منة شلبي من أصغر ممثلة إغراء إلى نجمة الجاسوسية..
رغم صغر سنها إلا أنها أثبتت المقولة المصرية، التي تقول 'ابن
الوز عوام'، فهى خلال سنوات قليلة حفرت اسماً بارزاً وسط جيل الشباب،
وأثبتت أنها موهبة متعددة، بعد أن أثارت الجدل حولها في بداية ظهورها
السينمائي مع الفنان محمود عبدالعزيز لتصنفها الجرائد والمجلات على أنها
أصغر ممثلة إغراء لما قامت به من أداء في مشاهدها، التي جسدتها في فيلم
الساحر.
ولكنها
استطاعت بنجاح أن تمحي فكرة فتاة الإغراء، بعد أن شاركت في مسلسل 'أين
قلبي'، ولم يتوقع أحد ما وصلت إليه فتاة مودرن أكاديمي، التي مازالت في
عيون أصدقاء والدتها الممثلة والراقصة زيزي مصطفى، الصغيرة التي ولدت في
عام 1982 إلا أنها فاجأت الجميع بقوتها في الأداء وقدرتها على التنوع
لتفوز بجائزة أحسن ممثلة في عام 2007 عن دورها، الذي جسدته في فيلم 'عن
العشق والهوى'، ولم تكن هذه هى جائزتها الأولى، وإنما سبقتها جائزة فيلم
'بنات وسط البلد' من مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية عام 2006،
ونجحت من خلال 21 عملا سينمائيا شاركت في بطولتها، في إبراز موهبة حقيقية
وقدرة على الوقوف أمام الكاميرا من اللحظة الأولى بنجاح.
ويرى
البعض أن نجاحها ليس وليد الصدفة والإبداع فقط وإنما لأنها صاحبة مران في
الوقوف أمام الكاميرا منذ الصغر بحكم أنها ابنة الراقصة زيزي مصطفى، وظهرت
منذ نعومة أظافرها في برامج تلفزيونية وفوازير الأطفال، ولكن بداية ظهورها
سينمائياً كانت من خلال فيلم العاصفة، الذي ظهرت فيه لمدة لاتتجاوز خمس
ثواني، ووقع اختيار محمود عبدالعزيز عليها في أحد الأفراح، التي جمعت
بينهما لتصبح ابنته في فيلم الساحر وتثير ضجة بإغرائها، الذي ظهرت به،
ونجحت منة في تخطي مرحلة الإغراء التي كانت معبرها الأول للسينما بعد أن
دخلت للدراما مع الفنانة يسرا، وتمكنت خلال 9 سنوات وصل رصيد منة 21 فيلما
سينمائيا، و5 مسلسلات درامية.
قدمت
منة للسينما في عامها الأول مجموعة من الأفلام الشبابية 'شباب تيك أواي'،
'بحب السيما'، 'الساحر'، وانشغلت في عامها الثاني بالمسلسل لتقدم انطلاقة
جديدة في السينما عام 2003 من خلال الأفلام، التي شاركت في بطولتها، وهى
'إوعى وشك'، و'كلم ماما'، و' فيلم هندي'. اختلف أداؤها كثيراً في 2004،
وقدمت خلال هذا العام عملاً واحدا 'أحلى الأوقات'، وشهد عام 2005 نضوجها
سينمائياً، فقدمت أكثر من عمل 'أنت عمري'، و'أحلام عمرنا'، و'بنات وسط
البلد' و 'السيد أبوالعربي وصل'، مع الفنان هاني رمزي نجم الكوميديا،
وقدمت أفلاماً مع عدد من النجوم الشباب منها 'ويجا'، و'منتهى اللذة'،
و'واحد من الناس'، و 'عن العشق والهوى' النقلة الفنية في حياتها، والدور
الذي أعلى من قدرها سينمائياً.
