هل قاتل السود في أمريكا فلسطيني؟ بقلم/ توفيق أبو شومر
في إطار استقصائي للأخبار (غير البريئة) تابعتُ قصة المجرم المريض قاتل السود في أمريكا إلياس أبو العظام يوم 12/8/2010 وورد الخبر في صدر صفحاتها الأولى عن مجرم خطير اعتقل ،وهو يستعد لركوب الطائرة إلى تل أبيب من أمريكا، وهو متهم بارتكاب سلسلة من الجرائم من بينها قتل خمسة طعنا بالسكين ، وإصابة عشرات غيرهم تم إنقاذهم، ومعظم المعتدى عليهم، من الأمريكيين السود!
وفي اليوم التالي ظهر الخبر في صحيفة هارتس ويدعوت أحرونوت والجورسلم بوست وكان عنوان الخبر:
" ألقت الشرطةُ القبض على (إسرائيلي) متهم بسلسلة من الجرائم في أمريكا"!
وفي اليوم نفسه ظهر الخبر في صحف فلسطينية عديدة وكبيرة ، لها جمهور عريض من القارئين يقول خبر الصحف الفلسطينية:
" (فلسطيني) يُثير الرعب في أمريكا"!
ونقلت الخبر صحفٌ عربية عديدة واسعة الانتشار !
وقامت صحفٌ أخرى فلسطينية للأسف بإغفال إكمال الخبر السابق، الذي يشير إلى قصة هذا المريض.
فالمجرم الشاذ إلياس أبو العظام صحيحٌ أنه مولود في الرملة ، ولكنه هاجر إلى أمريكا وهو طفل ، وهو اليوم أمريكي دما ولحما!
لماذا أعادتْ صحُفُنا الفلسطينية إليه جنسيته الفلسطينية؟
أيعود ذلك إلى فخر بعض المنسوبين للصحافة ممن يجهلون أبجديات العمل الصحفي بفعلة هذا الشاذ، أم أنه يعود إلى نبوغه في فن قتل الأبرياء في اعتبار بعض الصحفيين الجهلة؟
أم أن إبراز جنسيته، يرجعُ إلى عنوان الخبر، وهو أنه تمكن من (إثارة الذعر) في أمريكا المستبدة التي تساعد إسرائيل في طغيانها!
الغريب أن الصحف الإسرائيلية الثلاثة امتنعتْ عن إلصاق صفة فلسطيني به، فهل كان طاقمُ صحفييها يقصدون أيضا بأن جرائم هذا الشاذ المريض عمل بطولي، لا ينبغي أن يُنسب للفلسطينيين ؟
أم أن الصحف الإسرائيلية الثلاثة أرادت أن تنقل (الحقيقة) المجردة للقارئ، وفق القوانين الصحفية المتبعة، وأبجديات العمل الصحفي المهني مهما كان الثمن ؟!!
ذكرتني قصة الخبر بحادثةٍ قريبة الشبه بهذا الخبر، فقد كتب أحد منسوبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ سنوات شعارا على ثكنته العسكرية الرسمية بالطلاء، وبخط رديء اسم حزبه مصحوبا بكلمة (مافيا) !!
وعندما احتججتُ على الكلمة، نظر إليّ أحد الموجودين بالثكنة مستغربا، وهو يبتسم، ويشير إلى عضلاته القوية، فاتضح لي بأنه لا يستحق أن يُجادل، فهو لا يعرف عن حزبه سوى الاسم.
وشكوتُ أمره لرؤسائه، فابتسموا قائلين:
" إن الجنود بسطاء، لا يفهمون مدلول كلمة( مافيا)، فهم يعرفون بأنها ربما (حزب) قوي له السطوة !
ولم تضئ كلمة مافيا الضوء الأحمر أمام مسؤولي الحزب، لكي يعتبروا هذا الكلمة مؤشرا خطيرا على الحالة الفكرية المزرية التي يمرّ بها هذا الحزب وغيره من الأحزاب الفلسطينية المشابهة ولم يقتنع مسؤولو هذا الحزب بأن التثقيف الحزبي ليس ترفا، بل هو ركنٌ رئيس من أركان الأحزاب، فالأحزاب لا تُبنى بناء هيكليا ، إلا على قاعدة رئيسة من الأفكار والمبادئ والعقائد الوطنية.
وللأخبار غير البريئة بقية!
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/