هل قضية فداء دبلان مؤشر لتبدل القيم في
المجتمع الفلسطيني
اسم الكاتب :
د-ناصر اسماعيل بينما كنت اقلب صفحات وكالات
الأنباء، وبعض من المنتديات الوطنية الفلسطينية ، راعني ما قرأت عن قضية
الأخت الأديبة( فداء دبلان) ومعاناتها التي فرضت عليها عنوة وبتسلسل غير
منطقي ، معاناة لا تصدق ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، قرن التطور
واختراع المئات من النظريات التربوية والإنسانية وتفنن علماء النفس
والاجتماع في التباري بوضع لبنات من فنون التعامل الإنساني لخلق مجتمع سوي
مؤسس على الحب والتكافل .فوجئنا عندما قرأت أن الأخت فداء حرمت منذ أكثر
من أربع سنين من مجرد التحدث مع أطفالها ! ولو حتى هاتفياً رغم عدم بعد
الزمان والمكان ، ففداء تعيش الآن بالضفة الغربية في مدينة قلقيلية ،
وأولادها مبعدين عنها قسرًا في قطاع غزة المحاصر، وعندما سبحت في أغوار
مناشدات ومقالات كتبت عن مسألتها الإنسانية ، لم اصدق أن مثل هذه القضايا
ممكن أن تكون ضمن النسيج القيمى الفلسطيني ، وصرخت بقلمي هل نحن في أعلى
مراحل تبدل القيم ؟ وهل انتزعت الإنسانية من قلوب البشر؟ وهل أصبح
تفكيرنا ومعتقداتنا وقيمنا تساق وفق علاقات مادية ميكانيكية آلية .اعلم من
خلال صفحات الأدب في المنتديات الهادفة أن الأخت فداء كاتبة وأديبة،
وصاحبة شعور مرهف واعتقد أن من لديها القدرة على الإبداع اللغوي والشعري
والنثري ، تكون مبدعة أيضا في تربية أطفالها لأن الأديب غالبا ما يكون
صادقًا مع نفسه ومع الآخرين فما بالكم بفلذة كبده ، أرجو من كل منى يقرأ
كلماتي أن يكتب اسم فداء دبلان على متصفح البحث جوجل ويغوص في بحر كلماتها
الهادفة .ويتعرف على عمق أدبها وشخصيتها ..قرأت كلماتها وكلمات الإخوة
المناشدين لحل قضيتها ، ورجعت إلى الوراء حين كنت طالبا في إحدى جامعات
الضفة الغربية، وتذكرت عائلة دبلان الفلسطينية الأصيلة الضاربة في مدن
وقري الضفة ، تذكرت مواقف مرت معي شخصيًا مع أسرتها حين قمنا بمخيمات
العمل التطوعي، ومواسم قطف الزيتون بالضفة وتذكرت عائلتها الكريمة بطبعها
وأخلاقها، وطريقة التربية الفلسطينية الأصيلة التي تنتهجها عائلة دبلان في
الضفة ،وأدركت انه من الصعب على فداء المنحدرة من تلك العائلة أن تتخلى عن
أهدافها النبيلة التي تربت عليها وأن تتخلى عن ثوابتها وحقها في تربية
أبنائها وفق عادات فلسطينية متمدنة تدل على عمق وطيبة منبتها الوطني
والاسلامى ..دهشت يا سادتي من مجتمعنا الفلسطيني بمؤسساته الرسمية وغير
الرسمية والحكومية وغيرها ،هل عجزت أن تخرج رجل حكيم صاحب بصيرة فلسطينية
غير مغبرة برياح التأثير والاندفاع لأخذ قرار حكيم يعيد للأم الفاضلة حق
احتضان وحضن أولادها بحضنها الأمومى الفلسطيني الدافئ ، أم أصاب العمى
والتعصب والقبلية والجاهلية من يدعون الحكمة ؟، قضية الأم فداء دبلان ستبقى
لعنة تطارد كل المزايدين من رجال الدين والعلم والثقافة والسياسة إلى أن
يخرج متنفذ وحكيم ويطبق شرع الله المغيب قسرًا ولحاجات في نفس يعقوب ؟!!،
هذه كلماتي الأولى التي كتبتها على عجل ، وسيبقى قلمي مشرعاً في وجه
المجتمع إلى أن تعود للأم حقوقها ونرجع ننشد ثانية أن مجتمعنا الفلسطيني لم
يصب بداء تبدل القيم – اللهم اشهد أنى قد بلغت جزء من رسالتي ....