سيول وادي غزة تبدد فرحة "عرب الملالحة" بموسم الخير

بعد فتح أحد سدود الوادي

السيول جرفت عدد من المنازل وشردت العشرات

رقدت
المواطنة نور العيماوي من سكان المغراقة وسط قطاع غزة مساء الاثنين، سعيدة
بكمية الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، ممنية نفسها بعشب وفير
لأغنامها التي تربيها منذ فترة طويلة.

لكن
العيماوي، البالغة من العمر (37 عاماً)، تفاجأت بسيل عارم من المياه يجتاح
بيتها وبيوت "عرب الملالحة" القاطنين على جانب وادي غزة، حيث بدا مشهداً
مرعباً لجميع السكان البسطاء الذين تفاجأوا على حين غرة بهذا السيل الكبير.

وعمدت
سلطات الاحتلال إلى فتح سد وادي غزة من الجهة الشرقية على الحدود مع
الأراضي المحتلة عام 1948م والمغلق منذ سنوات لمنع وصول المياه إلى قطاع
غزة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى غرق عشرات المنازل الفلسطينية في المنطقة خاصة
أنها منخفضة بشكل كبير.

هرج
ومرج ساد المنطقة، وبدأ الناس يتعلقون بما يمكن أن يبقيهم على قيد الحياة،
في حين هرعت العيماوي إلى مضجعها مسرعة ووضعت في حزامها مبلغ ألفي دينار
هو مهر ابنتها التي عقدت قرانها قبل فترة قصيرة، وتعلقت بشجرة في المكان.

لحظات
عصيبة مرت بعرب الملالحة، الذين تشردوا وتشتت شملهم، قبل أن تهرع طواقم
الدفاع المدني والمنقذين من سكان المنطقة إليهم، ويتم إخلاؤهم بواسطة
قوارب مطاطية إلى منطقة آمنة، في حين غرقت عشرات البيوت التي يملكونها.

وعرب
الملالحة هم مواطنون يسكنون في بيوت مصنوعة في الغالب من الشعر والقش
وألواح "الزينكو"، ويشتهرون بتربية المواشي والجمال والأبقار التي يعتاشون
منها.

وتقول
العيماوي وهي تقف حافية القدمين فوق بقايا السيل الجارف القريب من بيتها
المدمر لـ"صفا": " فقدت 60 رأس غنم هي كل ما أملكه في هذه الدنيا، ولولا
الله ثم الشباب الذين أنقذوني لكنت في عداد الموتى".

لحظات عصيبة مرت بعرب الملالحة (صفا)

وتضيف
وهي تبكي حالها " انظر.. لم أعد أملك إلا هذا الثوب المتسخ بالمجاري، حتى
حذائي فقدته، ضاع بيتي وفقدت كل شيء أملكه". ومضت العيماوي تجر ثوبها، فوق
المستنقع الناتج عن مياه السيل، للبحث عن نجلها الذي فقدت آثاره منذ ساعات
الليل.

مصيبة كبيرة

وليس
بعيدا عنها، وقف المختار فايز خليل فرج الله (50 عاماً) أمام ساحة بيته
الذي غمرته المياه، وأخذ يشرف على أبنائه الذين أخذوا يحاولون إنقاذ ما
يمكن إنقاذه من ممتلكات بيتهم الصغير.

يقول
فرج الله لـ"صفا" :" الذي حدث أن الوادي دخل علينا من المنطقة الشرقية،
وكان مغلقا من ناحية الغرب، فأخذت المياه تجتاح بيوتنا، فهرب من هرب من
الناس، وهرعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني لإنقاذ العالقين".

وتابع
وهو يشير إلى سور منزله المنهار بفعل السيول " لقد فقدت عفش بيتي الذي
تضرر بشكل كبير من هذه المياه، وكما ترى فقد انهار سور المنزل بسبب السيل
القوي الذي اجتاحنا".

وذكر
مختار المنطقة أن معظم الخسائر الناتجة عن الكارثة، تركزت في ممتلكات
المواطنين وحيواناتهم التي كانوا يربونها، مؤكدا أنه تم نفوق ما يقارب 400
رأس غنم وخمسة جمال وعشرات الأبقار والدواجن، إلى جانب تلف المزارع
والأشجار.

