sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32771 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: عائلة السموني جرح لا يندمل ...وإرادة لا تقهر الخميس 7 يناير - 0:06 | |
|
عائلة السموني جرح لا يندمل ...وإرادة لا تقهر
غزة/ تقرير/رائحة الموت منتشرة في كل مكان...منازل مدمرة... أشجار وبيارات مقتلعة.. مصانع لا يعرف لها أثر... مزارع دواجن مهدمة.. طرق وشوارع مجرفة....نساء يبحثن بين الركام عن أقاربهن وأثاث منازلهن ... جرافات تحاول أن تساعد في إزالة الركام... جثث تنتشلها فرق الأنقاض من تحت الركام بعد مضي عدة أيام عليها ... مواطنون يبحثون عن منازلهم ولا يعرفون لها معالم....
هذا ما رأيناه في منطقة جنوب حي الزيتون من....صور ...قصص ... شاهدات تعجز الكلمات التعبير عنها نظرا لفظاعة العدوان، وحجم الدمار، وهول الكارثة ، وكثرة المآسي والأحزان، ليبدو المكان لمن يدخله لأول مرة كأن زلزالا بقوة 7 درجات قد ضرب المنطقة.
لا تعرف من أين ستبدأ في سرد القصص والمآسي والأحزان..فهل تبدأ من قصة أم تبحث عما تبقي من أثار منزلها، أم تبدأ بمأساة عائلة السموني التي فقدت العشرات من عائلتها في هذا العدوان، أم تبدأ مع أصحاب المصانع ومزارع الدواجن المنكوبين والتي تقدر خسائرهم بملايين الدولارات، أم تتحدث مع أصحاب بيارات البرتقال والليمون والزيتون داستها وجرفتها آلة الاحتلال ولم يبق لها أثر.
ارتأيت أن أنقل هذه المرة مأساة عائلة السموني لبشاعة ما تعرضت له من مجازر،فتحدثنا للمواطنة ' هدية السموني' التى أصيبت بصدمة حقيقية بعد استشهاد العشرات من أقاربها وعائلتها محاولة البحت عما تبقي من أثاث منزلها المدمر... وتقول 'إن عائلتها أصبحت منكوبة فلم يتبق غير زوجها من بين أشقائه الذين استشهدوا جميعا مع أطفالهم وزوجاتهم .
وتروي هدية السموني وهي في حالة من الحزن ' تقدمت دبابات الاحتلال التي كانت تسلط قذائفها المدمرة تجاه منازلنا وكانت الطائرات تقصف في كل مكان، أصبنا بحالة من الخوف والذعر، لكنا صمدنا ولم نغادر منازلنا على اعتقاد أنها مثل كل المرات التي كان يحدث فيها توغل لساعات ثم ينسحبوا ولكن، الدبابات واصلت طريقها صوب بيوتنا وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال الذين هبطوا بمظلات من خلال عملية إنزال جوي حيت سيطروا علي المباني العالية متخذين منها ثكناث عسكرية لقنص كل شئ متحرك.
وتتابع ' هدية ' روايتها عن زوجها الذي فجع بخبر استشهاد والده وأشقائه،فما كان منه إلا الإسراع لإنقاذ أولاد شقيق،وللأسف دون جدوى فلم تستطع سيارات الإسعاف التقدم الي منطقتنا، فبقي أربعة أيام بجانب حائط لا يتحرك،ودبابات الاحتلال لا تبعد عنه سوي أمتارا معدودة وبجواره شقيقه الشهيد وأولاده المصابين واستشهدوا جميعا لكثرة النزيف...
أما زوجة شقيقها شاركت ' هدية' في رواية تلك الكارثة التي حلت بالعائلة: بقينا في بيتنا بالرغم من المخاطر ولكن عندما بدأت تتساقط القذائف في داخل الغرف اضطررنا للمغامرة بأنفسنا وترك البيت إلي مكان يتجمع فيه النساء والأطفال مساحته لا تزيد من 100 متر وبه أكتر من 80 شخصا، وبنوع من الآسي تتذكر إحدى النسوة التي جاءها المخاض أمام الرجال وقامت النساء بتوليدها.
الشاب ' أحمد السموني' يقول 'لقد علمنا من رجل جاء إلى المكان المحتجزين فيه يخبرنا بأن جنود الاحتلال يجمعون الأهالي في مكان معين ويقومون بإعدامهم،وهذا ما حدت مع أفراد من عائلتي ،فلم ترحم الحرب شيخا طاعنا في السن لم يستطع المشي فأعدموه ونحن ننظر إليه وظل ملقى في الشارع لأربعة أيام.
أما الحاجة 'انتصار السموني' والدة شهيد هي الاخري،' حين خرجنا من بيوتنا، كنا نردد عبارة 'كثان يا خواجا ' أي معنا أطفال إلى أن وصلنا إلى مكان أكثر أمنا، عند بعض الأسر في مدينة غزة الذين لم يبخلوا عنا بأي شيء.
مر عام على حرب غزة،وعلى الرغم من التغطية الإعلامية الكبيرة والصدمة التي نجمت عن تلك الحادثة فلم تتلق عائلة السموني سوى القليل من المساعدات وتعيش الآن في فقر مدقع بمنازلهم البديلة قرب بقايا منازلهم السابقة حسب الشهادة التي نقلها مركز الميزان لحقوق الإنسان.
_________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|