عمل منذ مرحلة الطفولة..حول السجن إلى مدرسة..التحق بالجامعة طالبا وموظفا في آن
حازم ذوقان..قصة كفاح تتكلل بتولي منصب رئيس قسم شؤون الطلبة في منطقة نابلس التعليمية
حازم صبحي طالب ذوقان خاض كفاحا مريرا في حياة مليئة بالعقبات والمصاعب، لكنه أثبت في نهاية المطاف أنه يستحق أن يكلل جهده بتولي منصب رئيس قسم شؤون الطلبة في منطقة نابلس التعليمية.
حازم من مواليد نابلس 18/12/1965 متزوج وأب لـ 6 أبناء (4 ذكور، 2 إناث). تربى في أسرة مكونة من 15 فردا حيث كان والده عاملاً في شركة الزيوت.
منذ كان في الصف الخامس وحازم لا يعتمد على أهله في مصروفه وأموره المادية حيث أنه كان يعمل ببيع الجرائد و"البوظة" حتى التوجيهي. بدأت قصته عندما كان طالباً في مدارس مخيم بلاطة الذي يعاني أوضاعا معيشية صعبة بالإضافة إلى الاكتظاظ السكاني. ومع ازدياد همجية الاحتلال ضد المخيم كان هناك توجه لدى حازم للعمل النضالي في سن مبكرة ، وتمثل ذلك بقضية توعية الطلاب وتحريضهم ضد الاحتلال وحثهم للتمسك بحق العودة التي كانت أساس انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في العام 1965.
ينتمي حازم لعائلة مهجرة من قرية عرب السوالمة في يافا، ولهذا كان يقوم بتأطير الطلاب للالتحاق بالثورة وتوزيع البيانات ثم انتقل إلى مدرسة معزوز المصري حيث انتمى إلى مجموعة اسمها "الشرارة" وكانت أولى المجموعات المنظمة خارجياً من القطاع الغربي لفتح بقيادة أبو جهاد (خليل الوزير). وعمل على مقاومة المستوطنين قرب قبر يوسف حيث شارك في المواجهات بشكل منظم في العام 1981.
في الصف الثاني الثانوي تم اعتقاله لمدة شهر إثر أحداث قبر يوسف مع غرامة مالية قدرها500دينار وبعد ذلك توسع العمل النضالي وأصبح يأخذ طابع مواجهة الاحتلال في كافة الأماكن وتم اعتقاله بتاريخ 3/10/1983 وحكم عليه الاحتلال عليه لمدة سبع سنوات.
حصل حازم على الثانوية العامة داخل السجن، إضافة إلى تعلمه اللغة العبرية كتابة ومحادثة.
عمل في عدة مواقع تنظيمية (موجه عام في سجن نابلس وعضو لجنة مركزية في سجن الجنيد ومسؤول اللجنة الأمنية). وبعد خروجه من السجن عام 1990 عمل على تشكيل نادي الأسير الفلسطيني بمشاركة عيسى قراقع عضو المجلس التشريعي حالياً ومروان خضر وعمل لمدة سنتين في مجال متابعة أمور الأسرى، وخلال هذه الفترة التحق حازم بجامعة القدس المفتوحة في 1/5/1991 كطالب وموظف في آن واحد وذلك كحالة استثنائية من قبل رئاسة الجامعة.
عمل في الجامعة لمدة سنة، كان مجداً ومجتهداً لتحسين وضعه الوظيفي، ثم عمل في قسم التصوير لمدة سنتين وكان يصور لمناطق الشمال التابعة لمنطقة نابلس سابقاً ثم انتقل إلى قسم التعيينات لمدة سنتين. واستمر في اكمال دراسته رغم تنقلاته على الصعيد الوظيفي ، حيث كان يحدد عدد الساعات الدراسية بين(6-9) في الفصل الواحد، وفي آخر 3 فصول سجل لـ 12 ساعة.
تخرج عام 1997 وكان في الفوج الثاني لخريجي جامعة القدس المفتوحة وحصل على درجة البكالوريوس في تخصص التربية الابتدائية. تنافس على وظيفة العلاقات العامة وشؤون الطلبة وخلال هذه الفترة كان لحازم ما يكفي من الخبرة لتؤهله لوظيفة شؤون الطلبة حيث أنه عمل في كافة أقسام الجامعة وكان على اطلاع كاف بآلية عملها.
يشعر أنه من اولئك الذين يساهمون في تطوير الجامعة ورفعتها، شغل منصب عضو مجلس اتحاد طلبة وعضو هيئة ادارية للشبيبة الطلابية. كان صادقا في انتمائه للجامعة، كيف لا؟ وهي بيته الثاني وقد تأسست بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار). وكان الهدف من إنشائها هو خدمة أبناء فلسطين في كافة البقاع حيث كانت المتنفس الحقيقي لكافة أبناء الوطن الذين حرموا من السفر وإكمال تعليمهم. يرى حازم بأن العمل في الجامعة يوازي عمل المناضل حامل البندقية من منطلق أن تحرير الوطن بحاجة إلى كافة كوادر الوطن من طبيب إلى عامل إلى مقاتل إلى حامل العلم. في عام 1999/2000 تم تعديل الوضع الوظيفي واحتساب شهادة البكالوريوس وبمسمى منسق شؤون الطلبة وقد عمل جاهداً في المنطقة التعليمية والمركز الشرقي وذلك لمتابعة أمور الطلبة وحل مشكلاتهم وتم إغلاق المركز الشرقي بسبب وقوعه بالقرب من نقطة عسكرية حيث تسببت اعتداءات جنود الاحتلال من استشهاد طالب والحق أضرارا بالعملية التعليمية ككل حيث لم يكن الوضع مريحا للدراسة وكان الطلاب يعيشون ضغطاً نفسياً خلال اللقاءات الدراسية. بعد ذلك ترقى حازم ليصبح من الأوائل بمسمى رئيس قسم شؤون الطلبة في المناطق التعليمية وما زال على رأس عمله.
ويقول حازم "لا أستطيع بكلمات أن أفي هذه الجامعة حقها من الشكر والتقدير"، مشيرا إلى أنه سيظل يعمل جاهداً بنفس العطاء والحب للجامعة التي احتضنته وكانت بيته الثاني. ويسجل شكره وتقديره العميق لأسرة الجامعة وعلى رأسهم أ.د.يونس عمرو رئيس الجامعة لما يتمتع به من إنسانية وحب لأبنائه العاملين والوقوف بجانبهم لإيصالهم إلى بر الأمان والنجاح وتقديم كل التسهيلات الممكنة والمتوفرة لرفعة الجامعة ومواكبة التطورات على كافة المستويات والأصعدة. وعرف حازم بنشاطه الاجتماعي الواسع فقد تولى مناصب عدة من بينها:عضو اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة، رئيس الهيئة الإدارية لجمعية عرب السوالمة الخيرية،عضو إقليم نابلس منتخب،نائب رئيس جمعية جذور للثقافة والفنون.