رغم
أنها ركزت اهتمامها في السينما، إلا أنها لم تتجاهل الدراما مطلقاً، ولم
توازنها بالسينما، ولكنها قدمت أعمالاً درامية ناجحة مع نجوم من أكبر
فناني الوسط على رأسهم 'كامل الشناوي'، في مسلسل 'لدواعي أمنية'، وتمكنت
من إثبات قدرة فنية في هذا الدور لاختلافه كثيراً عما قدمته، فهى ابنة
جادة لرجل أعمال مطارد من جميع الجهات، ومهدد بافتقاد الأمان يغيرها حارس
الأمن، الذي جسده الفنان 'ماجد المصري'، ونجحت جماهيرياً من خلال دور
'سحر' في هذا العمل، وواصلت نجاحها بمسلسل 'البنات'، الذي خرجت فيها على
غرار شخصيتها الفتاة الدلوعة الشقية لتحظى بلقب 'بوسي كات'، الذي اتخذته
الفتيات بعدها دلعاً ووضع من شدة جماهيريته اسماً لأماكن متعددة، وللمرة
الثالثة تتألق عندما تجسد دور نانسي أمام الفنان يحيى الفخراني، وينقذها
من ضياعها وفساد أخلاقها لتقع في حب ابنه، ويخشى عليها الفخراني من
الانهيار بعد أن أوهمته والدتها بأنها ابنته.
حرب الجواسيس وتجسيد شخصية مازالت على قيد الحياة
ذُكر
في تصريحات السيناريست بشير الديك أن سامية فهمي الحقيقية مازالت على قيد
الحياة، وأنها شاهدت العمل الذي لعبت فيه دور البطولة النجمة الشابة منة
شلبي، وأشادت بأدائها بقوة، وهذا دليل على قوة فتاة هذا الجيل على الوصول
لما شعرت به صاحبة القصة الحقيقية، وما قامت به منة هو حقيقة بعد أن توهم
البعض أن سامية فهمي فارقت الحياة، ويشيد البعض بالعمل من جميع جوانبه،
خاصة تحري المؤلف للدقة والصدق، ورفضه ذكر الشخصية الحقيقية لسامية فهمي،
التي رفضت الإفصاح عن نفسها لتنعم بحياتها بشكل طبيعي دون أن تزعجها
الكاميرات، التي تتمنى ظهورها لترصدها، وتركز عليها بقوة، خاصة بعد تصريح
الكاتبة الصحفية ليلى عبدالسلام أنها سامية فهمي.
النقطة
المثيرة أن الجميع بانتظار أن يأتي اليوم الذي تظهر فيه صاحبة الرواية
الحقيقية لسامية فهمي، رغم عدم ثقة الجميع بأن ليلى عبدالسلام ليست سامية
فهمي، أهم ما في هذه الجزئية هو أن منة شلبي رغم غموض الشخصية الحقيقة إلا
أنها نجحت كما قيل في توصيل المضمون الذي أراد بشير الديك توصيله من خلال
'حرب الجواسيس'، وأن منة في هذا العمر فرضت نفسها لأن تجسد عملاً كهذا،
فهي صرخة قوية وسط الزحام الشديد، الذي تشهده الشاشتان الصغيرة والكبيرة،
ورغم الثقة التي تتمتع بها الفنانة الشابة إلا أنها كانت في قمة تخوفها من
رد فعل الجمهور والنقاد رغم حصول المسلسل على درجة امتياز من بين
المسلسلات التي عرضت على الرقابة، ومن المؤكد أن تخوفها من هذا العمل كان
دافعاً قوياً لدرجة أن الفنانة نادية الجندي، التي جسدت دور الجاسوسة في
أكثر من عمل تجاهلت انتقاد غادة عبدالرازق، وأشادت بمنة لدرجة أنها رأتها
خلفاً لها في السينما وفي قوة الشخصية، وصرحت بانبهارها الشديد من تجسيد
منة لشخصية، سامية فهمي بهذا الشكل، والجمهور لم يختلف كثيراً مع الفنانة
في أداء منة شلبي إلا أنه كان أكثر ثقة في منة من نفسها.