تزايد الاهتمام من قبل المواطنين فى الفترة الأخيرة بموضوع التداوي بالأعشاب، فبعد تدهور الوضع الصحي بشكل فاق المتوقع ، لوحظ إقبالا متزايدا على حساب التداوي بالأدوية الكيماوية المفقودة في غزة لمرضي السرطان، القلب،الأعصاب والربو، فالحصار المفروض على أهالي قطاع غزه دفعهم للبحث عن بدائل أخري ، فلم يجدوا أمامهم سوي التوجه إلي التداوي بالأعشاب كمنقذ لمرضي لا يجدون دواء يشفيهم من أمراضهم ،فأصبحوا روادا على محلات العطارة والأعشاب نظرا لقلة التكلفة.
آراء المواطنين تعددت بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من العلاج، حيث رأى البعض أنه قديم جربه الآباء والأجداد منذ تذكرة داود إذا لم ينفع فلن يضر، وقد أعتاد المواطنون على استخدامه منذ زمن طويل، وأصبح هناك متخصصون فى هذا المجال، كما إنه أثبت شفاءه لكثيـر مـن الأمراض، وآثـاره الجانبية محدودة مقارنـةً بالأدوية الأخرى، بالإضافة إلى ذلك فإن ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأدوية وتكاليف الكشف عند الأطباء جعل الناس تلجأ إلى هـذا النـوع مـن العلاج لمواجهة تلك الزيادات التي لا يقدرون على ملاحقتها.
ويلاقي العلاج بالأعشاب استحسان العديد من الأشخاص ويقول أبو يوسف المتواجد داخل محل احد العطارين في مدينة غزة ' لأمد' إن الإقبال على محال العطارين يعتبر ''الخيار الأمثل'' لعلاج بعض الأمراض فانا أعاني من التهابات المفاصل ولا اشعر بالراحة إلا عندما أتناول الأعشاب والخلطات التي يعدها العطارين لي ، مؤكداً' لأمد' أن الأعشاب تعد الأفضل من حيث تقليص حجم الضرر عن تلك الأدوية والعقاقير الكيماوية والتي غالباً ما تكون لها آثار جانبية سيئة على المرضى والمصابين وتؤثر على الوظائف الحيوية بالجسم.
وفي وسط مدينة غزة التقي' أمد' بمحمد صاحب محل كهرمانة للأعشاب وارث المهنة عن العائلة، حيث أوضح ' لأمد' أن غالبية من يأتون إليه من النساء، كذلك مرضي الربو، والسرطان، ويلجئون إلينا بسبب الحصار المفروض علي غزة ما أدي إلي شح الأدوية الخاصة لعلاجهم في المراكز والمستشفيات الطبية ، حيث يحضر المريض بعض أسماء الأعشاب يوصفها له الطبيب المعالج ويتم داخل المحل إعداد تركيبة العلاج له لتكون بديلا عن الادويه والحبوب اللازمة لعلاج المريض.
وتقول ' أم محمد' لأمد' أفضل شراء الأعشاب والخلطات لأنها ارخص ثمن من الأدوية المفقودة في غزة،موضحة' لأمد' انها مصابة بمرض الصدفية وعلاجها مفقود في غزة، فلا أجد طريق سوي الذهاب إلي العطارين وادفع ثمن مضاعف كي يقوموا بإعداد أعشاب وخلطات تخفف من حدة الألم الذي أعاني منه، مؤكدة' لأمد' أن الأعشاب التي يحصل عليها العطارين لا تأتيهم إلا من خلال الأنفاق وبعد معاناة شاقة يتم الحصول عليها...
'أمنة مصلح 22 عاما' التقي بها أمد' داخل مركز كهرمانة للأعشاب تنتظر العطار بإعداد تركيبة خاصة يعدها العطارون لمرضي الربو تقول 'لأمد' كنت استخدم دواء،يرسله لي إخوتي من الخارج،لكن الان مع الحصار والاغلاقات المفروضة علي غزة لا يوجد دواء بديل لي، وازدادت حالتي الصحية سوء، ونصحني احد الأقارب بالتوجه إلي العطارين لتداوي بالأعشاب كعلاج بديل وبشكل مؤقت..
