الشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود

حملت البندقية في يد والقيثار في يداِِ أخرى.. نبذة عن شاعر الحرب والحب الفلسطيني

مطر جبر -غزة

"حملت في إحدى يدي البندقية لأدافع عن الأرض والعِرض, وحملت في اليد الأخرى القيثار لأعزف عليها ألحان الألم من الواقع والأمل في المستقبل" قالها شاعر الحرب والحب الفلسطيني عندما كان يناضل من أجل الوطن لا غير.

نشأة الشاعر:

ولد شاعر الحرب والحب الفلسطيني عبد الرحيم محمود في قرية عنبتا, الواقعة بين مدينتي نابلس وطولكرم عام 1913م فعاش الشاعر في كنف أسرة عريقة متبحرة بالدين الإسلامي وأصول الفقه فوالده الشيخ محمود ابن الشيخ عبد الرحيم ابن الشيخ عبد الله رحمهم الله فجذور أسرته دينية خالصة, تلقي شاعرنا تعليمه في الأزهر الشريف.

فعندما بلغ الشاعر عبد الرحيم السادس من عمره توفي والده الشيخ محمود فأصبح يتيم الأب, تلقي شاعرنا تعليمه بمدرسة عنبتا الابتدائية في طولكرم ومن ثم انتقل إلي كلية النجاح الوطنية في مدينة نابلس لتلقي باقي علومه الثانوية والإعدادية والجامعية وصل خلال فترته في الكلية على شهادة "الوثيقة" فاستحق دخول الجامعة الأمريكية ببيروت, بالإضافة إلي أنه يستطيع استكمال دراسته من خلال الشهادة التي حصل عليها في الجامعات المصرية والبريطانية, لكن ظروفه لم تمهد له الطريق لمواصلة الدراسة.

عمل شاعرنا بعد أن توقف من الدراسة جندياً بصفوف الشرطة الفلسطينية التي كانت تحت الانتداب البريطاني لكن ميوله واتجاهاته منعته من الاستمرار في وظيفته لان الشرطة في ذاك الوقت كانت تنع الفلسطينيين من خوض انتفاضة فلسطينية ضد الانتداب الأمر الذي دفع شاعرنا إلي ترك عمله.

واهتم شاعرنا بالتدريس في كلية النجاح الوطنية الذي عمل بذل جهد كبيراً من خلالها بث روح الجهاد ضد الانتداب البريطاني, حتى اشتعلت ثورة 1936م, وفي أوج اشتعالها التحق شاعرنا في صفوف المجاهدين تحت قيادة القائد البطل عبد الرحيم الحاج محمد, حتى توقفت الثورة عام 1939م.

بعد توقف الثورة شرع الانتداب البريطاني على ملاحقة القادة الكبار والبارزين وكان شاعرنا عبد الرحم محمود ملاحقاً أيضاَ حتى أبعدته سلطات الانتداب من فلسطين إلي العراق الذي حصل فيها على رتبة ملازم, ولم يكتفي شاعرنا في العيش في العراق حتى عاد بعد ثلاث سنوات في فلسطين واشتغل في تدريس الأدب العربي في كلية النجاح من جديد, وما أن وطأت قدماه أرض فلسطين اشتعلت الحرب عام 1948, ومن حبه وواجبه الوطني شارك في صفوف المجاهدين حتى نال الشهادة في معركة الشجرة لعام 1948م.

موهبة الشاعر:

اكتشف الأستاذ الشيخ عبد الرحمن الخطيب أستاذ اللغة العربية في مدرسة طولكرم آنذاك الموهبة الشعرية التي تمتع وتميز بها الشاعر, ولكنه وجد في كلية النجاح الوطنية تربة خصبة لرعاية موهبته الشعرية, وزادت عبقرية الشاعر عندما التقي بأستاذه الكبير والشاعر الفلسطيني المعروف في كل أرجاء فلسطين الشاعر إبراهيم طوقان, مما زاد موهبته الشعرية, بالإضافة إلي الأوضاع الحزينة التي عاشها أبناء الشعب الفلسطيني, وأبرزت منه شاعر الحرب وشاعر الحب.

سبب لقبه بشاعر الحرب والحرب:

ولقب بشاعر الحب لأنه قال شعر الحب في وطنه ومن أجل التطلع إلي يوم الخلاص والحرية والعدالة.

بينما لقبه بشاعر الحرب لأنه تحدث في شعره عن العذابات التي يعاني منها الوطن في ظل الانتداب البريطاني فهو يضمر للانتداب السوء ,ويبيت له الشر.

ومن نشيد الشاعر عبد الرحيم محمود في حبه للوطن والتضحية من أجله:-

سأحـمل روحـي على راحتي وألقي بها في مهاوى الردى

فإمـا حيـاة تـسر الصـديق وإما ممـات تغيظ العـدى

ونفس الشـريف لها غـايتـان ورود المنـايا ونيل الـمنى

وما العيش لا عشت إن لم أكن مخوف الجناب حرام الحمى

ومن شعره الحزين الإنساني قال :

قد عشت في الناس غريباً وها قد مت بين الناس موت الغريب

والناس –مذ كانوا-ذوو قسوة وليـس للـبائس فيهم نـصيب

لو كنت في حبلك شنـاقهـم لولولوا حزناً وشقـوا الـجيوب

لـكنك الحمـال لم يطمعـوا فيك ولم يخشـوا أذاك الـرهيب

وفاة الشاعر:

وفي نهاية عمر شاعرنا محمود تحققت أمنيته في سبيل طلب الشهادة عندما قال في إحدي قصائده الوطنية :

لـعمرك إني أرى مصرعي ولكن أغذ إلـيه الخطي

أرى مقتلي دون حقي السليب ودون بلادي هو المبتغي

فقد استشهد شاعرنا في الخامسة والثلاثين من عمره على أرض الوطن الحبيب مناضلاً ومدافعاَ عن الأرض والعِرض, فكان لقصائده صدى كبير في الوطن العربي عامة وفي الأراضي الفلسطينية بصفة خاصة, معبراً عن أحاسيسه الوطنية والإنسانية تجاه وطنه المسلوب

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/

مشكور كتير صلاح

تقبل مرووورري بلطف

» حتى لا ننسى اليوم ذكرى استشهاد الشاعر عبد الرحيم محمود شهيد الشجرة
» في الذكرى الــ ( 71 ) لاستشهاد الشاعر الكبير عبد الرحيم محمود - هي دعوة للوحدة
» لشاعر :عبد الرحيم محمود ' أبو الطيب '
» الشهيد / محمود أبو هنود في سطور
» (عينان )قصيدة لم تنشر للراحل الرائع الشاعر الكبير محمود درويش