الرصاص لم ينتهي
سعاد شعت/غزة
يظنون الأمر بهذه المفاوضات قد انتهى , يظنون أننا قد قرأنا الفاتحة على القضية ونسيناها .. يظنون جهلاً بجنوننا أننا نسينا القدس وتجاهلنا عذاباتها من أجل السفن الغبية المتسولة بأسمائنا القادمة لغزة " مكة الغرب"..
يظنون ياقدس أننا قد مِتنا وماتت نخوتنا وشهامتنا وماتت رجولة صبيانك , وجنون أطفالك وثورة شبابك..
ولذلك ترينهُم يستبيحون فيك ويعتدون عليك بهذا الشكل المستفز...
يظنون أن قوتهم كلما ازدادت ازداد خوفنا وجُبننا.. وأن قيادتنا كلما لهثت خلفهم باسم الأزمة المالية أننا قد نسينا هويتنا وأسامينا من أجل قيادات بلهاء غوغاء..
يظنون حتى أن أحلامنا أصبحت من زمن " كان يا ماكان " و"ساق الله أيام زمان" وأن عهدنا للقدس عفا عليه الغبار .. يظنون أننا اليوم قد رضينا بحدود 67 ومع قليل من المفاوضات والقبلات والنعسات والرقصات والقروشات سنقبل بحدود 2000.
يظنون أن صمتنا عن قيادتنا الغبية في الضفة وغزة أخر المطاف وأخر الرصاص وأخر التراب ..
ويظنون أن لعبة الدين المسالم .. الحكومة الرشيدة في غزة والحكيمة والمتعاطية حبوب منع الحمل منذ أن تزوجت بغزة ستنطلي علينا وستجعلنا نصفق لهنية ونبكى وهو يقول : لن نعترف بإسرائيل"" ههههه" , وتجعلنا كالبهائم نرضى بالأكل والشرب والنوم والإنجاب على حساب السفن العظيمة الحنونة الرحيمة بحصارنا أكثر من أخواننا العرب ..
يظنون أن أبواب السياسة ماخفي منها أو ماظهر وماسيظهر سيجعلنا نُوقع لهم بفرح ٍ على ذهاب بلا رجعة ...
ودام أن قياداتنا تُوقع على الذل وهي منشغلة بتقبيل الشفاه الغجرية من تحت وفوق الطاولة , بريشة الوطن وريشة الدين فإننا سنرضى وسنضع بطيخة صيفي في بطوننا وننام ونعيش كأسياد الذهب ..
وقد يظنون أكثر من ذلك , والبركة كلها في شيخنا ومولانا وسيدنا وشريف العرب " هنية " وفي تاج رأسنا وكبيرنا وسيد العرب " عباس " ..
لكني سأقول بالذي يشعره جنوني:..
رصاصنا لم ينتهي ..وبارود كلماتنا لم ينتهي , وكيف ينتهي وهاهو في أقلامي وفي نظراتي وفي أيدي الصبية والعواجيز وفي لهونا بنيران الحياة حتى..؟؟
رصاصنا لم ينتهي .. ومنذ اليوم فلسطين لا تريد شهداء .. صدقاً يا أمي .. لا تريد شهداء .. هي تريد استشهاديين ياعياش ويادلال , فلتُجهزوا الاستشهاديين , ثم عودوا بشهداء كثر ..
تريد من الأديب بشقي الأدب " شعرا ونثرا" أن يحرض على الثورة والدم القاني.. ويحرق القيادة بنيران حروفه..
ومن اللاجئ المشتت بين غربته وغربتها , أن يُغازلها من بعيد بكل أمل ووعد..
تريد من الطبيب أن يعالج عقم ثورتنا .. ونخوتنا..
تريد من المهندس أن يهندس ثورة جديدة لا تنتهي ..
ومن العالم أن يؤرخ لهذه المرحلة منذ هذه اللحظة..
حتى من الضائع والصايع والخائن .. هي تريد منهم الكثير , فالسلاح كثير والرصاص أكثر , وهي بحاجة لأيدي كثر.. ومن الرضيع والجنين ..
فالكل عليه أن يحمل سلاحه..
وعلى الثورة أن تعود بعد ذلك يا سعاد .. على الدماء أن تحمر أكثر وأكثر .... وعلى دلال أن تخبرك أين خبأت السلاح لتُطلقي الشرارة..
.
فعلى ماذا يعتمد الصهاينة في مفاوضاتهم ؟؟وعلى ماذا يلهث عباس خلفهم ؟؟ وهم يعلمون أنني موجودة كالأرض ألفظهم وألعنهم .. وأن دم الرجال صغاراً وكباراً كالبركان ينتظر فقط شوكة ليتفجر ..
وعلى ماذا يفرحون حين يتنازل الغبي عباس وهنية ؟؟؟ وهم يعلمون حق علم أن هذه الأوطان كلها لنا ..
وأن القدس لن ترضى بزوج غير ابن الأرض ...
وحتى إن حصل وهدموها فبالحب سنبنيها .. بدين الله الذي فقهناه في القرءان الكريم وكتاب الرسول لا من أفواه السفهاء وتجار الأنفاق وخبراء السرقات والخصومات ومحترفي التسول الدولي.
بالله عليكم على ماذا تفرحون وتتفاوضون وكلكم يعلم أن الأرض لنا .. والقدس لنا ..؟؟
بظني أن الغبي الأكبر والخاسر الأشد والذي يذكرني بغباء البلهاء في أي مفاوضات هو العدو الصهيوني لا المفاوض الفلسطيني .. لأنه ببساطة يعلم حقيقة كل ما ذكرت...
فليفاوض المفاوضون كيفما شاءوا وبما شاءوا , فالحق يعرف من أهله...
وسلام على المفاوضين حتى يصبحون.........
فالصبح لنا يعميهم بنصره المبين........
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/