'أما نور طالبة جامعية' والتي تجاوز وزنها 90 كيلوجرام وطولها 159 تقول' لأمد' لقد جربت جميع الطرق لإنقاص وزني في كل مرة ينقص وزني بعض الكيلوجرامات أتفاجأ بزيادة وزني بطريقة سريعة وفي نهاية المطاف وصفت لي صديقة أعشابا مخلوطة تحتوي على المرمية وقشر البن والسنا مكي والشاي الأخضر والزنجبيل وقمت بتجربتها مع الاستمرار على تناولها حوالي الشهرين مع المشي بشكل يومي ونقص وزني خلال هذين الشهرين إلى أن وصل إلى 80 كيلوجراما، وفرحت بهذه النتيجة كثيرا وأصبحت أتناول هذه الأعشاب باستمرار مع المشي حتى وصلت إلى الوزن الذي أرغب به وأتمنى أن أظل محتفظة بوزني الحالي الذي وصل إلى 65 كيلوجراما.وشاركتها الرأي هدي بارود قائلة'عندما أنجبت تغير شكل جسمي وأصبت بالسمنة بشكل مفاجئ الأمر الذي تسبب لي بأزمة نفسية وقررت ألا أقف مكتوفة الأيدي ولجأت إلى المستشفى لعمل التحاليل اللازمة لمعرفة إذا كان هناك خلل في غددي الصماء ولكني وجدت أن جميع تحاليلي سليمة لذلك لجأت إلى محل لتداوي بالأعشاب وأخذت منه جميع الأعشاب التي تعالج السمنة'.
' يحدوني أمل أن أجد علاج لابنتي ' أم إيهاب تواجدت في احد محلات العطارة ،تحدثت إلي ' أمد' جالبةً معها فتاة في الرابع عشر من عمرها، تقول ابنتي تعاني من ضعف وقصر قامة بشكل غير معقول،فلم اترك علاج إلا وقمت بإحضاره لها لينمو جسدها ويكبر لكن لا فائدة، موضحة' لأمد' يملؤها أمل أن تجد العلاج لابنتها عند احد العطارين، لتري ابنتها تكبر كبقية من يقاربها في العمر من الناحية الجسدية.
وعلي الرغم من الآثار الايجابية التي تحققها تلك الأعشاب، يرى آخرون أن العلاج من خلالها لابد أن يكون مقنناً، وأنه قـد يؤدى إلى أخطار فادحة نتيجة سوء الاستخدام أو سوء التخزين أو عدم مراعاة النسب المقررة، بالإضافة إلى دخول الدجالين والمشعوذين فى هذا المجال.
'هناء' والتي تعرضت لعدد من الأمراض بسبب تناولها أعشاب السمنة، تقول ' لأمد' لقد تناولت عشبه وصفها لي أحد العطارين لزيادة الوزن ولكني تعرضت لمغص شديد أدخلت على إثره المستشفى حيث قاموا بعمل غسيل للمعدة بعد ذلك اكتشفت أن العشبة مسهلة وكنت قد أخذت منها كميات كبيرة جدا، محذرة في الوقت ذاته من خطورة الاستخدام المفرط في الأعشاب لأنها تساهم في إبطاء نبضات القلب ومنع تخثر الدم وتغيير جهاز المناعة وكذلك تغيير تأثيرات التخدير..
هل يصلح العطار ما أفسده الدهر في ضوء العودة إلى الماضي واللجوء المتزايد في استخدام الأعشاب، وهل يصبح العلاج بالأعشاب طبا بديلا عن الطب الحديث أم هو مساند مكمل له على الرغم من الخرافات التي ألصقت بمهنة العطارة والعطار الذي أصبح في نظر العديد يملك العصا السحرية للشفاء..
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/