وفي
ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي للكارثة، انشغل سكان المنطقة
المتضررون من السيول في محاولة انتشال أي شيء يمكن أن يستفيدوا منه لاحقا،
وبدت علامات الذهول واضحة في وجوه السكان المنكوبين.

المسن
خليل عطا الله الملالحة (65 عاماً) جلس على عربة يجرها حمار، وهو يرتجف من
شدة البرد، وقال لصفا: " لقد جاءنا سيل الوادي على غفلة، ولم أستطع
التحرك، وقام بعض الشباب من الدفاع المدني بإنقاذي من موت محقق".

ويؤكد
الملالحة أنه لم يشهد في حياته حادثة مشابهة لما حصل لهم، مضيفا " اللي
صار مصيبة كبيرة، لم نكن مستعدين لها، ولم تخطر ببالنا"، مشيرا إلى أن
سيلا تعرضت له المنطقة عام 1991 لم يكن بمثل هذه الصورة.

إغاثة المنكوبين

وزير
الشئون الاجتماعية في غزة أحمد الكرد كان متواجدا في المنطقة لمراقبة
عمليات الإنقاذ والإيواء للمتضررين قال لصفا: " ما حدث بالأمس في وادي
غزة، لم يحدث منذ عشرين سنة، كميات كبيرة من السيول تدفقت على وادي غزة،
ووصل ارتفاع مياه الوادي إلى أربعة أمتار".

وأوضح
الكرد أن وادي غزة متوقف منذ عشرات السنين، لكن ما حدث أن "إسرائيل" فتحت
السدود شرقي الوادي، وتدفقت كميات كبيرة من الفيضانات، وجرفت أمامها
البيوت والمزارع والأشجار وحيوانات المواطنين".

وذكر
الكرد أنه حتى اللحظة تم إخلاء نحو 100 بيت، مشيراً إلى أن هناك جروحا
بسيطة لدى بعض المواطنين الذين تم إنقاذهم، مؤكداً أن الخسائر المادية
كبيرة في ممتلكات الناس، كما أن أراضٍ زراعية وأشجار جرفت.

وقال
وزير الشئون الاجتماعية: " منذ اللحظة الأولى كان دورنا إغاثة المواطنين
وإيجاد إيواء لهم، فتدخل الدفاع المدني والطواقم المتخصصة، وقامت بإخلاء
جميع البيوت المتضررة، والحمد لله لم نفقد أي إنسان، وتم فتح مدارس لإيواء
المتضررين".

انشغل السكان المتضررين بانتشال أي شيء يمكن أن يستفيدوا منه (صفا)

وأشار إلى أن طواقم حكومية بدأت منذ الصباح في عملية جرد للخسائر والأضرار لتقديم الإغاثة والعون للناس المتضررين من السيول.

كما
أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء في حكومة غزة د محمد عوض أن الحكومة
ستقدم مساعدة عاجلة للأسر المتضررة في مناطق جحر الديك ووادي غزة
والمغراقة جراء فتح سلطات الاحتلال الإسرائيلي سد الوادي من جهة الأراضي
المحتلة.

وقال عوض في بيان صحفي وصل "صفا" نسخة عنه الثلاثاء:" الحكومة باشرت في حصر الأضرار وستقدم تعويض للمواطنين عن الخسائر التي تكبدوها جراء السيول".

وأضاف
أن " الحكومة وبتوجيهات رئيس الوزراء وكافة ووزاراتها المعنية تابعت
عمليات إخلال المواطنين المتضررين من مياه السيول وسط القطاع منذ تدفقها،
وأن 4 وزراء من الحكومة تواجدوا في المكان، تابعوا عمليات الإخلاء والأزمة
بشكل حثيث".

وأشار
إلى أن الحكومة عملت على توفير أماكن إيواء للأسر المشردة وقامت بفتح
مدرسة "كفر ياسيف" لأكثر من 100 أسرة مشردة، لافتاً إلى أنها ستشرع اليوم
بعمليات حصر للأضرار ومساعدة الأسر المنكوبة والمشردة.

وعدَّ عوض تدفق المياه جريمة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين في قطاع غزة.

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/

زائر

يا حرام سكان المغراقة والله صعبوا عليا
الله يكون في عونهم
يعطيك الصحة أبو اسلام
دائما أنت السباق الى الحدث

بعين

بعين الله

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/