هل القرائن التي عرضها السيد حسن نصرا لله مقنعة ....!؟
بقلم: مهندس حاتم أبو- شعبان
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
16/8/2010
بادئ ذي بدء أؤكد أني على قناعة تامة أن المخطط الأساسي لاغتيال الرئيس الحريري هي إسرائيل بدون أدنى شك بهدف خلق الفتنة والاقتتال الداخلي الذي تسعى إسرائيل دائما لإيجاده وبقائه بين أبناء الشعب الواحد -لإلهاء هذا الشعب عن المواجهة الحقيقية له ضد إسرائيل -ولكن السؤال من الذي نفذ المخطط الإسرائيلي !؟ وهل الذي نفذ هذا المخطط كان يعلم مسبقا انه ينفذ مخطط إسرائيلي أم لا.
من الممكن أن المؤامرة الإسرائيلية كانت على درجة عاليه من التخطيط المنظم بان استطاعت اختراق جهات وطنيه ومقاومة ولكنها تورطت في قضية مقتل الحريري دون أن تدري هذه الجهات أنها تنفذ مخططا إسرائيليا كبيرا لان مصالحها الحزبية أعمتها من أن تفكر لحظة فقط وتسال نفسها من المستفيد من قتل الحريري وما هي النتائج المترتبة على ذلك وهذا هو العمى السياسي والعمى الفكري والعمى الوطني - أما قرائن السيد حسن نصرا لله فإنني اعتقد أنها لا تساوي شيئا على الإطلاق، فلو أنك كنت تعيش في غزة فان الطيران الحربي الإسرائيلي وطائرات التجسس بدون طيار لا تفارق سماء غزة لحظة واحده على الإطلاق، ولا يعني ذلك شيئا أن يقوم الطيران الحربي الإسرائيلي بطلعات جوية قبل قتل الحريري بيوم للقول أنها كانت لتحديد سيره هو أو غيره، وهناك الجواسيس المنتشرين في لبنان وغير لبنان وها نحن نسمع عن إ‘لقاء القبض على ما يزيد عن 160 جاسوس في لبنان ومنهم من هو برتبة عميد في الجيش اللبناني وصديق حميم لقائد إحدى القوى اللبنانية، وهناك بعض الجهات الوطنية والمقاومة التي من الممكن أن تتورط دون أن تدري أنها تنفذ مخططا إسرائيليا لقتل الحريري، وهذا أفضل لإسرائيل ألف مرة من ان تشارك إسرائيل في تنفيذ المخطط لان مشاركتها الفعلية المكشوفة تعني توحيد قوى الصف العربي ضد إسرائيل وهذا ما لا تريد أن تراه وإنما تريد أن ترى الانقسام والتشرذم والاقتتال وهي تعرف نقاط الضعف لدى قادة امتنا العربية وهي السلطة والحكم والكرسي والمنصب يبيعون القضية ويصبح مطلبنا فك الحصار وفتح المعابر- وننسى القدس والدولة واللاجئين.
على السيد حسن نصرا لله أن يحمد الله ويشكره ألف مره أن قرائنه غير مقنعه وتافهة ولا ترتقي لمستوى التحقيق فيها - ذلك لأنها لو كانت ذات قيمة وشأن وأهمية في قضية قتل الحريري فسيكون هناك سؤالا جوهريا وهاما : لماذا سكت حسن نصرا لله ما يزيد عن خمسة سنوات مخفيا قرائن هامه تساعد في كشف قتلة الحريري !؟ ولم يكشفها فقط إلا عندما بدأت الاتهامات تحوم حول قيادات من حزب الله فقام ونطق بما لديه من قرائن يدعي أنها هامة وذات شأن، بمعنى انه لو لم توجه تهم لحزب الله من المحكمة الدولية لما نطق السيد حسن نصر الله بما لديه من قرائن، وهنا تحوم الشبهات حول هذا السكوت خمسة سنوات، وكأن حزب الله كان غير معنيا بكشف القتلة، ولم يكشف ما عنده من معلومات إلا عندما رأى أن المحكمة ستطول قيادات من حزب الله - ولذا فإن عدم أهمية قرائن حزب الله وأنها لا تساوي شيئا هي لمصلحة الحزب حتى لا تحوم الشبهات حوله انه أخفى معلومات هامه تكشف قتلة الحريري.
ومن هنا فإننا ندعو كافة القوى الوطنية والإسلامية في الساحة العربية عامة والساحة الفلسطينية خاصة لتوحيد صفوفها وعدم الانجرار وراء المؤامرات الإسرائيلية التي لا تتوانى لحظة في خلق الفتنة والانقسام بين قيادات الأمة العربية والشعب الفلسطيني، وعدم القيام بأي أعمال غير مدروسة قد تؤدي إلى قلب الطاولة والخوض في متاهات كبيرة تبعدنا عن قضيتنا الأساسية – قضية فلسطين.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/