..
الأيام القادة ستكشف كل هذا ياحكومة فلتحذري, لأنك تدركين جيدا ما عاقبة الظلم ..
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/