sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32980 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: في رام الله يكرهون (إسرائيل الأحد 15 أغسطس - 17:24 | |
|
في رام الله يكرهون (إسرائيل )
الكاتب علاء الريماوي
تحاول الصحافة العبرية منذ شهر تصوير مدينة رام الله ومعها الضفة الغربية على أنها وشعبها يعيشون حالة حب (لإسرائيل )، بل تنقل صحيفة يدعوت في الأمس أنهم ما عادوا يذكرون الاحتلال لأنهم يعيشون في نعيم اقتصادي بفضل الهدوء والعلاقات المنفتحة سياسيا معها ، مما جعل الدول المانحة تغدق الأموال للتنمية والتطوير.
الصحيفة العبرية ذاتها تحدثت عن جنين في الشهر الماضي من خلال لقاء مع محافظها الذي صورته على إنه صديق ومحب للسلام بعد تركه ثقافة العنف .
التقارير (الإسرائيلية) المتلفزة هي الأخرى كثيرة النقل عن الأبراج التي تعلو وسط المدن للدلالة على النقلة النوعية الحادثة في مدن الضفة الغربية .
الصخب الإعلامي هذا للأسف يحاول البعض التركيز عليه كانجاز للمقارنة بين النماذج الحاكمة في شقي الوطن المقسم والحزين ، والذي ننوه معه أن رسالة نتنياهو حول دولة المستقبل رفاهية لا وطن .
في مقابلة مع السيد أبو لبده على صوت فلسطين حول التنمية تحدث بوضوح عن كذب هذا المصطلح الذي يعيش التغذية على الأموال الخارجية ويستهدف قطاع الخدمات لا الصناعة التي ما زالت (إسرائيل) تحتكر عناصر بنيتها الرئيسية ، وتمارس من خلال الوضع الراهن وصايتها على المنتج الفلسطيني المحكوم بالخامات الإسرائيلية المصنعة .
في زيارتي لأحد الشركات الكبرى في مدينة رام الله والتي يعمل في فروعها أكثر من ألف موظف فلسطيني يشكو مدير التسويق المنافسة العالية مع الشركات (الإسرائيلية ) والأجنبية التي تكتسح الأسواق .
الشركة الكبيرة هذه حاولت التغطية على عجز تسويقها من خلال تحولها إلى شركة استيراد كبرى لتغطية التكاليف وتحقيق الربحية العالية .
في مقر الشركة تسنى لي لقاء مع بعض عمال الشركة الذين يتقاضون شهرياً مبلغ 300 دولار أمريكي يذهب نصف الراتب للمواصلات وطعام الغداء إن لم يكن من بينها الدخان فيحتفظ بثلث الراتب لتفاصيل الحياة وأولاده الخمسة .
أبو سعيد وفي تعبيره عن سبب بقائه في العمل بهذا الأجر الزهيد قال المثل العربي الشهير ( ما بوديك على المر إلا الأمر منه ) .
هذا الواقع لا يقتصر على هذه الشركة وحدها بل تعيشه كافة المؤسسات المنتجة غير قطاع الاتصالات طبعا ، والبنوك ، وموظفي منظمات ( المجتمع المدني ) المدعومة من الغرب لحاجة في نفس سام قضاها .
مكونات العمالة الفلسطينية تبقى مبتورة إذا تم تناسي 160 ألف موظف في مؤسسات السلطة والتي تعد المشغل الرئيس للمواطنين في الضفة الغربية .
الفئة هذه تعيش حالة كبيرة من عدم الاستقرار النفسي بسبب التلويح الدائم بعدم المقدرة على تسديد فاتورة الرواتب المرتبطة بالرضا الغربي عن السلطة .
في العيش بين الناس وبعيدا عن المؤشرات التي تصدر عبر بعض المؤسسات الدولية ترى وجهة الاقتصاد الفلسطيني والناس أسرى لسياسة البنوك المنفتحة على القروض و المعتمدة على رواتب القطاع العام ، والذي يرى الكثير في هذه السياسة وصفة للتكبيل السياسي ومصادرة للحرية المقاومة في الشعب الفلسطيني .
الرخاء المدعى وهمي والقطاعات المستفيدة محددة وتكاد تنحصر في فئة معينة استفادت من كم الإعمار السطحي ، هذه الحالة ذاتها شاهدناها في مطلع الثمانينيات حين فتحت أبواب العمل في (إسرائيل) ، وشوهد معها الشباب يتركون الدراسة لعدم جدواها مقارنة بالإعمال الحرة ، لكن قفص (إسرائيل) المزخرف لم يقنع جيل الشباب الذي انتفض ولقن العدو درساً في انتفاضة الحجر ، هذا الجيل هو ذاته ما زال يعيش ذكريات انتفاضة الأقصى بعد إن سلم الراية لجيل جديد أبدع في المقاومة والوحدة .
الجيل الجديد الذي جاء اليوم نراه برغم مظاهر الانفتاح غير المضبوط والذي يمكن مشاهدته في الملبس وتصفيفة الشعر إلا أنه مازال يشاهد حجم الإجرام الصهيوني على الأرض ، ويرى في كل مناسبة أمهات الأسرى والشهداء وهن يعشن الوجع في تفاصيل الحياة .
هذا السلوك الإسرائيلي وجدت ترجمته في رام الله من خلال شبابها في بلعين ونعلين والنبي الصالح يكرهون (إسرائيل) ، و يحرقون أعلامها ، بل رأيتهم في قرية عاروره وهم يدفنون شهيدها بعد اسر في مقبرة الأرقام لأكثر من ثلاثين عاماً وهم يهتفون الموت (لإسرائيل ).
هذا الهتاف كان ثقافة حسن القاضي شهيد فتح ، وهتاف ضياء الطويل استشهادي حماس ... كلهم كانوا يحلمون بوطن لا تدنس أمنه (إسرائيل) التي وإن حاولت حجب الشمس بغربالها لن تستطيع .
جيل الشهداء والأقصى كتبت عنهم صحيفة هآرتس في العام 98 أولاد السلام والتعايش... كيف نجحنا في تربيتهم تربية السلام ؟ حيث كانت الطريقة من خلال برامج التطبيع والتهويد التي في ليلة وضحاها انقلب سحرها الزائف كأنه سراب .
في حديث الرسول عليه الصلاة و السلام عن بلاد الشام وأصحابها بأنهم خير سكان الأرض وطائفتهم المنصورة الغالبة برغم أنف ما كتبته أوراق إسرائيل وبرغم ما خططته أموال الغرب الصهيوني المتآمر ... لذلك ستظل رام الله و الضفة تكره (إسرائيل) .
_________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|