هم وحسرة:ساق الله عن رمضان زمان:الحصار وغلاء الأسعار يزركشا قطاع غزة ترحيبا بقدوم شهر رمضان
حصار وغلاء بالأسعار وشهر فضيل يستعد ليطرق أبواب الفلسطينين فى قطاع غزة للدخول لكن غزة كعادتها تنفرد بكيفية استقبالها لشهر رمضان الكريم فزينتها تختلف عن زينة كل الشعوب العربية الإسلامية له فهناك عبارات ترحيبية بشهر الخير كتبت ليس على الجدران بل على جبين أرباب العائلات ومغزاها أهلا بك يا رمضان متزامنا مع حصار اسرائيلى مغدق يقابله غلاء فاحش بالأسعار.وجيوب فارغة إلا من الهموم.
مراسلة
النهار الاخبارية نسرين موسى فى سياق التقرير التالي تقف على كيفية استقبال المواطنين فى محافظات قطاع غزة لشهر الخير والبركات الذي يطل فى وقت تنعدم به كل الخيرات .
بدون شجن
(ساق الله عن تلهفي بالسابق لأن يأتي شهر رمضان علينا) بدموع مخفية وبصعوبة بالغة بدا المسن رجب عبد الحي حديثه بهذه العبارة ليضيف : ما عادت لنا لهفة وشجن كما كانت بالسابق لاستقبال الشهر الفضيل فكل شيء يكتم على أنفاسنا .
ويتابع: حصار وغلاء وكل شيء سعره الطاق طاقين وأصبح كل شيئ يثقل كاهلنا .
ويسترسل المسن حديثه ويقول: قلما ما نستطيع توفير الأشياء الضرورية فى أيامنا العادية فكيف سنتمكن من توفيرها فى شهر رمضان والذي يحتاج للكثير من المصروفات؟؟
ويتساءل المسن : الجميع يندهش من سبب ارتفاع الأسعار لان أغلبية المواطنين فى غزة وكافة المحافظات لا يجدون الفرصة لأي عمل فكيف يتقبل العقل وأين التوازن لا وجود لأي فرص عمل ويقابلها غلاء فى الأسعار ؟؟؟
فرحة منقوصة
وبعيدا عن التساؤلات المنطقية التى أطلقها المسن عبد الحي تقف الأربعينية عزيزة خليل أمام بائع المثلجات وتقول حول استعداداتها للشهر الفضيل: لا اخفي اننى من داخلي متشوقة لشهر رمضان لكن شوقي يمنعه خوفي لأن رمضان هذا العام سياتى ونحن بأصعب الأوضاع .
وتضيف: كما ترون أصبحنا لا نفارق محلات المجمدات لتماشيها نسبيا مع دخلنا المحدود لكن لا أظن أننا سنستمر فى القدرة على شراءها لان كل شيء ارتفع سعره وبالمقابل لا يوجد ما يغطى كل هذه المصروفات .
وتتنهد خليل وتقول: لو فكرت يوما اشترى الدجاج فى شهر رمضان سأضطر للاستغناء عن شى آخر مهم .
وتختم بسخرية: استعداداتي لشهر رمضان مزينة بالهم والحسرة على سلب فرحتنا حتى بشهر فضيل .
وتقاطعها الحديث الحاجة سمية حسين وتقول بلغتها العجائزية: لحمة شو لو على قد اللحمة ساهلة لكن شو تقولوا حتى البندورة والبصل ثمنها غالى يعنى حتى الخضروات ارتفعت وصارت بعلب العرائس .
ويساندهن بالراى الاستاذ ياسر جلال ويقول: بالفعل أصبحت الأسعار أعلى من معدلها الطبيعى فكل شيء اصبح لا يتوافق وقدرة المواطن الشرائية وما يزيد العبئ هو قدوم شهر رمضان فى ظل هذه الأوضاع وخاصة ان بشهر رمضان تكثر المشتريات نظرا لحاجة المواطن للتغذية واى نقص فى حاجاته الأساسية ينعكس بالسلب عليه.
ويختم المواطن جلال: حتى الأساسيات فى قائمة المشتريات عند المواطنين أدرجت بقائمة الكماليات بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية .
لكن المواطنة هناء عيسى لم تستسلم بعباراتها وتساءلت مستنكرة: إلى متى سيبقى الحال هكذا حصار من جهة وغلاء من جهة اصبح أولادنا بشهوة لأقل الأشياء؟
وأضافت: لماذا لا تلاحق الحكومة التجار الذين يرفعون الأسعار ومن أين سناتى بالمال لإرضاء غرور التجار؟الملابس مرتفعة استبدلنا شراءها من الدلال .ومحلات البالة.والخضروات غالية لم نتمكن من شراء كل مستلزماتنا !! أهذه حياة؟؟ وما يزيد همنا ان الشهر الفضيل سيأتى ونحن نتصارخ من شدة الغلاء والحصار فأى فرحة نفرحها بقدوم شهر رمضان؟؟
ما باليد حيلة
هكذا حال المواطنين فرحة مغيبة كتمها الحصار وزادها الغلاء لكن ما هو قول التجار إزاء استياء المشترين.
فيقول بائع الخضروات أبو فوزي : نحن مثل المشترين فكل شيء سعره مرتفع وكل شيء يرهق كاهلنا فخضرواتنا تحتاج لسماد فى حين انه مختفي من السوق وان وجد يكون مرتفعا فكيف سنغطى تكاليفه؟؟
وختم قوله :رمضان كما سيرهق كاهل المشترين يرهق كاهلنا أيضا فكل شيء مرتفع والسبب الحصار الاسرائيلى وليس نحن فما باليد حيلة .
من جهته يقول بائع الدجاج حسونة ابو المجد : كيف سأقوم بتخفيض سعر الدجاج وكل شيء مفقود من علف ودجاج ؟؟
وبلفظ المعاتب يقول ابو المجد: هل تظنون ان ارتفاع الأسعار حسب أهواءنا فنحن نعانى مثل المشترى وسنقابل الأزمة مثلهم فى شهر رمضان .
يذكر ان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ذكر أن سجل متوسط أسعار المنتج في الأراضي الفلسطينية سجل ارتفاعاً بنسبة 0.73% خلال الربع الثاني من العام 2010 مقارنة مع الربع الأول من العام 2010، كذلك سجل متوسط أسعار الجملة ارتفاعاً بنسبـة 0.39% لنفس الفترة، إذ بلغ متوسط الرقم القياسي العام لأسعار المنتج 112.79 و بلغ متوسط الرقم القياسي العام لأسعار الجملة 112.90 خلال الربع الثاني من العام 2010 (سنة الأساس 2007=100).
وختاما نقول شهر فضيل عالابواب ودموع مخفية قد تكون فرحة باستقباله وقد تكون امتعاظا لعدم مقدرتها من استقباله بالشكل الذي يليق به .
ولكن التساؤل الذي اصبح يخجل ان يطرح نفسه يقول:إلى متى سيبقى المواطن الفلسطيني محروما من ابسط فرحة وسيظل رهين الحصار وضنك العيش؟؟؟؟؟